تفاهم شيعي- سني بشأن كركوك يثير غضب الاكراد محيط - وكالات بغداد: الأزمة العراقية ليست في طريق الحل، هذا ما تؤكده الاحداث الجارية في العراق رغم تصريحات الرئيس الأمريكي جورج بوش والتي يتغنى فيها بالتقدم الذي حققته قواته في العراق، فبعد ساعات من ظهور بوادر لتضيق الهوى بين السنة والشيعة، والتي تمثلت في إقرار البرلمان قانونا بديلا عن قانون اجتثاث البعث ويسمح للمسؤولين السابقين المنتمين لحزب البعث، بالعودة للعمل العام، والتي ضغت الولاياتالمتحدة لتمريره في محاولة لاحتواء السنة.
اثار توقيع كتل وشخصيات برلمانية شيعية وسنية عربية على مذكرة تفاهم ترمي لحلحة اكثر مشاكل العراق جدلا وهي المادة "140" من الدستور المتعلقة بتطبيع الاوضاع في كركوك، مطالبة بالتوصل الى حلها بالتوافق، عاصفة من الأكراد الذين رفضوها فورا . وضع معقد
وتلا النائب عن القائمة العراقية اسامة النجيفي بيانا جاء فيه "ان الوضع المعقد في كركوك والحرص على حفظ مصالح كل المكونات الاجتماعية فيها من عرب وكرد وتركمان استنادا للدستور وبما يعبر عن توافق سياسي وطني يجعل من هذه المدينة نموذجا للوحدة الوطنية والتعايش والتكامل الاجتماعي بين أبناء الوطن الواحد هو الهدف الاساس الذي تسعى اليه القوى السياسية الموقعة على هذا البيان".
وشدد البيان على ابقاء الصلاحيات في ادارة ثروة البلاد للحكومة الاتحادية المركزية. لكن الاكراد رفضوا هذه التفاهم واصروا على تطبيق المادة "140" التي تم تاجيلها لمدة ستة اشهر بموجب اقتراح تقدمت به الاممالمتحدة.
وقال مسعود بارزاني رئيس اقليم كردستان ان "المحاولات التي تجري ضد المادة "140" الدستورية المتعلقة بتطبيع الاوضاع في كركوك والمناطق المتنازع عليها لن تنجح"، واضاف في اشارة الى الاتفاق الذي اعلنته الاطراف الشيعية والسنية ان "الذين يريدون الان تشكيل تحالف ضد المادة 140 هم الذين كانوا ضد الدستور العراقي ولكن لم يستطيعوا فعل شيء".
واشاد بارزاني بدور الاممالمتحدة في تطبيق المادة 140 قائلا "ما دامت الاممالمتحدة دخلت في الموضوع فان محاولاتهم لن تنجح"، وكانت حكومة الاقليم الكردي الذي يتمتع بحكم ذاتي وافقت الشهر الماضي على الاقتراح الدولي بتاجيل تطبيق المادة لمدة ستة اشهر. تطبيع الأوضاع وتنص المادة 140 من الدستور العراقي على "تطبيع الاوضاع واجراء احصاء سكاني واستفتاء في كركوك واراض اخرى متنازع عليها لتحديد ما يريده سكانها وذلك قبل 31 كانون الاول/ديسمبر 2007"، وقال النجيفي في البيان ان "النفط والغاز وبقية الثروات الطبيعية هي الثروة الرئيسية للشعب العراقي ولكون ادارة هذه الثروة من الصلاحيات الحصرية للحكومة الاتحادية بالتعاون مع السلطات الاقليمية حسب الدستور ، نشعر بالقلق الشديد ازاء اي تدبير انفرادي في هذا المجال دون الرجوع الى الحكومة المركزية".
ومن هذه التدابير اورد "ابرام العقود مع جهات اجنبية مهما كان المبرر لذلك الاجراء" في اشارة الى العقود التي ابرمتها حكومة اقليم كردستان دون الرجوع الى الحكومة العراقية المركزية، ودعا البيان الى "وجوب الحرص على وحدة الموقف واجراء الحوار البناء لحل اي اشكالية خاصة تلك التي تتعلق بالسياسة العامة للدولة وذلك من خلال المؤسسات الدستورية والتنفيذية".
وقال البيان ان ذلك "ينطلق من المصلحة الوطنية العليا وحفاظا على العراق الواحد بعيدا عن المحاصصة الطائفية والعرقية ومن اجل الحفاظ على العملية السياسية وما حققته من مكتسبات على طريق بناء دولة المؤسسات والقانون بعيدا عن ظاهرة التحالفات الضيقة بهدف تقاسم السلطة واحتكارها ودعما لمشروع المصالحة الوطنية وتوسيع قاعدة المشاركة" في البلاد. توزيع الثروات وشدد على "المواقف الوطنية الصادقة في البناء على اساس وطني يحافظ على التوزيع العادل للثروة الوطنية وتحقيق السيادة والاستقلال الناجز والارادة الوطنية الجامعة"، من جهته قال حسن الربيعي عضر الكتلة الصدرية ان "بيان التفاهم هو لتصحيح بعض وجهات النظر ونقاط مهمة". واضاف ان "هذا لا يمثل كتلة سياسية ولا تحالفا في الوقت الحاضر لكن في المستقبل اذا خرجنا من المازق السياسي قد يتكون تحالف سياسي"، واشار الى ان "هذا البيان يوجه رسالة لكل العاملين على الساحة السياسية خصوصا بعض التكتلات الضيقة يراد منها تصحيح وجهات النظر الخاطئة".
وابرز الكتل الموقعة على المذكرة هي الكتلة الصدرية (30 مقعدا) والقائمة العراقية بزعامة اياد علاوي رئيس الوزراء الاسبق وحزب الدعوة/تنظيم العراق (15 مقعدا) والجبهة العراقية للحوار الوطني بزعامة صالح المطلك (11 مقعدا) ومجلس الحوار الوطني احد مكونات جبهة التوافق (ثمانية مقاعد) بالاضافة الى كتلة مستقلة في البرلمان.