لندن: اتهمت منظمة العفو الدولية إسرائيل بارتكاب جرائم حرب وخرق القوانين الدولية خلال عملية "الرصاص المصبوب" التي شنتها على قطاع غزة 27 ديسمبر/ أيلول 2008. ونقلت وكالة " وفا" الفلسطينية عن المنظمة قولها في تقريرها حول أوضاع حقوق الانسان في العالم لعام 2009 : " إن قوات الاحتلال الإسرائيلي نفذت هجمات عشوائية ضد مدنيين واستهدفت طواقم طبية واستخدمت مواطنين فلسطينيين دروعًا بشرية واطلقت قذائف الفسفور الابيض باتجاه مناطق سكنية". وأكدت منظمة "أمنستي" التي مقرها لندن أن الاحتلال يواصل إجلاء الفلسطينيين عن منازلهم في الضفة الغربية وشرقي القدسالمحتلة ، كما يواصل اقامة السياج الأمني الفاصل مما يؤدي إلى حرمان الفلسطينيين من موارد المياه ويمنعهم من الوصول إلى اراضيهم الزراعية. واتهمت منظمة العفو السلطات الإسرائيلية باحتجاز حوالي 280 فلسطينيًا في السجن دون تقديم لوائح اتهام بحقهم وحرمان مئات السجناء الآخرين من الزيارات العائلية نظرا لأن افراد عائلاتهم يقطنون في قطاع غزة. ومن جانبه، علق الناطق باسم جيش الاحتلال على التقرير قائلا ان منظمة العفو امتنعت عن نقل التقرير إلى جيش الاحتلال قبل نشره و"لذلك لا يمكنه التعليق على هذه الاتهامات والادعاءات قبل دراستها بإمعان". وزعم الناطق العسكري: "ان جيشه نفذ عملياته في قطاع غزة وفقًا لقوانين الحرب وبذل جهودًا جبارة لتجنب اصابة المدنيين واجرى كذلك تحقيقات في بعض الحوادث وفي شكاوى قدمتها منظمة أمنستي نفسها وقد قدمت في بعض الحالات لوائح اتهام ضد عدد من الجنود". وأدعي ان الطوق الأمني المفروض على قطاع غزة يعود إلى ضرورة الحفاظ على أمن مواطني إسرائيل في ظل محاولات التنظيمات الارهابية لتهريب وسائل قتالية إلى القطاع. وعلى صعيد متصل، اتهمت منظمة العفو ايضا الفلسطينيين ولا سيما حركة المقاومة الإسلامية "حماس" بقصف التجمعات السكنية الإسرائيلية بصورة عشوائية وكذلك باختطاف وقتل أكثر من 30 فلسطينيا بحجة تعاونهم مع إسرائيل. واشارت المنظمة الدولية إلى ان "حماس" تواصل احتجاز الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط وهي تمنع الصليب الأحمر الدولي وافراد عائلته من زيارته. كما تحتجز السلطات الفلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة مئات الاشخاص في السجون دون تقديم لوائح اتهام ضدهم. ورسمت منظمة العفو ايضا صورة قاتمة لاوضاع حقوق الانسان في انحاء العالم حيث تقوم العديد من الدول بتعذيب سجناء واعتقال مدنيين دون محاكمة وفرض قيود على حرية التعبير. يذكر ان جيش الاحتلال الإسرائيلي شن في 27 ديسمبر/ كانون الأول 2008 إلى 18 يناير/ كانون الثاني 2009 هجوما على قطاع غزة كان هدفه المعلن وقف إطلاق الصواريخ الفلسطينية على جنوب إسرائيل. وأسفر الهجوم عن سقوط 1400 شهيد فلسطيني وتدمير كامل أو جزئي لنحو 6268 منزلا. وما زالت إسرائيل تفرض حصارا على قطاع غزة منذ أن سيطرت حركة حماس عليه في يونيو/ حزيران 2007.