قال الدكتور عدنان أبو عامر، عميد كلية الفنون ورئيس قسم الصحافة بجامعة الأمة للتعليم المفتوح بقطاع غزة، إن العلاقة بين حركة حماس ومصر وصلت اليوم إلى مستوى غير مسبوق من التوتر منذ تأسيس الحركة قبل أكثر من 26 عاما، مشيرًا إلى أن هذا المستوى من العداء لم يصل لهذا الحد ، زمن حكم الرئيس المخلوع حسني مبارك. وأضاف أبو عامر في مقال له بموقع "المونيتور" الأمريكي، أن حماس دائما تستقبل الاتهامات الموجهة إليها من قبل وسائل الإعلام المختلفة على أنها جزء من العدوان الذي يوجه ضد أي كيان لديه اتصال بجماعة الإخوان المسلمين. وأوضح أن ما أعلنه وزير الداخلية محمد إبراهيم الأسبوع الماضي يشكل قفزة في توجيه أصابع الاتهام إلى حماس، حيث اتهمها بارتكاب عمليات مسلحة في الأراضي المصرية، وتدريب عناصر من جماعة الإخوان المسلمين على استخدام الأسلحة وتصنيع المتفجرات. ولفت قول إبراهيم بأن حماس قدمت دعما لوجستيا لأولئك الذين قاموا بتفجير مديرية أمن الدقهلية في نهاية ديسمبر الماضي، وأنها تستضيف عناصر من جماعة الإخوان المسلمين في قطاع غزة وتقوم بتدريبهم على استخدام الأسلحة والصواريخ بمساعدة من جماعة أنصار بيت المقدس. وأوضح أبو عامر أن الاتهامات في مصر ضد حركة حماس لم تتوقف إلى هذا الحد، ولكن قال مسئول مصري آخر لموقع "المونيتور" في محادثة تلفونية "إن إعلان جماعة الإخوان المسلمين منظمة إرهابية يعني دفع حماس نحو خيارين إما الانفصال عنهم أو اعتبارها منظمة إرهابية باعتبارها منتمية تنظيميا إلى هذه الجماعة". وأضاف المسئول أن لهذا القرار "تداعيات خطيرة" بالنسبة للشعب الفلسطيني، فهو يعد ضربة قاضية لملف المصالحة الفلسطينية الذي كان يتابع من قبل مصر طوال السنوات الماضية، كما من شأنه أن يخلط الأوراق ويزيد من حدة الانشقاقات وتوتر داخل الأراضي الفلسطينية التي تعانى حاليا من حالة من عدم الاستقرار. وأورد أبو عمار ما قاله "ياسر عثمان" السفير المصري لدى السلطة الفلسطينية: "إن مصر ترغب في عودة قطاع غزة إلى حالته السابقة الذي كان يشكل ضمانات إستراتيجية للأمن القومي المصري"، ولكنه لم يوضح قصده من هذا الكلام. أما موقع " تيك ديبكا " الإسرائيلي والمعروف بارتباطه بالمؤسسة الأمنية، كشف أن السلطات المصرية أبطلت سرا 13,000 جواز وتصريح سفر لفلسطينيين في غزة وسيناء ينتمون إلى حماس، وجاء ذلك كجزء من الحملة المخطط لها ضد الحركة . فيما تحدث الإعلامي أحمد منصور مقدم برنامج على شبكة قناة الجزيرة القطرية، عن دور الزعيم الفلسطيني محمد دحلان فى العمل مع وزارة الداخلية المصرية لإسقاط حماس ليستعيد السلطة في غزة وذلك كما وعده وزير الدفاع المصري عبد الفتاح السيسي، حسب قوله. ومن جانبه، نفى مسئول بارز في حماس لموقع المونيتور الاتهامات المصرية معتبرا إياها مؤشرا خطيرا يعمل على إيهام الشعب المصري ويشغله عن الحقيقة وحجم الأزمة التي يعيشها النظام الحاكم بإلقاء اللوم في أزمته الداخلية على القوى الخارجية. وأضاف المسئول الذي اشترط عدم الكشف عن هويته أن "حماس تشعر بالصدمة من مثل هذه الاتهامات الخطيرة التي توجه إليهم من قبل مسئولين مصريين دون أي دليل، الذي من شأنه أن يعمل على كسر العلاقات الأخوية التي تجمع الشعبين معا، وتسمح لأعداء الشعب الفلسطيني، وخاصة إسرائيل لاستخدامها ضده. ودعا "صلاح البردويل" مسئول إعلامي بارز في حماس مصر إلى وقف ما اسماه ب "حملة التشويه والتحريض ضد الفلسطينيين" وذلك خلال مؤتمر صحفي حضره موقع المونيتور في غزة، كما أكد اهتمام الحركة باستقرار مصر وتجنب التدخل الداخلي في شئونها. وأضاف أن هذه الاتهامات الكاذبة تعيد إلى الأذهان تلك التي أدلى بها وزير الداخلية المصري السابق" حبيب العادلى" في تورط حماس في تفجير كنيسة القديسين والتي أثبت القضاء المصري بطلانها. وأكد مسئول آخر في حماس لموقع "المونيتور" أن الخطاب الرسمي المصري على مقربه من تحويل حماس إلى دولة تتلاعب بالحياة السياسية في مصر واعتبارها مسئولة عن كل ما يحدث على الأراضي المصرية.