لم تكن الشئون الداخلية لدولة انجولا في حسبان العرب والمسلمين، إلا أنها طفت علي السطح بعد اتخاذ الحكومة الانجولية مؤخرا قرارا بهدم المساجد وحظر الدين الإسلامي واعتبار المسلمين طائفة منبوذة. القرار بدأ بالفعل تنفيذه، حيث أعلنت وزيرة الثقافة الانجولية "روز كروز" منع ممارسة شعائر الإسلام في بلادها، وشرعت في هدم المساجد، نظرا لأنه لم يتم بعد إجازة الإسلام و ممارسة المسلمين لشعائرهم قانونيا من قبل وزارة العدل وحقوق الإنسان لذا سيتم غلق مساجدهم حتي إشعار آخر". ووصف الرئيس الانجولي "خوسيه دوس سانتوس" في تصريحات لصحيفة "اوسون" النيجيرية الأحد الماضي الحملة علي الإسلام بانه نهاية التأثير و النفوذ الإسلامي في بلادنا في انجولا. وبالفعل فقد تم هدم المسجد الوحيد في العاصمة الانجولية "لواندا" وتم تسويته بالأرض و سبق للسلطات في المدينة تفكيك مئذنة المسجد في أكتوبر الماضي. موقف دار الإفتاء استنكر الدكتور شوقي علام - مفتي الجمهورية - قرار السلطات الأنجولية بحظر الدين الإسلامي باعتباره "طائفة غير مرحب بها"، بعد قيام السلطات بحملة موسعة لهدم المساجد ومنع المسلمين من أداء شعائرهم. وأضاف أن ما حدث يُعبر عن روح ضيقة وغير متسامحة، كما أنه يمثل استفزازًا ليس لمسلمي أنجولا فحسب، بل لأكثر من مليار ونصف المليار مسلم في العالم، فضلا عن أنه يعبر أيضًا عن عنصرية وتطرف وتحريض ضد المسلمين في هذه البلاد. وأكد أن ما أقدمت عليه السلطات الأنجولية لا يخدم التعايش وحوار الحضارات الذي يسعى المسلمون إليه، بل يُعد تطورًا خطيرًا مناهضًا للقيم الإنسانية والحريات والتنوع الثقافي والتسامح واحترام حقوق الإنسان، التي تحمل أهمية كبيرة للهدوء المجتمعي والسلام، كما أنها تعمق مشاعر الكراهية والتمييز ضد المسلمين وغيرهم. ودعا مفتي الجمهورية المسلمين في أنجولا إلى عدم الاستجابة لتلك الاستفزازات، وأن يعبروا عن استيائهم بالوسائل والأساليب العقلانية والحضارية التي تنسجم مع الصورة الحقيقية المشرقة لسماحة الإسلام، حتى لا تتخذ السلطات ما قد يحدث من ردود أفعال لإثارة المجتمع تجاه المسلمين هناك. وطالب مؤسسات المجتمع الدولي والمنظمات الحقوقية وقادة وشعوب الدول بالتصدي لمثل هذه الانتهاكات العنصرية التي ترسخ الكراهية والعنف بين الشعوب. دعوة للدفاع عن الإسلام دعا الشيخ عبد الحميد الأطرش - رئيس لجنة الفتوى بالأزهر الشريف - جميع المسلمين في العالم لوقفة رجل واحد للدفاع عن الإسلام ومبادئه ومحاربة كل من يدعوا لقتل المسلمين أو حظر الإسلام في أي دولة سواء أنجولا أو ميانمار بتكوين جيش حر يضم جنود من جميع رجال العالم الإسلامي. وأضاف في تصريح خاص لشبكة الإعلام العربية "محيط"، إنه سيتم عقد اجتماع طارئ لمجمع البحوث الإسلامية وعلماء الأزهر لاتخاذ قرار حول ما يحدث في أنجولا مؤكدا أنه لن يكون استنكار فحسب. قرار السلطات الانجولية كارثة وصف الدكتور عبد الهادي القصبي رئيس المجلس الأعلى وشيخ مشايخ الطرق الصوفية، القرار بالكارثة التي تتنافي مع ما سماحة وتعاليم الأديان السماوية الثلاثة. وطالب القصبي الدول العربية والإسلامية وعلى رأسها مصر من خلال الأزهر الشريف قلعة الإسلام في العالم بالتدخل لمساعدة مسلمي انجولا والوقف التام لتلك الانتهاكات التي يتعرض لها المسلمين هناك. بعثات غير مؤهلة اعتبرت نقابة الأئمة والدعاة، أن ما يحدث من هدم وحرق لمساجد المسلمين وإقصاءهم من البلاد ناتج لما تفعله الطوائف المتشددة الإرهابية التي تصدرت المشهد السياسي في السنوات الماضية وما صدرته من سمعة سيئة عن المسلمين وتخويف الناس منهم. وانتقدت في بيان لها اليوم، البعثات الغير مؤهلة لنشر الدعوة الإسلامية في البلاد الإفريقية، والتعريف بصحيح الدين ووسطيته، موضحاً أن هذه البعثات لا تسعي إلا في طلب الرزق والطمع في عائد الدولارات وبناء العمارات وركوب السيارات دون النظر للمصلحة العامة ونشر الإسلام. واستنكر عبد الله الناصر حلمي، أمين عام منظمة الشعوب الإسلامية القرار وطالب كافة قادة وشعوب الدول العربية والإسلامية بالتصدي لهذه الهجمة الشرسة علي الإسلام والمسلمين وقطع كافة العلاقات السياسية والاقتصادية مع أنجولا حتي تعود عن غيها وتعوض المسلمين عن الأضرار التي لحقت بهم. رد قاسي قال الداعية السلفي الشيخ محمد الأبيدي إن قرار حظر الإسلام سيزيد إصرار المسلمين أكثر في التمسك بدينهم، مستشهداً بقول النبي صلي الله علية وسلم " جعلت لي الأرض مسجداً وطهوراً". وأوضح أن اعتداء سلطات أنجولا علي بيوت الله سيكون له رد قاسي من قبل الله سبحانه وتعالي لأن المساجد حاميها الله مشيراً إلي أن أخبار حظر الإسلام في دول أجنبية علي قدر مرارتها فهي تجمّع صفوف المسلمين وتوحد شبابها. انجولا جغرافيا تعتبر "انجولا" دولة افريقية يحدها شمالاً الكونغو الديمقراطية وناميبيا جنوبا وزامبيا شرقاً والمحيط الأطلنطي غرباً وتبلغ مساحتها 1.246700 كم2 حصلت علي استقلالها في نوفمبر عام 1975، يحكمها نظام جمهوري رئاسي وعاصمتها لواندا، وتعتبر "انجولا"عضوا في التنظيمات الإقليمية مثل منظمة سادك، بنك التنمية الأفريقي، اللجنة الاقتصادية لأفريقيا، الإتحاد الأفريقي الكوميسا، الجماعة الإنمائية لإفريقيا الجنوبية. ويبلغ عدد سكانها حوالي 18 مليون نسمة وتعد ثاني أكبر دولة منتجة للبترول في شبه الصحراء الأفريقية ويمثل البترول 9% من صادراتها، ويبلغ الناتج المحلي حوالي 80 حوالي بليون دولار. لغتها الرسمية البرتغالية بالإضافة الي اومبوندية، الكيمبوندية، الكيكونجية، الافامبية، وتشكل المعتقدات الدينية فيها 47% والكاثوليك 38%، والبروتستانت 15%. المسلمون في انجولا يبلغ تعداد المسلمين في انجولا 90 ألف نسمة وهو السبب في عدم الاعتراف بالإسلام كديانة دستورية و يتسارع نمو الأقلية المسلمة الناشئة بشكل كبير عن طريق هجرة مسلمين من بعض دول غرب إفريقيا مثل نيجيريا والسنغال والنيجر، وأغلب السكان في انجولا مسيحيون وينتهجون المذهب الكاثوليكي مع أقليات مذهبية مسيحية أخرى و ديانات إفريقية قديمة. ... ويتوقع مراقبون بان حملة السلطات الانجولية على الإسلام والمسلمين ستزداد في ظل الغياب العربي التام، فمصر بلد الأزهر وشيخها حتى الآن التزما الصمت، وكذلك السعودية بلد الحرم المكي لم نسمع ردا رسميا واحدا علي القرار. والسؤال الذي يطرح نفسه هل هذا انشغال أم أن القرار غير موضوع في الحسبان؟.