شدد مفتي لبنان الشيخ محمد رشيد قباني على تحريم تفجير النفس من أجل قتل ضحايا أبرياء ظلما . ونقلت وكالة أنباء "الشرق الأوسط" عن المفتي قباني قوله في رسالة وجهها إلى الشعب اللبناني اليوم الاثنين :"إن التطرف الذي يعصف باللبنانيين ليس من الإسلام والمسلمين في شيء"، معتبرا أن نمو التطرف في لبنان ساهم في نمو ملفي الموقوفين الإسلاميين والزج بهم في السجون اللبنانية طيلة سنوات تعلموا خلالها التطرف والانتقام والإسقاط الممنهج للدور المعتدل لدار الفتوى وعلمائها. وفي رد غير مباشر على الانتقاد العلني الذي وجهه سفير السعودية في لبنان على عواض العسيري أمس على آداء دار الفتوى وبضرورة أن تكون صوت الاعتدال السني - حذر المفتي قباني من أن هناك محاولات لإسقاط ركيزة دار الفتوى باستهدافها يوميا بشعارات التحريض الأمر الذي يراد به تقويض دورها في مواجهة التطرف مبديا رفضه الانصياع لتحويل دار الفتوى إلى أداة لأي كان . ودعا المفتي قباني اللبنانيين إلى ضرورة الحرص على وطنهم وأن يكون لهم حكومة جامعة والسعي لإنجاز عملية انتخاب رئيس الجمهورية ، محذرا من فخ الفراغ الذي تملؤه الفوضى ، معتبرا أن ما يحدث في لبنان والعالم العربي ليس عاديا إنما هو مقدمات الفوضى الخلاقة التي بشرت بها وزيرة الخارجية الأميركية السابقة كوندوليزا رايس. وأهاب المفتى بأهل الفكر والتقوى أن يكرسوا الجهود لإيجاد حلول وفاقية ووسطية تنقذ أوطانهم من التخبط والضياع ، معتبرا أن المخطط يهدف إلى جعل إسرائيل الدولة الأقوى المهيمنة في المنطقة العربية في حين تتلهى الدول العربية في النزاعات والتقاتل. ولفت قباني إلى النشاط الإسرائيلي في إنشاء المزيد من المستعمرات اليهودية واستقبال المزيد من المهاجرين اليهود وطرد الفلسطينيين أصحاب الأرض من مدنهم وقراهم في فلسطين وتهويد القدس الشريف فيما لم يجرؤ أحد من العرب أن يوقفها عند حدها منذ احتلال فلسطين عام 48 ، منتقدا الأممالمتحدة التي لم تتطرق إلى ما تملكه إسرائيل من أسلحة نووية وكيميائية وأسلحة دمار شامل بينما قام مجلس الأمن بالحد من الأبحاث النووية لدول عربية وإسلامية. ودعا قادة العرب والمسلمين إلى أن ينقذوا بلدانهم من الخراب والدمار وأن ينقذوا أوطانهم ومستقبل شعوبهم ومنع الأجنبي من التدخل في شؤونهم وفرض الحلول عليهم" ، كما انتقد مفتي لبنان واقع اللبنانيين وتخبطهم في انقساماتهم ، رافضا استقواء فريق على آخر أو الاستقواء بالأجهزة الأمنية حيث يحول كل فريق جهازا أمنيا ليكون بيده أو الاستقواء بالتطرف. وشدد على أهمية العمل بميثاق العيش المشترك والتقارب والحوار لإيجاد الحلول وتحقيق إرادة العيش في لبنان وتعزيز قدرات الجيش اللبناني وصناعة قوة الردع الحقيقية في وجه إسرائيل وأن تكون مؤسسات الدولة حاضنة للجميع .