المشكلة أنها تصدر من أسماء كبيرة لها وزنها في الشارع المصري ، وحتى من شخصيات محسوبة على تيار ثورة الشعب في 30 يونيو ! . يقولون بأن تخلي الفريق السيسي عن التقدم لمنصب الرئاسة وبقاءه وزيرا للدفاع ، هو من مصلحته ومصلحة مصر ، لأن ذلك من شانه أن يحافظ على وحدة وتماسك الجيش . وكأن وحدة الجيش في خطر ! . يردون إقناعنا بأن هذه دعوة مخلصة تهدف إلى مصلحة الوطن ، دون أن يقدموا تبريرا معقولا لوجهة نظرهم .. والله لا أرى إلا أنها دعوات خبيثة لا تضمر إلا شرا بالوطن . لأنه لا أحد بإمكانه أن يتحمل هذه المسئولية الجسيمة ، ويستطيع إكمالها ويعبر بالبلاد هذه المرحلة الفاصلة ، سوى الرجل الذي بدأها وتحمل كل تبعاتها . وأظن أن الرجل أعقل بكثير من أن يكون طالبا للسلطة في هذا الوقت بالذات ، وهو ما يفسر تأخره في إعلان خوضه سباق الرئاسة . أستغرب كثيرا من الذين يمنون أنفسهم بالمنصب الرفيع ، وكأنهم ذاهبين إلى نزهة ، أو هي فرصة لتحقيق مجد شخصي سيضاف لل (سي في) الخاص بهم ! .. الذي أريد أن أخلص إليه أن المؤامرات التي تريد ضرب هذا التوجه الشعبي باتت تأتي من كل حدب وصوب ، ولم تعد خافية وأصبحت في العلن . اللعب الآن على المكشوف وبشكل سافر ومستفز . فما نراه من ضغط أمريكي رهيب للحول دون تولي السيسي يتم عيني عينك ، عن طريق عملائهم في المنطقة ( تركياوقطر) ، ودخلت السودان اللعبة مؤخرا بإيعاز من قطر، بإثارة موضوع حلايب وشلاتين في هذا التوقيت . هذا فضلا عما يقوم به بعض الأفراد مثل القرضاوى ، والذي أفتى بتحريم خروج المصريين للاستفتاء على الدستور، ولا أدري ما العلاقة بين هذا وذاك . ناهيك عن خروج هذا الشيخ الكويتي المخرف ، الذي صرح بفتوى خائبة يستحل فيها دم السيسي ! . أما الكلام عن عملاء أمريكا في الداخل ، فيعد من نافلة القول ولا يحتاج إلى مزيد . لماذا لا تريد أمريكا وحلفاؤها أن يتولى الفريق السيسي رئاسة مصر ؟ . لأن الرجل ببساطة شديدة ، مؤهل وبشكل كبير لأن يقود البلاد إلى تحقيق نهضة حقيقية غير مسبوقة ، من الممكن أن تنقل مصر إلى مصاف الدول العظمي خلال سنوات قلائل . أمريكا وإسرائيل والغرب ، يخشون نهوض مصر . لأن ذلك معناه بروز قوة إقليمية جديدة ستغير موازين القوى بالمنطقة ، ومن الممكن أن تهدد مصالحهم بشكل مباشر . هم لا ينسون أبدا أن مصر تملك بالفعل مؤهلات أن تصبح دولة عظمى ، ولا ينقصها فقط سوى القائد الذي يستطيع أن يستخرج تلك الطاقات الكامنة في نفوس أبنائها . هم مرعوبون من تولي السيسي ، لأنه مدعوم بقوة من شعبه ، فضلا عن أنه جمع واقعية السادات و حلم عبد الناصر معا . مع فارق واحد بسيط ، لكنه مهم للغاية . أن عبد الناصر قاد ثورة يوليو العظيمة وعمره 34 سنة فقط وربما أقل . كان شابا غضا محملا بآمال عريضة . حقق إنجازات هائلة بل قل معجزات . وأيضا تعرض لإخفاقات كبيرة نتيجة قلة الخبرة والحنكة السياسية التي اكتسبها فيما بعد مع التجارب والأيام . أما السيسي فعركته الأيام وهو يصل سن ال 59 على رأس أخطر جهاز في الدولة ، كاشف لكل الأسرار ، وهو جهاز المخابرات الحربية . فمسألة الأمن القومي هو خير من يقدرها . أما هذه الأصوات التي تنادي باستبعاد الفريق السيسي من الترشح للرئاسة ، فلا أرى أنها تختلف كثيرا عما ينادي به أطراف المؤامرة الدولية ، التي تحاك ليل نهار ضد هذا البلد . عليهم أن يراجعوا ضمائرهم ويتخلوا عن تلك النغمة ، التي ستفضحهم أمام الشعب ، وستكون سببا في عزلتهم وانزوائهم إلى غير رجعة .