تفاقم أزمة قطاع غزة والمواطنون لا يجدون لقمة العيش طوابير الفلسطينيين انتظارا لحصول على رغيف الخبز محيط: تفاقمت الأزمة الخانقة التي يتعرض لها فلسطينيو غزة منذ اسابيع بسبب الحصار الإسرائيبلي، حيث ذكرت الأنباء ان طوابير المواطنين الفلسطينيين الواقفين أمام المخابز في قطاع غزة للحصول على ربطة الخبز بدأت تطول بسبب نفاد مخزون الدقيق من المخابز والمطاحن والمحال التجارية بالاضافة إلى الانقطاع المستمر للتيار الكهربائي. وزادت أزمة المواطنين بنقصان الخبز خاصةً بعد نفاد مخزن الدقيق لدى وكالة الأممالمتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" منذ أيام بسبب استمرار الحصار الإسرائيلي المحكم وإغلاق المعابر وعدم إدخال الحبوب. وعلى الرغم من إعلان الكثير من مخابز القطاع عن وقف عملها وإغلاقها، فمازالت طوابير المواطنين تزداد وتشهد ازدحاماً شديداً في بعض المخابز لشراء القليل من الخبز لسد احتياجات عائلاتهم. ولم تنته مشكلة شح ربطات الخبز عند هذا الحد بل تزداد في الوقت الذي يرفع فيه بعض أصحاب المخابز أسعار ربطة الخبز عن سعرها الحقيقي، ليزيد ذلك من حنق وغضب المواطنين. في غضون ذلك، أكد عدنان أبو حسنة الناطق باسم "الأونروا"، أنه في حال لم تسمح إسرائيل بإدخال الدقيق إلى القطاع حتى يوم غدٍ، فإن الطحين الموجود في كل قطاع غزة سينفد تماماً، وسيجد سكان القطاع أنفسهم حينها أمام كارثة إنسانية حقيقية لا تحمد عقباها. أما اللجنة الشعبية لكسر الحصار فشددت على أن القطاع الذي أغلقت معابره التجارية منذ سبعة أسابيع متواصلة، على شفير مأساة إنسانية في ظل غرق 80% منه في الظلام بعد توقف محطة الكهرباء قبل ثلاثة أيام، ونفاد القمح منذ نفس المدة وإغلاق عشرات المخابز، مرجحة أن يغلق المتبقي منها في غضون أيام قلائل. من جانبه، أكد عبد الناصر العجرمي رئيس جمعية أصحاب المخابر في قطاع غزة أن الجمعية ستقوم بالتنسيق مع وزارة الاقتصاد الوطني بتوزيع الكميات المتبقية من الدقيق على المخابز المغلقة في القطاع خلال اليوم، مشدداً على أن الكميات الموجود تكفي لحد أقصى إلى نهاية الأسبوع الحالي فقط. وقال العجرمي ل "المركز الفلسطيني للإعلام" اليوم الثلاثاء: "إن كميات الدقيق المتوفرة تكفي لحد أقصى إلى نهاية الأسبوع الحالي فقط"، مشيراً إلى أنه لم يدخل أي كميات من الدقيق إلى قطاع غزة منذ أكثر من أسبوع. وأشار المتحدث إلى أن عدد المخابز التي تعمل في مختلف مناطق القطاع تقدر أقل من عشرين مخبزاً، مبيناً أن معظم المخابز أغلقت أبوابها لعدم توفر الدقيق والغاز والكهرباء. وحذر العجرمي من "كارثة غذائية ستحل بالقطاع إذا لم تسمح دولة الاحتلال بإدخال القمح والدقيق إلى القطاع خلال الساعات أو الأيام القادمة"، لافتاً الانتباه إلى أن هناك مؤشرات صهيونية بإدخال كميات من الدقيق نهاية الأسبوع الحالي. التهدئة وعلى صعيد التهدئة بين الفصائل الفلسطينية ودولة الاحتلال والتي انتهت الجمعة الماضي، أكد الدكتور محمود الزهار القيادي في حركة حماس أن الحركة مستعدة للعودة إلى التهدئة إذا التزمت إسرائيل بشروط هذه التهدئة في الاتفاق الذي تم التوصل إليه في شهر يونيو الماضي. وقال الزهار في تصريحات صحفية اليوم الثلاثاء، إنه سيتم تقويم الموقف بعد انتهاء فترة وقف إطلاق الصواريخ لمدة يوم واحد, وإذا كانت هناك مستجدات إيجابية فسيتم تمديد هذا الموقف. من جانبه، نفى فوزي برهوم المتحدث باسم حماس تلقي الحركة عروضاً بخصوص إبرام تهدئة جديدة مع دولة الاحتلال، فاتحا المجال أمام أي عروض جديدة من شأنها تدشين اتفاق جديد يلزم الاحتلال الذي تنصل من تعهداته في الاتفاق السابق الذي انتهي فعلياً يوم الجمعة الماضي. وقال برهوم: "حتى اللحظة لم نتلق أي عروض و إذا تسلمنا أي عروض جديدة جدير بنا دراستها ومعنا كافة الفصائل الفلسطينية للخروج بقرار موحد بشأنها". واضاف: "لكن يجب أن تضمن تلك العروض بدون شك فك الحصار وفتح المعابر"، مشدداً على أن حماس لن تقبل تهدئة غير ملزمة للاحتلال حول ما سبق ذكره.
بدوره، قال أسامة حمدان ممثل الحركة في لبنان، أن على حماس انا لا تبالغ بأنها على استعداد حقيقي لأي خيار يتخذه كيان الاحتلال الإسرائيلي وأن المقاومة تفاهمت في غزة وهي تسير في مسير واحد وإطار من التفاهم للمواجهة مع العدو. وأكد حمدان : أن الجانب الذي صعد المواجهة ولازال يصعّد هو الاحتلال ومازالت غزة لحد الآن تقع في دائرة العمليات العسكرية في خريطة جيش الاحتلال ومع ذلك فإن نظريات المواجهة لازالت محتملة. وأضاف القيادي البارز في حماس: أن الفصائل الفلسطينية اليوم لاتريد تكرار تجربة التهدئة التي مرت قبل ذلك ومن غير المقبول أن يمارس البعض الخداع مع المقاومة. وتابع ممثل حماس في لبنان: ان الشعب الفلسطيني يعيش معاناة والفصائل تدافع عن شعبها فحسب والاسرائيلي هو الذي يمارس الإرهاب ضد الفلسطينيين ويجب أن لايقود الحديث عن الإجراءات الى الظن بأن هناك مشروعاً جديداً للتهدئة.