بعد فض اعتصامي رابعة العدوية والنهضة بالقاهرة، فى منتصف الشهر الماضى، وبعد إيقاف حركة القطارات بين أسوانوالقاهرة لقرابة الشهر، تبدل حال ميدان الشهداء بأسوان -الميدان الرئيسى فى المحافظة- الذى شهد مشاركة شبابه في ثورة يناير، ويوم التفويض للفريق السيسي، وبعض ، ليتحول الميدان إلى موقف للأتوبيس بعد ان كان ميداناً للمظاهرات. تجولت شبكة الإعلام العربية "محيط" داخل ميدان الشهداء لتنقل ماحدث به من تغييرات جذرية فى الأيام الماضية، ففي الصباح يتحول إلى موقف للاتوبيسات السياحية التي تنقل المواطنين إلى القاهرة. لكن في المساء يمارس الميدان نشاطه التظاهري، فيتحول لساحة لجماعة الإخوان المسلمين، يضعون به شاشة الداتا شو لعرض أحداث رابعة العدوية والنهضة، وأحداث العنف السابقة التي تعرض لها المنتمون للجماعة وأنصار الرئيس المعزول محمد مرسى. أثار هذا الوضع بالميدان غضب الكثيرين من المارة، الذين لايرغبون في السفر، ولا ينتمون للاخوان المسلمين، وعبروا عن استيائهم من تحول الميدان إلى هذا وذاك، لأنه في رأيهم رمز محافظة أسوان. كما استنكرعدد كثير من المواطنين، موقف المجلس المحلي لمدينة أسوان -المسئول عن هذه الأوضاع- بعد أن توقفت نافورات المياه بالميدان، التي كانت تعطى جمالاً وتعمل على كسر حرارة الشمس، كذلك استنكر المواطنون إزالة النجيلة الموجودة وسط الميدان، ليتحول الميدان بعد ذلك لسوق ينتشر به بائعوا الترمس والفول والطعمية والأحذية والسجائر، إضافة إلى انتشار تجار المخدرات. يقول محمد -صاحب كافتريا ناصر بالميدان- أنه عقب أحداث رابعة العدوية وما شهده الميدان من احداث عنف، تبدلت أحوال الكافيتريات وقل دخلها لأكثر من النصف، نظراً لتدهور الحركة السياحية، فالميدان قبل ذلك كان مكتظاً بالسائحين الأجانب، وملئ الفراغ عدد محدود من الشباب خوفاً من الاشتباكات وأحداث العنف بين الإخوان والمارة من ناحية وبينهم وبين الأمن من ناحية اخرى. وأضاف صاحب الكافيتريا، أن دخله قبل هذه الأحداث يتراوح ما بين ألف إلى ثلاثة الاّف جنيهاً فى اليوم، أما الاّن فلا يتعدى دخل الكافيتريا 500 جنيهاً. من ناحية أخرى تغيب رجال الأمن والمرورعن الميدان، مما أدى إلى تكدس السيارات حوله، الأمر الذي تسبب في إحداث شلل فى حركة المرور، وانزعاج المارة، وعدم وجود نظام فى الطريق تماماً،بالإضافة إلى انتشار الفوضى والبلطجة، في مختلف شوارعه، وكثرت الاشتباكات والاختناقات المرورية، وأصبحت السيادة للأقوى فقط. والعجيب أن كل ذلك يحدث تحت مسمع ومرأى المسئولين فى ديوان عام المحافظة، وعلى رأسهم المحافظ، وكذلك مجلس المدينة، اللذان يبعدان عن الميدان عشرات الأمتار فقط.