لا أدرى ما الذى جرى لشعارات الإخوان .. تحولوا من دعم الشرعية والشريعة إلى ما يشبه الردح سواء فى مسيراتهم النهارية أو المسائية أو على صفحات الفيس بوك والتويتر .. الإخوان عادوا للتغريد بشعارات جديدة أشبه بكيد النسوان فى خناقاتهم بالحارات المصرية .. تحولوا إلى أهازيج وأغان جديدة .. "أنت متغاظ من رابعة..طب رابعة رابعة رابعة "أو" مضايقك اسم مرسى ..طب مرسى مرسى مرسى "أو" متعكنن من الإخوان .. طب إخوان إخوان إخوان .. بالإضافة طبعاً إلى الأغنية المشوهة التى تذاع من ميكروفات مسيراتهم وعبر مواقعهم على شبكة التواصل الإجتماعىوهى أغنية "تتشل الأيادي" المؤلفة على وزن ولحن الأغنية الشهيرة التى تمجد الجيش وهى "تسلم الأيادى" .. الإخوان فى جمعة "الزحف" أو جمعة "الوفاء للشهيد" تحولوا من شعاراتهم الأيدولوجية الداعمة لعودة الشرعية والشريعة إلى شىء من المسخ المشوه, الذى لا يعنى شيئاً سوى الاسفاف اللفظى والردح خصوصاً عندما تغنوا ب "الجيش والشعب إيد وسخة" بدلاً من الجيش والشعب إيد واحدة !فعاليات الجمعة الماضية الإخوانية التى اختلف منظومها على توصيفها بين "مليونية غاضبة" و"جمعة زاحفة" و"مسيرة غير مسبوقة" شابها بعض من اللبس وقليل من الهلس وكثير من الهوس ، فعلى رغم حرص مسؤولى الهتاف ومؤججى الحماس وملهبى الإحساس على الخروج بفاعليات الزحف بإعتبارها "الموضوع مش بس مرسى رئيسى" ولا أن "رابعة مش بس مدينة نصر .. رابعة كل شوارع مصر" وأن "الثورة ثورة شعب" وليست حكراً على فصيل من دون آخر أو متصلة بدين من دون آخر ، إلا أن الفواصل الترفيهية نضحت بما حاول المنظمون وال "الهتيفة" جاهدين أن يخفوه ، فأغنيات المنشدين السوريين المؤلفة والملحنة خصيصاً للإخوة فى مصر من أنصار الشرعية والشريعة والتى تلقى رواجاً هائلاً بين المتظاهرين الأطهار والحرائر الإخوانيات و"حازمات" ومعهم كذلك "حازمون" (أنصار حازم صلاح أبو إسماعيل) كلها تندد بالانقلاب العلماني وتؤكد ان "ثوره مصر اسلاميه ..اسلاميه رغم انف العلمانيه".. العالمون ببواطن أمور مسيرات "الشرعية والشريعة" والخبراء بما تنضح به فعاليات أنصار الدكتور محمد مرسى باتوا يعلمون علم اليقين التحول التكتيكى والتغير اللوجستى فيها . فالبديل الشرعى لفقدان القدرة على الحشد والخطة "ب" المطروحة بديلاً للخطة "أ" التى أثبتت فشلاً ذريعاً فى جذب تعاطف المصريين بترغيب "يا أهالينا انضموا لينا" أو بترهيب "الجيش والشرطة والشعب إيد وسخة" باتت تعتمد على أسلوب كيد الأعادى وغيظ ستات النوادى لبعضهن البعض. وعلى رغم التاكيد المزمن على أن "رابعة" رمز الصمود والبسالة ، و "النهضة" مثال الرجولة والشهامة ، ورغم أن المثل الشعبى يقول "الحيل للرجال والكيد للنساء" إلا أن المشهد الحالى يشير إلى أن "الكيد بات للرجال والنساء". فكلما مرت مسيرة من أمام محل تجارى يضع صورة الفريق أول عبد الفتاح السيسى صاح مسؤول الهتاف "عبد الفتاح هو الإرهاب"مع خلفية أصوات الحرائر والأطهار . وكلما قابلهم السكان من الشرفات والنوافذ برفع علامة النصر أو أصابع اليد على شكل CC تحول الهتاف إلى "رابعة رابعة حتى النصر" مع التلويح بأصابع "رابعة" الأردوغانية مطبوعة على لافتات صفراء أو مرفوعة بالكفوف أو معلقة على الصدور أو مطبوعة على بالونات للصغار أو تيشيرتات للشباب أو تحتل جزءاً من الشاشة على "الجزيرة مباشر مصر" التى رفهت كثيراً عن المصريين يوم الجمعة بتغطيتها المميزة لمسيرات الإخوان فالشاشة المنقسمة إلى عدة نوافذ لل "مسيرات حاشدة" و"التظاهرات الرهيبة" التى فشل الإخوان فى حشدها يوم الجمعة الماضية فشلاً ذريعاً تكللت بأسئلة المذيعة الباحثة عن الجديد فى تلك التظاهرات "غير المسبوقة" عبر أسئلتها للمراسلين الذين راوحوا بين "أسامة" و "مصطفى" و "أحمد" و "إسلام" و"ماهر" و "فتحى" من دون إفصاح عن اسم الأب . وراوح "الجديد" بحسب المراسلين بين "الأعداد الغفيرة" و "الحرائر هنا وهناك" و "تحية الأهالى من الشرفات" وانضمام كل فئات الشعب". لكن كل فئات الشعب القابعة إما فى بيوتها لتامينها خوفاً من عنف بان الوجه الآخر لأنصار الشرعية والشريعة ، أو فى الشرفات والنوافذ للتلويح بعلم مصر من قبل الغالبية وصور السيسى من قبل البعض وربما ما تيسر من ثمار الطماطم وحبات البيض ، أو فى المقاهى لمتابعة "إعلام الفلول" الذى دخل يوم أمس فى "جمعة الزحف" ليكون محوراً من محاور الهتاف. اسماء مجهولة الجولات التفقدية التى قامت بها فئات الشعب متنقلة بين "إعلام الفلول الذى هتف أنصار الشرعية والشريعة ضد قنواته وتحديداً "سى بى سى ودريم وأون تى فى" وإعلام الإخوان متمثلاً فى "الجزيرة مباشر مصر" نتجت عنها للمرة الأولى صور متطابقة . فنوافذ "الجزيرة مباشر" المطلة على بعض مليونيات "جمعة الزحف" فضحت عشريات ومئويات أكدتها نوافذ البيوت المطلة على الشوارع والميادين فعلياً. ورسائل المشاهدين القافزة أسفل "الجزيرة مباشر" من أبو أحمد من سرس الليان" الذى "بيصبح على رابعة ويقول تتشل الأيادى" و "أم رامى" التى "قالتها قوية مرسى هو رئيس الجمهورية" , ومعها تقرير المراسل "أحمد" مؤكداً أن "طلبة الجامعات الذين يتم أحياناً سفك دمائهم فى المسيرات سيقومون بدور كبير فى الأيام المقبلة لإنهاء الإنقلاب" ومعه سرد المراسل "رضا" وهو ينقل الصورة أمامه قائلاً "أيام قليلة وتبدأ المدارس والأسعار مرتفعة جداً والرواتب متدنية جداً والإنقلاب سىء والجميع مع الشرعية جداً" كلها أدت إلى وضوح الصورة كاملة أمام امشاهد باستثناء الاشتباكات ، فالسكان الذين تصدوا لمسيرات الإخوان الشاتمة للجيش السابة للشرطة فى مناطق عدة ونتج عنها اشتباكات وصفها "أحمد" مراسل "الجزيرة بأن "بلطجية" تصدوا للمتظاهرين ، وحين سألته المذيعة: "كيف عرفت أنهم بلطجية؟ قال: "شكلهم بلطجية". الهتاف بالطبع كان موجهاً لرموز الإنتقالية ، المصنفة إخوانياً ب "حكومة الإنقلاب" والتى أعلن المتظاهرون مواجهتها بهتافات "عصيان مدنى بجد" و" مش هادفع مياه ولا نور يسقط يسقط الطرطور" مع فقرات ترفيهية وأغنيات ضد الإنقلاب واستعداد لعصيان المترو والإضراب العام والنصر الكبير فى العرض المقبل.