ذكرت صحيفة «النهار» اللبنانية، أن مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ محمد رشيد قباني أكد في بيان الاثنين، أن «النزاعات في لبنان هي نزاعات خطيرة وكلنا قلقون منها وينذر استمرارها بخطر أشد يخطط له الأجنبي، خطر يضعف مقاومتنا للعدو الإسرائيلي ويقسم منطقتنا من جديد ويجزئها إلى دويلات مذهبية متنافرة في مشروع الشرق الأوسط الجديد». وقال «أصبح لزامًا علينا في لبنان والدول العربية والإسلامية أن نعرف شعوبنا بما يجري من تخطيط لمنطقتنا، وهذا البيان إلى اللبنانيين والشعوب العربية على المسؤولين فينا أن يكرسوا جهودًا مخلصة للتصدي لهذا المخطط وإيجاد حلول قبل فوات الأوان، ما يحصل ليس بالأمر العادي بل مقدمات فوضى خلاقة بشرت بها وزير الخارجية الأمريكي الأسبق كوندوليزا رايس لتقسيم الشرق إلى دويلات عربية لشرق أوسط جديد أصبح جزءًا من سياسة أمريكا الاستراتيجية». وأشار إلى أن «ما ينفذه الغرب اليوم بالتنسيق مع إسرائيل يتم عبر وسيلتين: الأولى أنه في حين تتلهى الدول العربية تنشط إسرائيل إلى إنشاء مزيد من المستعمرات اليهودية وتطرد الفلسطينيين أصحاب الأرض في فلسطين من مدنهم وقراهم»، والثانية تتمثل في «أن الأممالمتحدة لم تتطرق في تاريخها إلى ما تمتلكه إسرائيل من أسلحة كيماوية ونووية بينما قامت الأممالمتحدة بالحد من السلاح النووي لدول عربية لكي تبقى إسرائيل الحاكم المنتدب من الغرب على الشرق الجديد». وتابع «إن واقعنا ما زلنا نغرق فيه بين 8 آذار و14 آذار، أناس مع النظام في سوريا وأناس ضد النظام، أناس يرفضون وجود تنظيمات إسلامية وأناس يؤيدون وجودها، وما أكثر ما يختلف عليه اللبنانيون وما أقل ما يجتمعون عليه». وقال «قباني» إن «التطرف الذي يعصف بنا في لبنان ليس من الإسلام في شيء، من يفجر نفسه ليودي بالضحايا والأبرياء من أبناء دينه هو أمر حرام»، وأرجع نمو التطرف إلى أمرين الأول «ملف الموقوفين الإسلاميين الذين كان أداة لاعتقال عدد كبير من الشباب المسلم من دون محاكمة، والثاني يتمثل في الإسقاط الممنهج للدور المعتدل لدار الفتوى وعلمائها من خلال محاولة إسقاط رمزيتها باستهدافها باستمرار في الإعلام من خلال التحريض الذي ينال منها كل يوم وهنا، نرفض الانصياع لتحويل دار الفتوى أداة لأي كان». واختتم «قباني» لدعوة اللبنانيين للحفاظ على وطنهم، وأن تكون هناك حكومة جامعة في زمن الفتن والمتغيرات، وإنجاز انتخاب رئيس للجمهورية، كما حذر اللبنانيينمن الوقوع في فخ الفراغ.