الفلسطينيون العالقون يعانون اوضاعا صعبة محيط وكالات رفح: يبدو أن أزمة ستة الآف فلسطيني عالقين في معبر رفح الحدودي "لن تحل قريبا " ًبعد أن تبرأت كلاً من حركتي حماس وفتح منهم وتحميل كلا منهما المسئولية على الأخري, فحماس أكدت أن الرئيس الفلسطيني عباس طالب بعدم فتح المعبر لتصفية حساباته معها, فيما اكتفت فتح بمناشدة الحكومة المصرية بالتدخل, وبدوره أعلن الاتحاد الاوربي عن عزمه تقليل بعثته بالمعبر، الذي يعد شريان الحياة الوحيد بين قطاع غزة والعالم الخارجي، مستبعدا عودة حركة المرور خلاله في القريب العاجل . إعلان دولي ومن جانبها قالت متحدثة باسم بعثة المراقبة التابعة للاتحاد الأوروبي في معبر رفح اليوم السبت إن الاتحاد سيخفض بعثته في المعبر، الذي يعد شريان الحياة الوحيد بين قطاع غزة والعالم الخارجي، مستبعدة عودة حركة المرور في المعبر إلى طبيعتها في القريب العاجل . ويشرف نحو 87 مراقبا على معبر رفح مع مصر وفقا لاتفاق بدأ سريانه في نوفمبر عام 2005 بعد انسحاب إسرائيل من غزة قبل نحو عامين. وقالت المتحدثة انه سيجرى خفض عدد المراقبين المتمركزين في إسرائيل لان معبر رفح أغلق منذ التاسع من يونيو الماضي . وأضافت "لا نتنبأ بالعودة إلى الوضع الطبيعي" في المستقبل القريب مضيفة أن عددا كافيا من المراقبين سيظل في حالة تأهب تحسبا لإعادة فتح المعبر في أقرب وقت إذا سمح الوضع. أوضاع صعبة ومن جهة أخرى يعاني المواطنون الفلسطينيون في المعبر معاوية اوضاعاً انسانية صعبة, حيث أكد حسنين مدير الإسعاف والطوارئ بوزارة الصحة وفاة 28 مواطناً فلسطينياً على معبر رفح منذ الاول من يونيو/ حزيران الماضي, مشيراً الى أن وزارة الصحة بالتعاون مع الإسعاف المصري تمكنت خلال الأيام الماضية من نقل جثامينهم إلي قطاع غزة عبر معبر كرم ابو سالم "كيرم شالوم". وأوضح حسنين أن جميع حالات الوفاة من الفلسطينيين على معبر رفح هم من الحالات المرضية التي توجهت للعلاج في الستشفيات المصرية, وأنهم توفوا نتيجة عدم المتابعة الصحية لهم أثناء انتظارهم على المعبر في ظل احتجاز أكثر من 4000 فلسطيني في الجانب المصري للعودة إلى القطاع عبر منفذ رفح, منوها الى أن 20% من بين العالقين من المرضى وأصحاب المشاكل الصحية المزمنة وهناك حالات تستدعي وجود غيار يومي بسبب الجراح, ويشار إلى أن حالات الوفاة ال 28 بينهم سيدات وأطفال وشيوخ وشبان كما أن هناك نساء حوامل يحتجن إلى رعاية من اجل تمكينهن من الولادة . اتهامات حماس ومن جهتها حمّلت حماس عباس مسئولية ما يجري حالياً للعالقين في معبر رفح الحدودي، الفاصل بين قطاع غزة وجمهورية مصر العربية، مشيرة إلى طلب عباس بعدم فتح المعبر "ليزيد من معاناة العالقين", وقال سامي أبو زهري الناطق والقيادي بالحركة "أكدت المعلومات أن رئيس السلطة عباس يطالب كافة الجهات المعنية والدولية لعدم فتح معبر رفح لتصفية حساباته مع حركة حماس في أعقاب الأحداث الأخيرة في غزة". وأضاف "يحاول عباس أن يبتز شعبنا بهدف صرفه عن حركة حماس، وهناك عملية تمييز، خاصة فيما يتعلق بمسألة الرواتب لم يمارسه الاحتلال، بل مارسه رئيس السلطة الفلسطينية", مشيراً الى ان المسيرة التي نظمتها الحركة خطوة خطيرة تفضح صورة الرئيس عباس بشكل كبير، فاليوم قيادة السلطة تساهم عمليا في فرض الحصار". وتباع ابة زهري بعد مسيرة نظمتها الحركة بغزة للتضامن مع المحتجزين "هذه المسيرات تعبير عن تضامننا مع العالقين على معبر رفح، ولتوجيه دعوة للجهات المعنية لإنهاء هذه المعاناة، وفتح المعبر لأهلنا الذين تفاقمت معاناتهم وأوضاعهم الصحية, ونحن نجري اتصالات مكثفة مع جميع الجهات المعنية وخاصة الأشقاء المصريين لإنهاء معاناة العالقين". دعوات هنية وفي نفس السياق دعا إسماعيل هنية رئيس الوزراء الفلسطيني المُقال إلى وقفة عربية موحدة من أجل فتح معبر رفح وتحويله إلى معبر فلسطيني مصري بشكل خالص دون وجود رقابة أو وساطة دولية, وبعث هنية إلى عمرو موسى الأمين العام للجامعة العربية أطلعه فيها على الأوضاع الصعبة التي يعاني منها الفلسطينيين جراء الحصار المتواصل واستمرار إغلاق كافة منافذ قطاع غزة وخاصة معبر رفح البري بين القطاع وجمهورية مصر العربية، والذي أدى إلى تكدس العائلات الراغبة في السفر على جانبي الحدود وعلى الجانب المصري تحديداً. وقال: "يعجز أكثر من 6 آلاف مواطن ومواطنة عن العودة إلى بيوتهم وذويهم ويعيشون ظروفاً غاية في الصعوبة أدت إلى وفاة 11 منهم حتى الآن، وهذا العدد مرشح للزيادة إذا ما استمرت هذه المعاناة, مشيراً إلى أن "من بين العالقين على الحدود مرضى يحتاجون إلى عمليات عاجلة في مستشفيات خارج الوطن، والطلاب الذين يعجزون عن العودة إلى مقاعدهم الدراسية والتجار الذين تعطلت تجارتهم فضلا عن التوقف التام في حركة التنقلات الاجتماعية من وإلى القطاع". وفد فتح وفي المقابل قام وفد برئاسة رئيس الوزراء الفلسطيني الدكتور سلام فياض اليوم بزيارة إلى مصر للوقوف الى أوضاع الفلسطينيين العالقين على معبر رفح واحتياجاتهم لتلبيتها بالسرعة القصوى, وأوضح وزير الإعلام الفلسطين رياض المالكي أن القرار يهدف الى تحديد احتياجات العالقين على المعبر بانتظار التوصل الى اتفاق يمكنهم من العودة الى القطاع . يذكر ان الحكومة المصرية قد اعلنت أنها توصلت الى اتفاق مع الجانب الاسرائيلي لفتح معبر كرم أبو سالم لمدة يوم واحد وكحالة استثنائية إنسانية لن تؤثر على الموقف الرسمي المبدئي الذي تتبناه كل من الرئاسة والحكومة من أن المعبر الوحيد الذي من شأنه أن يمر عبره المواطن هو معبر رفح . تعهد مصري إلى ذلك تعهدت السلطات المصرية بايجاد حل سريع لمشكلة قرابة مئة فلسطيني عالقين منذ اكثر من عشرين يوما في مصر بعد أن بدأوا اول من أمس الخميس اضرابا عن الطعام احتجاجا على اغلاق معبر رفح الحدودي وهو المنفذ الوحيد لقطاع غزة الى الخارج، حسب ما علم اليوم الجمعة من مصادر امنية مصرية ومن المتحدث باسم هذه المجموعة من الفلسطينيين. وقالت مصادر فلسطينية أن مسؤولين امنيين مصريين تعهدوا لنا بان يتم حل مشكلتنا واعادتنا الى قطاع غزة خلال يوم او يومين, واكدت مصادر امنية مصرية ان اتصالات تجرى من اجل فتح معبر رفح بشكل استثنائي لكي يتمكن هؤلاء الفلسطينيون من العودة الى ديارهم' مضيفةًَ أن الفلسطينيين انهوا اضرابهم عن الطعام في ساعة متأخرة مساء الخميس. مسئولية اسرائيلية إلى ذلك أكد النائب الدكتور مصطفى البرغوثي الامين العام لحركة المبادرة الوطنية الفلسطينية، أن استمرار إسرائيل في اغلاق معبر رفح يؤكد تواطؤ المجتمع الدولي معها حيث لم يحرك العالم ساكنًا ضد إسرائيل التي حولت القطاع الى معتقل كبير ومنعت الدخول أو الخروج منه, مضيفاً أن عددا كبيراً من المواطنين العالقين على المعبر هم من المرضى الذين كانوا في رحلة علاج في الخارج مما ادى لوفاة عدد كبير منهم . وأوضح البرغوثي أن الموتى لم يسلموا من اجراءات الاحتلال العقابية على معبر رفح من خلال عدم السماح بادخال الجثث الى القطاع وحفظها في ثلاجات الموتى بمستشفيات العريش والسويس ومعهد ناصر لفترة طويلة قبل السماح بادخالها عبر معبر كرم ابو سالم, محذراً من تدهور حالة العالقين, ومحملاً إسرائيل مسئولية ما قد يترتب على حياة المواطنين العالقين على المعبر, داعيًا المجتمع الدولي إلى الضغط عليها لفتح المعبر أمام المواطنين.