محيط وكالات : يبدو أن شبح الحرب الاهلية الفلسطينة يطل بأبشع صوره علي الفلسطينيين, بعد سلسلة من الاشتباكات العنيفة بين حماس وفتح والتي أودت بحياة 22 شخصاً في يومين, فحماس سيطرت على مقرات الأجهزة الأمنية في غزة، وأكدت أنها ستتخلص من القتلة والمأجورين اثر محاولة اغتيال لهنية, متهمةً الرئيس عباس بالتآمر, وفتح بدورها اتهمت حماس بالتخطيط للانقلاب علي الرئيس, وأمرت وحداتها بالدفاع عن مواقعها ضد هجماتها , وهزيمة ما وصفته بانقلاب الاسلاميين . تصعيد خطير *************** ومن جهة اخري تعرض منزل رئيس الوزراء الفلسطيني إسماعيل هنيّة اليوم الثلاثاء، لهجوم بقذيفة صاروخية، ما أسفر عن إلحاق أضرار مادية دون وقوع أي إصابات، فيما وصفه مسؤولو الحركة بأنها محاولة اغتيال في حين امتد القتال إلى رام الله مما اثأر مخاوف من خروج الوضع عن السيطرة . ولم يسلم مقر الرئاسة من الاعتداءات فتعرض لإطلاق 4 قذائف هاون، وفق ما صرّح به مسؤول في الحرس الرئاسي، من دون أن تتسبب بخسائر بشرية, مضيفاً أن إحدى هذه القذائف أحدثت حفرة في الأرض, فيما إمتدت المعارك بين الطرفين إلى رام الله، التي لم يسبق أن شهدت عنفاً يذكر بين الحركتين, وأعلن مصدر أمني فلسطيني أن حرس الرئاسة اقتحم مكاتب محطة تلفزيونية تابعة لحماس في مدينة رام الله، وصادر معداتها. انقلاب مزعوم ***************** ومن جانبها اتهمت الرئاسة الفلسطينية بعض القيادات السياسية والعسكرية في حماس بالتخطيط لانقلاب على الشرعية الفلسطينية ودفع الوطن إلى آتون حرب أهلية, وقال الناطق الرسمي باسم الرئاسة أن "هناك تيارا تشارك فيه بعض القيادات السياسية والعسكرية في حركة حماس تخطط لانقلاب على الشرعية الفلسطينية, متوهمين بأنهم قادرون بالقوة السيطرة على قطاع غزة". وأضاف الناطق أن "الرئاسة الفلسطينية تنظر بقلق بالغ لهذا المخطط التي تنفذه بعض القيادات ضيقة الأفق خصوصا تلك التي تضررت من اتفاق مكةالمكرمة والذي يدفع بالوطن إلى اتون حرب أهلية بشعة", داعياً العقلاء في حماس من سياسيين وعسكريين والفصائل والقوى الفلسطينية والقوى العربية والإسلامية إلى التنبه لخطورة هذا المخطط الانقلابي والتصدي له حفاظا على وحدة الشعب الفلسطيني ونضاله العادل لتحقيق أهدافه الوطنية في الحرية والاستقلال". أسلحة لفتح ****************** وقال مصدر فلسطيني رفض الكشف عن هويته اليوم الثلاثاء أن عشر شاحنات كبيرة محملة بالأسلحة انطلقت يوم الجمعة الأول من حزيران /يونيو الجاري، من مدينة أريحا في الضفة الغربية ترافقها دوريات عسكرية اسرائيلية ، حيث اتجهت إلى مدينة غزة. وأكد بأن عملية نقل الأسلحة إلى قطاع غزة "تمت بإشراف مباشر من مكتب رئيس السلطة محمود عباس الذي زود الشاحنات التي تعود لشركة نقليات خاصة في مدينة أريحا بتصاريح خاصة من سلطات الاحتلال للمرور عبر الحواجز العسكرية دون تفتيش", مشيراً إلى أن دوريات اسرائيلية تابعة لما يسمى "حرس الحدود" رافقت الشاحنات حتى وصولها لغزة، مؤكداً أن عملية نقل الأسلحة للقطاع من مدينة أريحا تكررت خلال الأيام الماضية . اتهامات حماس ******************* ومن جانبه قال سامي أبو زهري القيادي في حماس إن تصريحات الناطق باسم الرئاسة تمثل محاولة لقلب الحقائق وللتغطية على الجرائم التي ترتكبها ميليشيات عباس والتيار الانقلابي العميل في شوارع غزة, مضيفاً "أن فتح التي تنقلب على الحكومة هي التي تنفذ مخطط دايتون العميل الخائن، والذي يأخذ مئات الملايين من الدولارات من الأمريكان وغيرهم لا لإطعام شعبنا وإنما لقتله عبر مجموعاته المأجورة والمنتشرة في شوارع غزة". كما اتهم فوزي برهوم المتحدث باسم حماس التيار الانقلابي في فتح بمحاولة اغتيال هنية, مضيفاً " إن الانقلابيين قاموا بشنّ هجوم بالأسلحة باتجاه عدد من عناصر حركة حماس وإطلاق قذائف هاون باتجاه مبني رئاسة الوزراء ومنزل رئيس الحكومة هنية في محاولة لاغتياله", وأكد برهوم أن حماس تعهدت بالقصاص من القتلة وستعاقب الجناة على فعلتهم . واتهم الدكتور صلاح البردويل، الناطق باسم كتلة "التغيير والإصلاح" في المجلس التشريعي الفلسطيني، عباس بالتواطؤ مع مسلحي التيار الانقلابي الذي يواصل جرائمه بحق الشعب, مشيراً الي إن مسلحي التيار الانقلابي بفتح يعملون من منتدى الرئيس الذي لم يتبرأ منهم ولم يطالبهم بالخروج من بيته، وبالتالي فإن كل عائلة تفقد ابنا لها تتهم الرئيس بالضلوع المباشر في هذا الاغتيال، لأن التعذيب والموت يتم في بيته". منطقة أمنية ****************** فى تلك الاثناء اعلنت كتائب القسام في بيان صادر عنها أن "شمال قطاع غزة منطقة امنية وعسكرية مغلقة تسيطر عليها الكتائب لتبقى في وضع هادىء ومستقر بعيدا عن جرائم اللحديين في مناطق اجهزة امن عباس", في اشارة الى ميليشيا جيش لبنان الجنوبي بقيادة انطوان لحد التي كانت تابعة لاسرائيل قبل الانسحاب من جنوب لبنان في ايار/مايو 2000, ودعا البيان عناصر اجهزة امن عباس الى التزام بيوتهم وعدم الخدمة في اي جهاز امني. من جهتها نفت قوات الامن الوطني فى بيان لها ان تكون قوات حماس سيطرت على شمال قطاع غزة واعتبرت هذه المعلومات جزءا من الحرب النفسية, وقال الامن الفلسطيني الخاضعة للرئيس الفلسطيني "ان ما يتم تداوله من نداءات وبرقيات عبر أجهزة اللاسلكي الخاص بالتيار الدموي الانقلابي عار عن الصحة, والتيار الدموي وجد نفسه محبطا ومنبوذا من الجميع وخاصة من المواطنين المدنيين ومن كافة فئات الشعب, فقام بشن حرب نفسية لرفع الروح المعنوية لعناصره الذين باشروا تسليم أنفسهم للأجهزة الأمنية الشرعية". ضحيا العنف ******************* ومن جهة اخري ارتفع عدد القتلى الذين سقطوا خلال 48 ساعة الماضية الى 22 قتيلا فيما وصل عدد المصابين الى اكثر من ثمانين في وقت استمرت الاشتباكات العنيفة في مناطق غرب عزة وخاصة بالقرب من منزل ماهر مقداد أحد قادة فتح وفي محيط مقر المخابرات العامة. وانتشر المئات من العناصر الامنية من قوات الامن الوطني من جهة وكتائب القسام والقوة التنفيذية في الشوارع وظلت اصوات الانفجارات تسمع من حين لاخر فيما فشل الوفد الامني المصري في جمع قادة الحركتين ظهر اليوم للحوار, واستولى مسلحون من القسام على مبنى محافظة خان يونس بعد أن اقتحموه واختطفوا ثلاثة من حراسه وتمركزوا على سطح المبنى, كما سقطت أربع قذائف على الاقل على مبنى كلية العلوم والتكنولوجيا بمنطقة قيزان النجار في المدينة ملحقة أضراراً مادية بالمبنى. الوفد المصري ****************** وفي شأن ذا صلة قالت مصادر فلسطينية مطلعة أن قيادة حماس اعتذرت اليوم تلبية دعوة وجهها الوفد الأمني المصري لعقد اجتماع مشترك مع حركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح" في محاولة لإنهاء الاقتتال الداخلي المستعر في قطاع غزة, مشيرةً الي أن حماس أعطت فرصة للجهود الرامية الى فرض وقف جديد لاطلاق النار وقد قررت معاقبة جميع القتلة والمجرمين . وقال المتحدث باسم الحركة في قطاع غزة فوزي برهوم اليوم الثلاثاء أن "حماس لم ترفض الاجتماع الذي دعا إليه اللواء برهان حماد رئيس الوفد الأمني المصري في مدينة غزة وأنما قدمت اعتذرا خشية على أرواح قادتها بعد محاولة استهداف رئيس الوزراء الفلسطيني اسماعيل هنية". واضاف "أبلغنا اللواء حماد بأن قياداتنا أصبحت غير آمنة على نفسها من اي استهداف بعد عملية اطلاق القذائف على منزل ومكتب رئيس الوزراء ومحاولة استهدافه بشكل مباشر, فبعد استهداف رئيس الوزراء لم يعد لقادة حماس اي ضمان بالعودة او بعدم استهدافه" مشددا على "أن عملية اطلاق القذائف على رئيس الوزراء هي عملية استهداف الشرعية الفلسطينية والانقلاب عليها". وتابع "أن تصعيد المسلحين التابعين لفتح للأوضاع واستهداف قيادات حماس دفعنا لعدم حضور الاجتماع الذي دعا اليه الوفد الأمني المصري حرصا على عدم استهدافنا", وكان اللواء برهان حماد رئيس الوفد الامني المصري الموجود في قطاع غزة دعا الليلة الماضية عبر التلفزيون الفلسطيني حركتي فتح وحماس الى الاجتماع بالوفد اليوم الثلاثاء في مقر الوفد في غزة الساعة الواحدة ظهرا لوقف اطلاق النار. اوامر عباس ***************** وعلي صعيد متصل أصدر قادة قوات الامن الوطنية الفلسطينية الموالين للرئيس محمود عباس أوامرهم لوحداتهم بالدفاع عن مواقعها ضد هجمات حماس يوم الثلاثاء وهزيمة ما وصفوه بانقلاب الاسلاميين, قائلةً "الى الامام يا قواتنا الى الامام يا فوارسنا, الى الامام يا أبطالنا, ادحروا القوات الباغية الدموية الانقلابية, دافعوا عن كرامتكم وشرفكم العسكري, دافعوا عن أمن شعبكم." وقوات الامن الوطني هي أكبر قوة أمنية تخضع لسيطرة عباس ويعتبرها كثير من الفلسطينيين معادلا للجيش على الرغم من أنها لا تتمتع بالعتاد ولا التدريب الذي يحظى به حرس عباس الرئاسي الذي تدعمه الولاياتالمتحدة, وتشير تقديرات مسؤولين فلسطينيين الى أن قوات الامن الوطني تضم 30 ألف عضو في الضفة الغربيةوغزة, ويقول دبلوماسيون غربيون ان عدد الاعضاء العاملين يقترب من 20 ألفا.