يرى مهندس الصوت والمنتج جاسر خورشيد أن أحداث ثورة 25 يناير كانت سبباً رئيسياً في تأخر خروج فيلم "مشروع غير أخلاقي" للنور، وتعطيل استكمال فيلم "ترانزيت" آخر الأفلام التي شارك فيها كمهندس صوت؛ حيث أن المساهم الأكبر في إنتاج الفيلمين هو شركة "صوت القاهرة" للصوتيات والمرئيات، والتابعة للقطاع الاقتصادي باتحاد الإذاعة والتليفزيون. وقال في تصريح خاص ل"محيط" أن الشركة تأثرت بالثورة لارتباط قيادتها بصفوت الشريف رئيس مجلس الشورى في عهد الرئيس المخلوع حسني مبارك ووزير الإعلام الأسبق؛ مما أثر سلبيا على كل سياسات ومشاريع الشركة. وهذا تساؤل يطرحه خورشيد: لماذا إهدار كل هذه الأموال الخاصة بشركة "صوت القاهرة" إذا كانت هذه أفلام تم إنتاجها بالفعل فمنها ما هو جاهز للعرض تماما، ومنها ما يحتاج إلى القليل من المجهود؟!، فما هي الأسباب الحقيقية وراء توقف هذه المشاريع؟! وهل الثورة شماعة لتعليق هذه الأخطاء؟! أم هناك أسباب أخرى وراء توقفها؟. وأكد خورشيد دهشته من قرار اعتزال الفنانة تيسير فهمي بطلة الفيلمين التي أعلنت عنه منذ فترة، خاصة وأنها قررت العودة للسينما قبل ثورة 25 يناير وأنها في قمة مجدها، فما المانع من الجمع بين العمل الفني والعمل العام والعمل السياسي؟. وقال خورشيد عن تجربته في العمل مع الفنانة تيسير وشركة "التيسير" التي تمتلكلها مع زوجها المنتج د. أحمد أبو بكر، والتي يعد أغلب إنتاجها في المسلسلات من خلال ميزانيات إنتاج مشترك من خارج مصر، وتحديدا من أمريكا مما جعلها تكون ميزانات ضخمة وهذا ما يساعدها في الإنتاج بشكل جيد. أن تلك التجربة بدأت عندما قررت تيسير العودة للسينما بفيلم يتناول قصة حقيقية سمعها زوجها من سيدة تعيش في أمريكا مرت بتجربة جذبته، فكتبها بطريقته وعندما عاد لمصر استعان بكاتب السيناريو أشرف محمد الأستاذ بمعهد السينما، الذي كتب السيناريو والحوار لفيلم "مشروع غير أخلاقي". قصة الفيلم عبارة عن بنت مصرية صغيرة أهلها قاموا ببيعها لثري عربي من أجل المال، فينتهي حلمها في حب ابن الجيران الشاب الصغير الذي تراه يلعب رياضة من الشباك وأهلها ينهرونها كما ينهره أهله. وفي بداية فكرة زواجها تفرح أنها أصبحت إنسانة مستقلة كطفلة، لكن عندما تسافر للرجل الخليجي في السعودية تكتشف أنها الزوجة الرابعة، وأنها تخدم "حريمه"، وتعيش مع شخص مريض يأخذ كمية كبيرة من الأدوية وأن دورها في حياته مجرد خادمة له صحيا ولزوجاته، بالإضافة إلى طلبها لممارسة الحياة الزوجية بشكل غير آدمي. يموت الزوج وتعود الفتاة لمصر بعد أن ينهرها أهل زوجها ويقومون بتردها ويرفضون اعطائها أولادها ويمنحوها خمسة آلاف ريال لتعود بهم، ثم ترى حبيبها الفاشل الذي تبادله النظرات، فمن وجهة نظرها هو الشاب القوي الذي يعوضها ويحقق لها حلم الشباب الذي حرمت منه، ومن وجهة نظره أنها السيدة الثرية العربية العائدة من الخليج التي يستطيع أن يحقق من خلالها جميع أحلامه، ويراها وهي تنزل من التاكسي أثناء عودتها من السفر وهو غارق في فشله بعد أن تركته منذ خمس سنوات، وهذا يتضح من علاقته بأمه وهو عاطل، فيقرر إعادة الحب القديم من وجهة نظره ويستغل ضعفها الإنساني واحتياجها الذي لم تعيشه ويقرر أن يبدأ معها مشروع غير أخلاقي وتتوالى الأحداث. وتقوم ببطولة الفيلم الفنانة تيسير فهمي، ومعها حسن عيد وهو فنان شاب تخرج من معهد فنون مسرحية، وتقوم بدور تيسير وهي طفلة ميار الغيطي، كما تقوم المطربة اللبنانية مروى بدور زوجة حسن، وطلعت زكريا هو مثقف الحي الذي يقوم بحل مشاكل الناس، والذي يساعد تيسير في استرداد حقوقها ويتزوجها. والفيلم من إخراج محمد حمدي، والمنتج الفني راوية فهمي شقيقة تيسير فهمي، كما استحضر المنتج مديرة التصوير من هوليوود خصيصاً لتصور هذا الفيلم. واستكمل خورشيد: قبل انتهاء تصوير الفيلم وقعت تيسير فهمي وزوجها المنتج أحمد أبو بكر مع نفس فريق العمل فيلمها الثاني "ترانزيت" باستثناء مديرة التصوير حيث قام به محمد حمدي. والفيلم بطولة تيسير فهمي، أحمد عزمي، إيناس النجار، مها أحمد، وندى عادل. ويدور الفيلم حول فكرة ثلاث بنات من 3 فئات عمرية مختلفة، كل منهن لها صراعاتها في حياتها بطريقتها، تضطرهم الظروف للسفر إلى فرنسا لثلاث أسباب مختلفة، ولسوء الأحوال الجوية تقرر شركة الطيران عدم قيام الرحلة وهبوط الطيارة اضطرارياً في مطار شرم الشيخ "ترانزيت"، وللضغط على السياحة في هذه الفترة يجمع ال3 سيدات مكاناً واحداً للإقامة. وتقع أحداث مثيرة أثناء هذه الرحلة. أما عن عدم عرض الفيلمين في دور العرض على الرغم من أنهما تم إنتاجهما في 2010، قال خورشيد أنه تم الانتهاء بالكامل من جميع أعمال المنوتاج ومونتاج الصوت ومكساج الصوت والتجهيزات الخاصة بفيلم "مشروع غير أخلاقي" وأنه جاهز بالفعل للعرض. أما بالنسبة لفيلم "ترانزيت" فقد تم الانتهاء من مرحلة التصوير فقط، فالفيلم جاهز كشريط للصورة وشريط للصوت ولكن لم تتم عمليات المونتاج للصوت والصورة أو ميكساج الفيلم ليصبح جاهزا للعرض إلى أجل غير مسمى. أما عن عودته مؤخرا من إيران بصحبة الوفد السينمائي المصري الذي كان يهدف لمد جسور تواصل ثقافية وفنية بين البلدين فقال خورشيد أن هذه الرحلة كانت مبادرة شعبية بدعوة من وزارة الثقافة الإيرانية مكونة من وفد سينمائي مصري يضم نخبة من السينمائيين من 3 أجيال تقريبا، وهذه هي المرة الثالثة للوفد، لكن بالنسبة له تعد المرة الأولى. وقال: "لم يكن هدفنا هو السياسة ولكن كان الهدف هو مد جسور التعاون الثقافي والفني بين أكبر دولتين لديهم تاريخ سينمائي في المنطقة على الاطلاق، فإيران لديها تاريخ أكثر من 80 سنة سينما، ومصر لديها تاريخ أكثر من 117 سنة سينما، ورغم كل ما عانته كل من الدولتين على الأصعدة السياسية وخاضته من مشاكل دولية وإقليمية إلا أن كل من مصر وإيران استطاعتا أن تحتفظا بهويتهما الثقافية والفنية، فإيران دولة لديها دراما قوية متمثلة في إنتاج الأفلام السينمائية الإيرانية والتمثيل الدولي القوي للسينما الإيرانية، وسطع نور الدراما الإيرانية ممثلة في المسلسلات الإيراني، وكان من نصيب السوق المصرية مسلسلات ضخمة مثل "يوسف الصديق" و"مريم"، والدراما المصرية بتاريخها الطويل في غنى عن التعريف أو ذكر تفاصيلها، سواء على مستوى السينما أو الدراما التليفزيونية". واصل خورشيد: "قام الوفدين السابقين في الأعوام السابقة باستطلاع الأجواء الفنية ومحاولة زراعة بعض المشروعات المشتركة على الأصعدة الفنية بين الدولتين، ولكن التغيير الدائم للمسئولين في إيران حيث أن آليات النظام الإيراني تختلف كثيرا عن آليات النظام المصري في الإدارة، مما جعل مصير هذه المشروعات متوقف على مدار العامين الماضيين، ولكني أرى أن زيارتنا لإيران هذه المرة كانت أكثر نجاحاً حيث طرحنا بعض المشروعات السريعة قليلة المخاطر، ومضمونة الأرباح سواء في مجال الإنتاج المشرتك أو في مجال دوبلاج الأعمال الإيراينة أو المصرية سابقة الإنتاج إلى اللهجتين المصرية العامية، أو اللهجة الفارسية، مما يسمح لكل من الشعبين بقراءة تاريخ والتعرف على حياة الشعب الآخر. وهذا هو كل ما نتمناه كوفد شعبي يعمل في مجال الثقافة والفنون، فدورنا هو الفن وليس السياسة. فالفن هو القوى الناعمة وسلاح يمكن أن نصوبه في أوقات السلم وأوقات الثورات وليس فقط في أوقات الحروب، وهذا ما أكده القائم بأعمال السفارة المصرية بإيران الأستاذ خالد عمارة أثناء استقباله لنا بمنزله في إيران، وقيامه بترتيب العديد من اللقاءات الفنية للوفد مع مسئولين السينما بإيران". ولفت خورشيد إلى أن صناعة السينما في إيران تعتمد بشكل كبير على دعم وزارة الثقافة الإيرانية، لكن في مصر تعتمد صناعة السينما على إنتاج شركات القطاع الخاص والمؤسسات الأهلية، وليس لوزارة الثقافة أو الدولة دور في هذا الإنتاج أو حمايته إطلاقاً، وهذا هو الفرق في صناعة السينما بين البلدين. يذكر أن جاسر خورشيد عمل مع عدد من كبار المخرجين من بينهم الراحل عاطف الطيب، ويسري نصر الله، وساندرا نشأت، كما عمل من المخرج الراحل يوسف شاهين لحوالي أربعة عشر عاماً، وحصل على العديد من الجوائز في مهرجانات أقليمية ودولية كأول مهندس صوت مصري يحصل على جوائز في هذا المجال، منها جائزة أفضل صوت في مهرجان السينما الأفريقية عن فيلم "المصير"، وجوائز للصوت من جمعية "الفيلم" والمركز "الكاثوليكي" وغيرها. ومن الأفلام التي شارك فيها: "المصير"، "المهاجر"، بحبك وأنا كمان"، "عوكل"، "علي سبايسي"، "ملاكي الإسكندرية", "جنة الشياطين"، ومسلسل "الجماعة". كما أنتج عدداً من الأفلام القصيرة منها مجموعة أفلام عن الطرق الصوفية، ومؤخرا فيلم قصير عن تعريف المواطن بمعنى الدستور.