محيط: رحبت القوى التركمانية والعربية في كركوك بقرار مجلس النواب العراقي بتأجيل عملية انتخابات مجلس محافظة كركوك المحلية، في الوقت الذي انزعج فيه الأكراد بشدة واعترضوا على القرار. ويعقد برلمان إقليم كردستان العراق اليوم الأربعاء جلسة طارئة بسبب هذا القرار الذي صدر رغم مقاطعة نواب التحالف الكردي الذين غضبوا من معالجته للنزاع القائم بشأن مدينة كركوك. ويمهد القانون الطريق أمام إجراء الانتخابات المحلية التي تعتبر ضرورية للمصالحة الوطنية خاصة مع السنة العرب الذين قاطعوا الانتخابات المحلية التي جرت عام 2005 . ويدور النزاع بين الاكراد الذين يقولون أن المدينة يجب أن تتبع المنطقة الكردية المتمتعة بدرجة كبيرة من الحكم الذاتي وبين العرب الذين يريدونها أن تبقى تحت سلطة الحكومة المركزي. وذكرت صحيفة "الشرق الأوسط" أن أوساطًا تركمانية اعتبرته قرارًا حكيما اتخذ في توقيت سليم كونه يتيح المجال للعمل لتصحيح ما وصفته بالأوضاع الخاطئة في المدينة وضواحيها قبل الشروع في عملية الانتخابات، بخلاف القوى الكردية التي اعربت عن رفضها لقرار التأجيل. وقال راكان سعيد نائب محافظ كركوك وعضو الكتلة العربية في مجلس المحافظة "إننا نرحب بقرار التأجيل لكونه مشروعًا يتيح فرصة قانونية لحين معالجة المشاكل والخروقات الموجودة في المدينة والوصول الى آلية مناسبة لانتخابات نزيهة وترضي جميع الأطراف وتشارك فيها المكونات الأساسية لسكان كركوك". وهو الموقف الذي أيدته ايضا القوى التركمانية المنضوية في اطار الجبهة التركمانية، حيث قال حسن توران عضو مجلس المحافظة والقيادي في حزب العدالة التركماني " إن الجبهة التركمانية ترحب بقرار مجلس النواب الذي جاء بناء على طلب مشترك من الكتلتين التركمانية والعربية، لاسيما وان القرار لا يقتصر على التأجيل وحسب، بل ستصاحبه سلسلة إجراءات قانونية في مقدمتها تشكيل لجنة لتقصي الحقائق وتوزيع السلطات في المحافظة وغيرها، وتعتقد الكتلة التركمانية أن القرار يمثل انتصارا حقيقيا لقضية كركوك وقضية الحق والحرية فيها". واوضح توران في حديث ل"الشرق الأوسط" أن مقترح أو مطلب التأجيل لم يكن واردًا في بادئ الامر، لأنه كان من المفترض تقسيم كركوك إلى أربع مناطق انتخابية وفقا لنسبة 32 % لكل قومية من القوميات الثلاث الكرد والتركمان والعرب، ولكن نظرًا لتعذر تحقيق ذلك صار الأمر نحو التأجيل. اما كتلة "كركوك المتآخية" في مجلس المحافظة التي تستأثر بغالبية مقاعد المجلس والتي تضم اعضاء من العرب والقوى التركمانية المؤيدة لضم كركوك الى اقليم كردستان، فقد أعربت عن رفضها لقرار التأجيل، حيث اكد آواد محمد امين عضو مجلس المحافظة أن رفض الكتلة المتآخية لا يقتصر على قرار التأجيل الصادر من مجلس النواب، بل يتركز على مضمون المشروع المقدم الى المجلس بخصوص عملية الانتخابات القادمة.