قبل سبعة أيام من يوم الاقتراع في الانتخابات النيابية والبلدية الجارية، بدأت السلطات الموريتانية الاستعدادات لنقل المعدات الانتخابية إلى الولايات الداخلية، فيما تم تشكيل قوائم برؤساء وأعضاء مكاتب الاقتراع في جميع المكاتب الانتخابية على عموم التراب الموريتاني، ورفعت المؤسسة العسكرية والأمنية حالة التأهب إلى اللون البرتقالي، تمهيداً لضمان سير سلس لعمليات الاقتراع . وستفتح مكاتب التصويت أبوابها لمدة يومين، حيث حدد يوم الجمعة المقبل كيوم لتصويت أفراد الجيش وقوات الأمن، فيما حدد يوم السبت الموالي يوماً للاقتراع العام . وصعّدت المعارضة المعتدلة شكواها من تصويت العسكريين في دوائر معينة، متهمة السلطات بتسجيل العسكريين في دوائر بعينها بغية دعم الحزب الحاكم، خاصة في مقاطعات مثل "لكصر" و"وادان" . وبدأ أمس وصول المراقبين الأجانب إلى نواكشوط لمراقبة الانتخابات، وكان أول الواصلين المراقبون التابعون للاتحاد الإفريقي، فيما دعت وزارة الخارجية الموريتانية عدداً كبيراً من المنظمات الأخرى لمراقبة الانتخابات . ومع اقتراب يوم الاقتراع، صعد قوميو الأقلية الإفريقية الموريتانية خطابهم العنصري بغية كسب تعاطف الناخبين الأفارقة . وقال المرشح إبراهيما مختار صار رئيس حزب "حركة التجديد" إن المجموعة العربية هي التي تمسك بمقاليد الأمور في موريتانيا وتسيطر على الإدارة والجيش، مضيفاً: "الأفارقة يعيشون في أسفل التراتبية الاجتماعية، وليسوا صناع قرار حقيقيين، ويمثلون نسبة ضئيلة للغاية ممن لديهم أموال" . وطالب بتقاسم السلطة "بشكل منهجي" يشعر القوميات بتمثيلها في السلطة" . وفتح بيجل ولد حمدي رئيس حزب "الوئام" المعارض، النار على الجيش، متهماً إياه بالضلوع في العمليات الانتخابية . وقال ولد هميد أمام حشود من أنصاره في مهرجان انتخابي ب "شكار"، مسقط رأس مدير المخابرات العسكري الجنرال محمد ولد مكت، إن حزبه لن يسمح باستمرار ممارسة العسكريين والمسؤولين السامين للسياسة متجاوزين بذلك القانون . وكشف ولد هميد أن الرئيس الموريتاني محمد ولد عبدالعزيز أبلغه في حديث سابق أن من يمارسون السياسة من كبار العسكريين يمارسونها بمبادرة شخصية وهدفهم التقرب إليه" . ومن جانبها، كثفت منسقية أحزاب المعارضة الموريتانية، التي تقاطع الانتخابات، أنشطتها الداعية لإفشال انتخابات 23 نوفمبر/تشرين الثاني . ونزل أنصار المنسقية، مساء أمس بنواكشوط، في مسيرة بالسيارات جابت شوارع العاصمة وهي تردد شعارات مناوئة للنظام وللانتخابات الجارية . وفي انواذيبو العاصمة الاقتصادية للبلاد، أكد قياديون بارزون أن المنسقية ماضية في إفشال "المهزلة الانتخابية"، وأن الانتخابات الحالية تقصي 70% من الشعب الموريتاني . وفي تصريحات بنواكشوط، أعلن محمد ولد مولود رئيس اليسار الموريتاني، أن إفشال الانتخابات هو "بتجريدها من المصداقية"، كاشفاً أن منسقية المعارضة لن تقوم بالتعرض للمواطنين يوم الاقتراع بهدف منعهم من التصويت، لكنها ستعمد إلى إفشال العملية الانتخابية من خلال المقاطعة، معتبراً أن إفشال الانتخابات لا يعني الشغب وإنما تجريدها من المصداقية أمام الجميع"، وفق تعبيره . وشن ولد مولود هجوماً عنيفاً على حصيلة خمس سنوات من حكم الرئيس ولد عبدالعزيز، مؤكداً أن "وضعية موريتانيا مقلقة وهي بحاجة إلى إنهاء تلاعب الأنظمة العسكرية بها" .