قال أمين الشويكي صاحب المنزل الذي هدمته الجرافات الإسرائيلية، أمس الثلاثاء، في بلدة "بيت حنينا" شمال شرقي مدينة القدسالمحتلة، إن عملية الهدم تمت "على خلفية سياسية أمنية، ولا علاقة لها بالترخيص"، متهماً محاميه ب"التواطؤ" مع الشرطة الإسرائيلية. وفي مقابلة خاصة مع وكالة "الأناضول"، اليوم الأربعاء، أكد الشويكي أن عملية هدم منزله تمت "على خلفية سياسية أمنية ولاعلاقة لها بالترخيص"، مشيراً إلى أن الشرطة الإسرائيلية هي من قامت بعملية الهدم، وليس بلدية القدس؛ حيث لم يحضر أي عنصر أو آلية تابعة لها إلى المنطقة. وأفرجت الشرطة الإسرائيلية، ظهر الثلاثاء، عن الشويكي بعد ساعات من اعتقاله من منزله الذي قامت عدد من الجرافات الإسرائيلية بهدم طوابقه الثلاث وطرد أفراد عائلته منها، بحجة البناء دون ترخيص. وعن تفاصيل اعتقاله بيّن صاحب المنزل، أن الشرطة الإسرائيلية داهمت منزله فجراً، واعتقلته بعد وضع القيود في يديه واقتياده وهو يرتدي ملابسه الداخلية فقط إلى سيارة تدعى "الزنزانة" المخصصة لنقل المعتقلين، وبقي فيها حوالي ساعة قبل أن يتم إرساله إلى مركز توقيف تابع للشرطة. ولفت إلى أنه تعرض للضرب، ولم يقدم له خلال ساعات اعتقاله أي طعام أو شراب أو جرعة الأنسولين التي يتناولها كونه مريض بالسكر، في الوقت الذي كانت الجرافات الإسرائيلية تقوم بهدم منزله. وحول محاولاته مع السلطات الإسرائيلية للحئول دون هدم المنزل، أشار الشويكي إلى أنه قام مع عدد من جيرانه بدفع مبلغ 20 ألف دولار، في وقت سابق، كأجر لمهندس خاص ومسّاح مرخّص لتنظيم الحي على الرغم من أن هذه المهمة تقع على عاتق البلدية، كما قام بتمديد قرارات هدم المنزل منذ عام 2006 وحتى نهاية أكتوبر/تشرين الأول الجاري، متهماً محاميه ب"التواطؤ" مع الشرطة الإسرائيلية. وحول سبب ذلك الاتهام، أوضح صاحب المنزل بأنه كان من المفترض أن لا يتبلغ بقرار الهدم، وذلك كي لا تتمكن السلطات الإسرائيلية من عملية الهدم قانوناً، إلا أن المحامي قام بالتبلّغ عنه، مشيراً إلى أنه تقدم بطلب لتمديد قرار الهدم أي تأجيله، وكان من المفترض أن تصدر الموافقة على ذلك، الأحد الماضي، إلا أنها لم تصدر واتصل خلال الأيام الماضية هاتفياً بالمحامي عدة مرات دون أن يرد، ليفاجئ بهدم منزله. وأوضح الشويكي أنه كان من المفترض المصادقة على رخصة المنزل خلال الأسبوع القادم، إلا أن السلطات الإسرائيلية لم تنتظر ذلك، وقامت بالهدم. ولفت صاحب المنزل المهدوم إلى أنه لن يغادر مدينة القدس "حياً أو ميتاً"، على الرغم من هدم منزله المكون من ثلاث طوابق وملحق بمساحة 650 متر مربع بما فيه من أثاث، مؤكداً أنه سيقوم بإعادة بناء المنزل وهو "صامد حتى النهاية". ولم يتسن الحصول على تعقيب فوري من السلطات الإسرائيلية أو المحامي على تصريحات الشويكي. وأظهر تقرير صادر عن مركز الإحصاء الفلسطيني، في مارس/آذار من العام الجاري، أن السلطات الإسرائيلية هدمت نحو 25 ألف مسكن في فلسطين منذ العام 1967. وأوضح التقرير الذي استند إلى تقارير المؤسسات الحقوقية أن "إسرائيل هدمت منذ العام 2000 وحتى 2012 نحو 1124منزلاً في القدسالشرقيةالمحتلة، ما أسفر عن تشريد ما يقارب 4966 مقدسياً، منهم 2586 طفلا و1311 امرأة". وتابع أن "إجمالي الخسائر التي تكبدها الفلسطينيون جراء عمليات هدم منازلهم في القدس بلغت ثلاثة ملايين دولار"، منوهاً إلى أن "تلك الخسائر لا تشمل مبالغ المخالفات المالية الطائلة التي تفرض على ما يسمى مخالفات البناء"، مشيراً في الوقت ذاته إلى "تزايد وتيرة عمليات الهدم الذاتي للمنازل منذ العام 2000". ويتهم الفلسطينيون إسرائيل بالإسراع في عمليات تهويد القدس، ويقولون إنها وصلت إلى مراحل خطيرة.