ربما يراها البعض مجازفة لكنها تجربة مختلفة وجديدة على المسرح حيث يعود الفنان أشرف عبد الباقى إلى المسرح بعد غياب 10 سنوات بعرض «تياترو مصر» وهو أشبه بملحمة فنية على مدار عام كامل يقدم كل 15 يوم عرضين مختلفين تماما فى حين يخلو العرض من النجوم لمشاركته، حيث يعتمد العرض على نجوميته فقط بمشاركة فريق مكون من 22 شاب وفتاة من الوجوه الجديدة راهن عليهم. حدثنا عن مشروع «تياترو مصر».. هو مشروع مسرحى كنت أعد له منذ سنوات كثيرة وكنت أشتاق إلى المسرح بشكل عام، خاصة وأن أخر عرض مسرحى لى قدمته كان عام 2003 وهو مسرحية «لما بابا ينام» وكان فى هذه الفترة قد بدأ مسرح القطاع العام فى تراجع، وكنت أحلم بالوقوف مرة أخرى على خشبة المسرح حتى جاءت لى فكرة تياترو مصر والتى قمت بالعمل عليها حتى خرجت للنور. ما أسباب انقطاعك عن المسرح طوال هذه الفترة؟ هذه الفترة سببها نقاط كثيرة منها انشغالى بتصوير أعمال تلفزيونية فى حين أن المسرح يحتاج لتفرغ كامل خاصة فكرة «تياترو مصر» بالتحديد، إضافة لبحثى عن مسرح جيد أقوم بالعرض عليه وغيرها حتى تم تقديم العمل . ولماذا ترى أن «تياترو مصر» على وجه التحديد عرض مختلف ويحتاج لتفرغ كامل؟ «تياترو مصر» فكرة جديدة ومختلفة حيث يتم تقدم عروض مسرحية مختلفة على مدار عام كامل بمعنى أن كل 15 يوم يتم عرض مسرحيتين مختلفتين مدة كل منهما ساعة، وبالتالى أقوم بعمل بروفات طوال النهار لعروض جديدة مقبلة من الساعة 12 ظهرا حتى ميعاد العرض الذى يتم عرضه بالفعل ويبدأ من الساعة الثامنة، وبالتالى فكل 15 يوم عرض لمسرحيتين أحصل على أجازة يوم لأقوم بعرض جديد ل15 يوم آخرين بعرض لمسرحيتين بقصة مختلفة وتحضيرات مختلفة من ملابس وديكورات. هذا أمر مرهق ويحتاج لمجهود ضخم.. كيف تتعامل مع ذلك؟ بالتأكيد.. شئ مرهق جدا ولكنها تجربة كنت أحلم بها على المسرح بها إمتاع للجمهور، وهدفنا هو إضحاكهم وتقديم موضوعات تنال إعجابهم، وهذا لا يجعلنى أنظر للتعب بقدر أن يتحقق الهدف. أما التنفيذ فعن طريق فريق مكون من 22 شاب وفتاة وأشبه بورشة فنية، وأنا معهم فى الكتابة والإخراج والتمثيل فيشارك فى الكتابة مؤلفين من الشباب، وأيضا الإخراج فيختلف مخرج العرض الذى يعرض عن العرض الذى بعده وبالتالى فهناك حالة من التنوع والإثراء فى الأفكار من خلال العروض التى تقدم . وكيف استطعت تكوين هذه الفرقة؟ أعرف هؤلاء الشباب من 5 سنوات وعملوا معى فى الست كوم «راجل وست ستات» وكنت عندما اجد أحدهما يجيد فى دوره فأستعين به فى دور آخر أكبر وعندما بدأت التجهيز للمسرحية قررت أن يكونوا معى . بعيدا عن الوجوه الشابة الجديدة.. هل من الممكن الاستعانة بنجوم كبار فى العروض القادمة؟ من الممكن طبعا ولكن سيكونوا ضيوف شرف، فأنا أستطيع تحمل فكرة التفرغ للمسرحية لكونها فكرتى ومؤمن بها، وكنت أسعى إليها منذ فترة، لكن لن أستطيع أن أفرض على نجم أن يتواجد معى طوال العام، لأنه بالتأكيد لديه ارتباطاته وأعماله ومن الممكن نرى على سبيل المثال أحمد رزق أو شريف منير أو أى نجم آخر لكن لمدة 15 يوم فقط وليس طوال العام لأن هذا أمر صعب عليهم . وما أهم شئ تحرص عليه من خلال هذه العروض؟ أهم ما أحرص عليه هو أن يضحك الجمهور دون استخدام أى لفظ خارج أو حتى كلمة تقال داخل العرض تحمل معنيين. وأيضا حريص لجذب الجمهورة مرة أخرى للمسرح وبتذكرة سعرها يقترب من أسعار السينما، حيث يصل سعر التذكرة إلى 50 جنيه فقط، وفى مسرح شيك وأيضا حريص على أن يبدأ العرض فى وقت مبكر وينتهى فى وقت مبكر حيث يتم موعد العرض من الساعة 8 إلى 10 مساء. سعر تذكرة رخيص مع تكلفة إنتاجية كبيرة.. فكيف يتم تغطية التكلفة؟ هى لعبة توازن شباك التذاكر مع العرض التلفزيونى حيث سيتم عرض مسرحية كل يوم جمعة وسيكون المسرح سابق العرض بشهر، وبالتالى فعرضه على التلفزيون والإعلانات سيكون مصدر آخر مع شباك التذاكر فهى حسبة إنتاجية . جاء العرض المسرحي «سلامة» عملا سياسيا.. رغم كونك أكدت إنك ستبتعد عن هذه السياسة؟ سلامة هو عرض مأخوذ عن فيلم واإسلاماه وقمنا بتقديم عروض من أفلام منها أمير الانتقام والزوجة التانية وشئ من الخوخ.. لكن وإسلاماه بالتحديد جعلنى مندهش لكون أحداثه تتشابه مع ما يحدث الأن.. والحقيقة أنني اكتشفت ونحن نحضر له وأثناء مشاهدتى للفيلم رغم كونى شاهدته كثيرا أن أحداثه مع اختلاف الزمن تحدث حاليا.. فمن هم التتار الذين يسعون لتفتيت مصر, وشخصية «محمود» هو قائد الجيوش وعز الدين ايبك الرجل المصلى الذى تقول تقول له شجرة الدر (إنك راجل مصلى وقبلك ابيض لكنك طمعان فى الكرسى مش بتحب مصر بتحب الكرسى) وغيرها من الشخصيات والأحداث الموجودة داخل العمل . العمل ملئ بالإسقاطات السياسية وإلإشارة لأحداث وأشخاص بعينها.. المسرح معروف إنه يكون قريب من الأحداث بمعنى عندما يكون هناك حدث على أرض الواقع يتم التعليق عليه بإفيهات كوميدية لو تم مشاهدة هذا الفيلم بعمق سيجد الجميع مدى ترابطه مع الأحداث الحالية وأن مصر طول عمرها مهددة.. لكن لم يكن المقصود الرمز لأى شخصية بعينها على الاطلاق ولكن تم التعليق عليها بإفيهات فقط . تردد قبل إعلانك عن مسرحية «تياترو مصر» استعدادك لمسرحية مع البيت الفنى للمسرح؟ إطلاقا لم أستعد أو أتخذ أى خطوة تجاه أى عمل غير «تياترو مصر» وكل ما فى الأمر أن رئيس البيت الفنى للمسرح الفنان فتوح أحمد عرض علي تقديم مسرحية ولكننى اعتذرت وأخبرته إننى أجهز لمسرحية أخرى والمسألة لم تخرج عن إطار الكلام . وهل سيعوضك عرض المسرحية على التلفزيون بغيابك عن الدراما خلال هذا العام؟ بالتأكيد.. هناك اتفاق بعرض مسرحية كل أسبوع على تلفزيون الحياة وبالتالى سأكون متواجد لدى جمهور الشاشة الصغيرة وسوف يعوض ذلك كثيرا.