قالت صحيفة "جورزاليم بوست"، أن مصر تخطت بإقرار دستورها العقبة الأولى في خريطة الطريق التى وضعها قائد الجيش عبد الفتاح السيسى والحكومة المصرية المؤقتة التي شكلت بعد الإطاحة بالرئيس السابق محمد مرسى، حسب قولها. وأضافت الصحيفة الإسرائيلية، في تقرير لها اليوم الأحد، أن السيسى فاز بالشرعية التي كان بحاجه إليها، ليس فقط في مصر، ولكن أيضا عند الغرب الذين ادعوا تخلصه من نظام الإخوان المسلمين ورئيسهم عن طريق انقلاب عسكري غير مقبول. ورأت الصحيفة أن الموافقة على الدستور بنسبه 98.1 % لم يكن بالأمر العادي على الرغم من أنه للأسف يعيد للأذهان عصر كلا من الرئيس المصري الأسبق حسنى مبارك، ومعمر القذاف الرئيس الليبي السابق، وغيرهما ممن لم يترددون في اللجوء إلى فبركة الأرقام في بلدان اللاديمقراطية، على حد قولها. وقالت الصحيفة إن ما جرى الأسبوع الماضي من تصويت على الدستور عكس ثقة في السيسى أكثر من الموافقة على الدستور بحد ذاته، مضيفة أن التصويت الساحق على الدستور دعوة واضحة للسيسى لخوض الانتخابات الرئاسية. وأوضحت الصحيفة أن السيسي يبدو الآن وكأنه الملاذ الأخير بالنسبة لكثير من المصريين، فهو يمثل مؤسسة الجيش الأكثر احتراما وشعبية في البلاد؛ لأنه رمز وحدتها ودرع أمنها، مشيرة إلى أن المصريين لا يزالوا يبحثون عن الرجل القوى الذي سيضع حد للفوضى ويعالج القضايا الساخنة التي تعانى منها البلاد. وأشارت الصحيفة إلى أن هذه ليست الصورة كاملة فعلى السيسى أن يقلق، لأنه كان متوقعا أن يصل الحضور الجماهيري للتصويت على الاستفتاء حوالي 50% ليعكس دعم أقوي له، ولكن حضر حوالي 38.8%. وأضافت الصحيفة أن نسبة الحضور بلا شك أفضل من النسبة التي خرجت للتصويت على الاستفتاء الذي صاغه الإخوان المسلمين العام الماضي وهو الدستور الذي وافق عليه نحو 62%، حسب قولها الصحيفة. ونوهت الصحيفة إلى أن جماعة الإخوان المسلمين وحلفاءها قاطعوا الاستفتاء، اعتقادا منهم أن الامتناع عن التصويت سوف يثبت أن النظام المؤقت لا يتمتع بتأييد واسع. ورأت الصحيفة أن هذا القرار كان سوء تقدير منهم، فإذا كانوا شاركوا في الاستفتاء، فإنهم على الأرجح كانوا سيحصلون على نسبه من 20 % ل 25 % من نسبة التصويت، وبذلك ستبين قوتها وتهيئ نفسها للانتخابات البرلمانية المقبلة في الوقت الذي تعاني فيه الجماعات الإسلامية حالة من الانقسام، حسب تعبيرها. وقالت الصحيفة إن المعسكر الإسلامي لم يكن متحدا، حيث انحرف حزب النور عنهم، ودعا المصريين إلى التصويت ب"نعم" على الدستور، بالإضافة إلى إظهار استيائه من جماعة الإخوان المسلمين التي تجاهلته تماما عندما وصلت إلى السلطة ولم تعطه أي مناصب رئيسية في الحكومة، على حد قول الصحيفة. وتابعت أنه في كل الأحوال سوف يتقدم السيسى للانتخابات الرئاسية وسيتم انتخابه بسهوله على الرغم من أنه يعلم أن ثقة الشعب فيه هي ثقة مشروطة، فعليه أن يثبت أنه سيكرس كل طاقته لعلاج العلل في مصر، ولكن إذا حول النظام إلى ديكتاتورية عسكريه أخرى، سينزل الشعب في ثورة ضدة وستغرق مصر في جولة أخرى من الفوضى. وأشارت الصحيفة إلى أنه في الوقت نفسه لن تسمح الجماعات الإسلامية بترشح السيسى للرئاسة بسهولة، وستستمر في نضالهم، على الرغم من أنه من المتوقع أن يهدأوا بعد حين، فإلى الآن لم يتقبل الإخوان المسلمين فكره فشلهم على الرغم من أن نسبه الموافقة على الدستور نقلت الشرعية من بين أيديهم إلى نظام جديد . وقالت الصحيفة إن الحل الوحيد أمامهم هو اللجوء إلى العنف مع قوات الأمن ما يبشر بالمزيد والمزيد من الضحايا من كلا الجانبين، حسب قولها.