على جماعة الإخوان تغليب المصلحة الدعوية على التنظيمية. حظر الجماعة لم يكون له تداعيات كبيرة على الإخوان. سنقدم رؤية تفصيلية نقدية ل"الإخوان" بعد أنتهاء الأزمة الحالية القضاء قد يحكم في النهاية بعدم حظر أنشطة "الإخوان" نرفض توصيف ما جري في مصر من أجل اتمام المصالحة وحتي لا يغضب طرف. حل الدعوة السفية ليس وارادا لأنها تحيل العمل السياسي لحزب النور. لم يلتزم المهندس عبد المنعم الشحات -المتحدث الرسمي باسم الدعوة السلفية في مصر- الصمت بل تحدث بكل صراحة عن مجمل الأوضاع في مصر، وكيف يمكن الخروج من الازمة الراهنة، وكيف يمكن عودة الإخوان للحياة السياسية في مصر . وتحدث الشحات خلال حواره مع شبكة الإعلام العربية "محيط" عن أبعاد العلاقة بين حزب النور وجماعة الإخوان المسلمين وما هي اخر أجواء المصالحة التي تتم بين الجيش وبين الجماعة كل هذا وأكثر في الحوار التالي: بداية.. كيف تري قرار حظر أنشطة جماعة الإخوان المسلمين؟ من الناحية القانونية، القرار هو حكم ابتدائي صدر من محكمة الأمور المستعجلة، والمؤشرات تقول أنه من السهل الطعن عليه، لكن من الناحية السياسية، بلا شك أن أي إجراء تصعيدي، يقلل من فرص الوصول لحل سياسي، بينما عامة العقلاء ينادون بضرورة وجود حل سياسي للأزمة، كما ان بعض القضاة يفضلون النظر للقضية بأوراق مجردة وبطريقة قانونية بحتة، في حين أن هناك كثير من القضاة ينظرون إلي مبدأ المؤامات السياسية خاصة في القضايا التي تهم شرائح كبيرة من المجتمع، وهذا يجب أن يوضع في الإعتبار. حل المشكلة وما هي أبعاد هذا الحكم من وجهة نظرك؟ هذا الحكم يقلل من فرص الوصول لحل سياسي للأزمة التي تشهدها مصر، والدعوة السلفية صرحت أكثر من مرة بضرورة وجود حل سياسي، خاصة أن جماعة الإخوان المسلمين فصيل كبير في المجتمع لا يمكن تجاهله، والحكم القضائي الخاص بالجماعة لن يحل مشكلة وجود الأعداد الغفيرة المنتمية للإخوان، والتي يجب علي الدولة أن تستوعبها في كيانات قانونية لا العكس. بعض قيادات الإخوان وصفت الحكم ب"المسيس"، و"الباطل".. فما تعليقك؟ نحن لا نتعرض لأحكام القضاء، ولكن نتحدث عن تداعياتها السياسية، ولهذا نأمل أن يتم تطبيق مبدأ الموأمات السياسية عندما تنظر هذه القضية الحساسة في درجات التقاضي الأعلي. نتائج الحظر وماذا إذا تم تأييد الحكم بحظر أنشطة جماعة الإخوان بشكل نهائي؟ "الإخوان" عملوا لسنوات طويلة تحت شعار "المحظورة"، وكثير من المحللين السياسيين رأوا أن لفظ "المحظورة" يفيد ويصب في صالحهم وليس العكس، وبالتالي لا أظن أن الحكم سيكون له تداعيات كبيرة، ولكن كمبدأ يجب أن تُعرب الدولة عن رغبتها الحقيقية في استعياب كل من يريد العمل تحت مظلة القانون، وبالتالي فحل الجماعة ليس حلاً، حتي إذا ما كانت هناك مخالفات فينبغي أن يكون هناك أطار معين لحلها وتفادي هذه الخلافات، أما إذا لم تعُطي هذه المجموعة الكبيرة كيان قانوني فسوف تظل موجودة بلا كيان. لكن البعض يرى أن حظر أنشطة الإخوان ورقة ضغط لأنجاح مفاوضاتها مع قادة الجيش هل تؤيد ذلك؟ شخصيًا، أتمني حدوث المفاوضات في ظل أي ظروف، حتي لو افترضنا أن هذا الحكم ورقة ضغط علي الإخوان، فسوف تكون أيسر الأوراق للحل. هل تعتقد أن حظر "الإخوان" قد يؤدي لظهور تنظيم سري بالجماعة كما كان الحال في بداية تأسيسها؟ التنظيمات السرية تنمو كلما حدث تضييق علي النشاط العلني، لكني لا أريد القول بأنه بالضرورة سوف يظهر ل"الإخوان" تنظيم سري، فهذا يعد افتئات علي حق أشخاص يقولون -إلي الآن- أنهم سيظلون سلميين وفي العلن، وسنعمل هكذا رغم الحظر، إلا أنه عامة كلما أشتد التضييق وكان المتاح محدوداً أو معدوماً كلما وجدنا أشخاصاً يتجهون للعمل السري. الضربات الأمنية وكيف تري الضربات الأمنية والاقتصادية المتلاحقة ضد جماعة الإخوان بعد أحداث 3 يوليو؟ بلا شك صار هناك صراعاً موجوداً، وكل طرف يحاول أن يستخدم فيه كل أدواته، وهذا ليس في صالح المجتمع، لذلك يجب أن تكون هناك مصالحة وطنية، وكلنا أمل في وقت من الأوقات أن يقتنع العقلاء بضرورة المصالحة وإنهاء الأزمة. وهل تأثير تلك الضربات موجع أم محدود علي التنظيم؟ أتمني من "الإخوان" أن يقيسوا مدي قوة الجماعة بمعيار دعوتها وليس تنظيمها، وإذا ما تحدثنا عن تنظيم الإخوان فله نفس طويل جداً في تلقي مثل هذه الضربات، لكن عندما نتحدث عن دعوة الإخوان فبلا شك هذه الملاحقات الأمنية تحرمهم وتفقدهم من فرصة تواجدهم مع جمهورهم أو بين المواطنين، ونتمني من الجماعة أن تأخذ بعين الاعتبار هذا المعيار حينما ينظرون للمكاسب والخسائر، وأن يغلّبوا دعوتهم علي تنظيمهم. وهل هناك جهوداً تقوم بها الدعوة السلفية لإنهاء الأزمة بين كافة الاطراف؟ صار الأمر متكرراً وبالرغم من ذلك لا نمل منه، فبين الفينة والآخرى ننادي بالحوار وندعو كل طرف للتنازل للاّخر، وأتوقع أنه ستأتي لحظة معينة وسيتنازل كل فريق عن جزء مما يراه حقًاً له تغليباً للمصلحة العامة. ومتي تتوقع أن تأتِ لحظة المصالحة بين "الإخوان" وقادة الجيش؟ أظن أنها صارت قريباً، ويمكن ان تكون خلال الأيام المقبلة. تقييم 3 يوليو بشكل عام.. كيف تنظر الدعوة السلفية لأحداث 3 يوليو؟ في الواقع، كانت هناك احتجاجات شعبية مبررة وأخري مبالغ فيها، وبدأت مؤسسات الدولة تشعر بوجود خصام بينها وبين مؤسسة الرئاسة، وهو وضع نفضل عدم توصيفه حالياً، طالما نحاول البحث عن مصالحة ونسعى لها بين الطرفين حتي لا يغضب أحد منا، بغض النظر عما حدث وهل هو ثورة أم انقلاب، ننظر لما جري علي أساس أنه واقع حدث يجب أن نتعايش معه بأقل الخسائر الممكنة. بعض قيادات حزب النور تحدثت عن أن شعبية "الإخوان" تراجعت بقدر كبير في الشارع.. فهل هذا صحيح؟ هناك من كان يأمل وينتظر أداءً أفضل لجماعة الإخوان أثناء وجودها في الحكم، خاصة أنه تم إطلاق وعود لم تتم، وبالتالي هذا يمثل تراجعاً، لكن سيبقى هناك كتلة كبيرة من الإخوان وأفراد شديدي التعاطف مع الجماعة، وهؤلاء لن يتأثروا سواء بمرحلة الرئاسة وما حدث فيها من اخفاقات، ولن يتأثروا أيضًا بقرار حل الجماعة وسيظلوا منتمين لهذه الفكرة، وبالتالي فالتصرف المنطقي والطبيعي أن تحاول الدولة أن تُبقي للجماعة في دائرة الضوء ودائر الكيانات الرسمية الطبيعية. دعم السلفية هناك إتهامات من الإخوان للدعوة السلفية بأنها تخلت عن دعمها ودعم الرئاسة؟ بالفعل جماعة الإخوان كانت تتوقع من مؤسسة الدعوة السلفيِة درجة دعم معينة لها، لكن نحن لم نقدم هذا الدعم بنفس الدرجة المتوقعة لدى "الإخوان" نظرًا لأمور كثيرة، منها أننا أردنا الإبتعاد عن خطاب جماعة الإخوان الذي أضرها قبل أن يلحق الضرر بالآخرين، لكني أظن أن هناك الكثير منهم سيدركون مع مرور الوقت أن الدعم الذي كان ينتظرونه كان سيكون في الاتجاه الخاطيء. البعض يقول أن الدعوة السلفية سعت لإحتلال مكانة "الإخوان" ما صحة ذلك؟ بعيدًا عن كونه توقعاً صحيحاً من عدمه، نحن لا نتمنى هذا، لأن غياب كيان قانوني يضم مجموعة كبيرة من الشعب لها منهج تربت عليه واقتنعت به، لن يصب في صالح كيان آخر، بل قد يسبب توتراً داخل المجتمع، وبالتالي فلا ينبغي لأحد أن يفرح بما يجري ل"الإخوان، وبعيداً عن بديهيات الأمور، كل تيار يرغب أن يَكثُر مؤيديه وأنصاره، لكن ليس علي حساب توتر مجتمعي لا نريد أن نصل إليه. قانونية وضع السلفية هل تمتلك الدعوة السلفية جمعية مشهرة في وزارة التضامن الاجتماعي؟ بالفعل، نحن نمتلك جمعية مشهرة تحت أسم "جمعية الدعاة بمصر"، وهناك قضية لتغيير الإسم، لأنه كان هناك تعنتاً في السابق لتكون تحت أسم الدعوة السلفية، وهو الإسم المتداول بين عموم المصريين، ويجري توحد الإسمين ليكونا "الدعوة السلفية في مصر"، وهناك اجراءات قانونية في هذا الصدد، ليكون الاسم الرسمي هو الإسم المشهور، ويرأس مجلس إدارتها المهندس محمد عبد الفتاح المعروف ب"أبو أدريس". يطرح البعض سؤالا لماذا لا يتم حل جمعية الدعوة السلفية مثلما تم حل جمعية الإخوان المسلمين؟ لا أعتقد أن هناك من يتمنى ذلك، ولكن الأزمة الرئيسية لجماعة الإخوان التي تم الحل علي أساسها، هي أن مقر مكتب الإرشاد في المقطم هو ذاته مقر الجمعية، وقد شهد أحداث عنف يوم 30 يونيو الماضي، وبناء عليه رفعت قضايا لحل الجماعة، فضلاً عن الأحداث التي أعقبت 3 يوليو التي تم ضمها،فضلا عن أن جماعة الإخوان تمارس العمل السياسي بشكل كبير بعكس الدعوة السلفية التي تحيل هذا الأمر لحزب النور، ونحن حريصون علي الإلتزام بالقانون، وبالرغم من أن أفكار وتوجهات قيادات حزب النور تعبر عن الدعوة السلفية، إلا أن المتابع يري أن "النور" له شخصيته الاعتبارية وموجود في الساحة السياسية بصورة مستقلة. بين الإخوان والسفلية وكيف تري العلاقة بين جماعة الإخوان والدعوة السلفية والتي يراها البعض أنها في اسوأ مراحلها خاصة بعد أحداث 3 يوليو؟ لا توجد علاقة الآن بيننا، إلا اتصالات تجري بين الحين والآخر لحثهم علي المفاوضات ومدي قبولهم لها، وإعلاميا هناك احتقان بين الشباب من الاتجاهين، لكن الدعوة السلفية تلتزم الصمت حيال رؤيتها التفصيلية النقدية للفترة الماضة، ونتمني أن تحدث مراجعات ذاتية لجماعة الإخوان للمرحلة الماضية، ووقتها ستكون العلاقات أفضل. وإذا ما لم تتم هذه المراجعات سنضطر إلي التحدث عن أبعاد ما جري، لكن ليس من المروءة الآن، خاصة أن "الإخوان" حالياً لا يمكلون حق الرد، لكن عندما تنتهي الأحداث سوف تكون هناك قراءة نقدية مفصلة، وربما يصحح "الإخوان" موافقهم، خاصة أن بعضهم بدأ يقدم رؤية نقدية مثل الدكتور صلاح سلطان، والدكتور حمزة زوبع، فقد يكفونا هم ذلك. اخيرا.. ما هي النصيحة التي توجهها الدعوة السلفية لجماعة الإخوان المسلمين؟ ننصحها بأن تفكر بعقلية الدعوة لا التنظيم، حتي تكون الأوضاع بالنسبة لها واضحة فيما يتعين عليها فعله الآن، فميدان العمل الأول أن أكون موجوداً بين الناس أعلمهم وأرشدهم، وأتنازل عن حقوق أخري إذا حدث تعارض، لكن كلما رأت الجماعة التنظيم متماسكاً قادراً علي التحدي والصمود فهذا قد يغري الجماعة علي الاستمرار في طريقها، رغم أنه يجور علي وجود "الإخوان" كدعوة.