الدستور وقضايا المرأة ، وضعها ابلاقتصادي والاجتماعي والتعليمي ، كل هذه القضايا هي ما يشغل بال القائمين علي شئون المرأة والمهتمين بقضيتها ، نحاور اليوم الناشطة في مجال حقوق المرأة سهام نجم لتحدثنا عن شئون وشجون المرأة المصرية . من هى سهام نجم ؟ أنا مواطنة مصرية أعشق مصر وكانت ومازالت بورسعيد مسقط رأسى هى زادى وزوادى لحب مصر فقد تربيت على قصص وحكاوى أبطال الحرب الشعبية عام 56 فى بور سعيد وعاصرت حرب الاستنزاف من عام 67 : 69 وانا طفلة فى بورسعيد ثم هاجرت من بورسعيد ولم أعود لها الابعد إنتصار اكتوبر وفى عام 1976 كنت عضوة بمنظمة الشباب فى سن 15 سنة وأصغر فتاة فى معسكر إعداد قيادات الفتيات فى مصر 1970 كيف يمكنك التوفيق بين حياتك السياسية والعائلية وعملك فى مجال المرأة ؟ لم يكن فى اى مرحلة من مراحل حياتى مشكلة متعلقة بالتوفيق والتنسيق بين عملى وعائلتى لأن أسرتنا هى أسرة غير تقليدية كل واحد فيه لديه عمله العام وأدوار فاعلة فى المجتمع. مارأيك فى وضع المرأة الحالى ؟ يوجد إستقطاب شديد فى المجتمع حول دور المرأة بالرغم من تواجدها الفاعل والمميز فى ثورة 25 يناير والثورة الشعبية 30 يونيو الا أن إنعكاس هذا الدور فى مواقع إتخاذ القرار والتمثيل البرلمانى متواضع جداً ولا يرقى الى دورها وكفاءتها ومستقبل لايرسخ قيم العدالة والمساواة . هل كانت سهام نجم ستستمر فى عملها بمجال حقوق المرأة ومؤسسة المرأة والمجتمع إذا حصل حمدين صباحى على مقعد رئيس الجمهورية ؟ أنا اريد أن أستمر فى تفاعلى مع المجتمع عبر مؤسسة جمعية المرأة والمجتمع حيث النبض الحقيقى للناس الطيبين والواعدين والمتطلعين لمستقبل أفضل . ماهو الدور الذى يجب أن تقوم به المؤسسات المعنية بحقوق المرأة فى ظل الدستور الجديد لتحقيق مطالب المرأة فى رأيك ؟ مطلوب من الدستور الجديد إحداث حوار مجتمعى فى المجتمعات المختلفة من قرى وحضر وجه بحرى وقبلى وذلك حول مواد الدستور بشكل عام والمواد التى تتناول حقوق المرأة بشكل خاص وأهمية التأكيد على أن تشارك النساء بالإدلاء باصواتهم بعد مناقشة وحوار حول مواد الدستور وأن المشاركة وإبداء الرأى هو محورى وأصيل فى تطوير مجتمعنا. *هل حققت لجنة الخمسين لمؤسسات المرأة مطالبها التى سعت لها تلك المؤسسات منذ سنوات طويلة ؟ بالفعل لجنة الخمسين حققت الى حدما مطالب مؤسسات المرأة حيث أن مؤسسات المرأة تعمل من الثمانينات على قضية المرأة وعلى مطالبها ولذلك فأنا أجد أن مؤسسات المرأة لمست المرأة بشكل أكبر حيث نزلت الى المرأة فى أرض الواقع وشعرت بمشاكل المرأة من خلال التعرف على حياتها وواقعها .ِ *هل ترين أن الدستور الحالي أنصف المرأة ؟ كان هناك تمثيل نوعى جيد لنساء لجنة التمثيل ولكنة ققير جداً من التمثيل العددى والمطالب التى تم وضعها فى الدستور فهى تساعد النساء فى الحقوق الاجتماعية والاقتصادية والحقوق السياسية والمدنية ولكنها غير كافية ولاتحقق طموحات المؤسسات المعنية بحقوق المرأة حيث تحتاج المرأة الى ادوات تمكين فاعلة وناجزة للحصول على كافة حقوقها الدستورية . فمثلاً على سبيل المثال (عندما لاتحصل قوى بشرية على الحقوق الدستورية هناك أهمية من وضع سلسلة من القوانين والسياسات والاجراءات لتمكين تلك القوى من حقوقها حتى لاتعد من المهمشين او الاقلية – فكيف يكون هناك أولية لنصف المجتمع المصرى لعدم وجود ضمانات دستورية وكفاءة قانونية لتمكينها من تمثيل عادل فى الانتخابات البرلمانية. *متي يمكن للمرأة المصرية ان تصل علي حقوقها كاملة دون نقصان ؟ يمكن للمرأة ان تحصل على حقوقها عندما يكون هناك سياسات تساندها قوانين تؤكد على ضمان التمكين والحصول على الحقوق الدستورية. *كيف ترين مستقبل المرأة في ظل الأوضاع الحالية أوضاع المرأة المتردية صحيا واجتماعيا وعائليا وتعليمياً من المسئول عنها ؟ مستقبل المراة المصرية يتم رؤيتة فى ضوء الخريطة الاجتماعية والاقتصادية والثقافية والسياسية فى مصر وهناك إستحقاقات دستورية لجميع المصريين ولكن من يدقق فى الخريطة يلاحظ ان هناك علاقة شرطية من مناطق الفقر المدقع والتهميش من الاقصاء عن برامج التنمية من جهة ووجود المرأة بتلك المناطق من جهة آخرى (مثال) قضية الأمية فى مصر تشغل وفق الاحصاء الرسمى (24%) أى حوالى 22 مليون إنسان تمثل المرأة 2/3 هذه النسبة اى مايقرب من 15 مليون امرأة هذه المرأة لم تحصل على فرص التعليم الاولى وأيضاً لم تحصل على فرص تعليم بديل . وهى أيضاً تعانى من عدم وجود فرص عمل وأوضاعها المعيشية والاقتصادية صعبة وتدخل حيز الفقراء فى مستوى خط الفقر وأيضاً تعانى من مشاكل بيئية وصحية وقد تكون هى عائل عائلتها أى يقع على عاتقها حزمة معقدة ومركبة التحديات المعيشية اليومية التى تجعلها غير قادرة على التفاعل مع محيطها ومجتمعها . متي وكيف ينصلح حال المرأة المصرية؟ تتطور اوضاع المرأة المصرية عندما تتمكن من حقوقها الاجتماعية والاقتصادية – فرصة تعليم أولى او إتاحة فرص تعليم ثانية وتطوير مهاراتها الحياتية والتمكين من فرص عمل لرفع قدراتها الاجتماعية والتوعوية والثقافية والاقتصادية – وهذا مدخل هام وحيوى ورئيسى حتى تستطيع التفاعل الجيد مع مجتمعها. (فاقد الشئ لايعطيه ) ومن يدفع ضريبة الفقر المدقع الأن هم النساء ومن منطلق القيم الانسانية والدينية والاخلاقية لابد أن يتم وضع السياسات الحمائية لهؤلاء النساء كمرحلة أولية وسريعة ثم وضع سياسات التمكين الاقتصادى والاجتماعى