قالت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، في افتتاحيتها اليوم الجمعة، أن النقاش حول القضية السورية حجب قرار مثير للجدل بشأن سياسة الشرق الأوسط، وهو ما يجب أن يقرره الرئيس الأمريكي باراك أوباما والكونجرس عاجلا حول إبقاء المساعدات الأمريكية للحكومة المصرية المدعومة من الجيش أم منعها. وأشارت الصحيفة، أن مراجعة سياسة الإدارة كان على وشك الانتهاء عندما تم الكشف عن هجوم بالأسلحة الكيميائية قرب دمشق. وزعمت الصحيفة، انه في الوقت الذي تركز فيه واشنطن على سوريا ينتقل النظام المصري بقيادة وزير الدفاع عبد الفتاح السيسي بثبات نحو بناء الحكم الفردي الذي من شأنه يعكس مسار ثورة 2011، والتحرك نحو الديمقراطية. وأكدت الصحيفة أن السلطات المصرية تتخذ خطوات نحو الحظر الرسمي لجماعة الإخوان المسلمين، واستبعاد الأحزاب الدينية من النظام السياسي والعودة إلى نظام الرئيس الأسبق حسني مبارك لانتخابات الممثلين البرلمانيين التي كانت ضد أحزاب المعارضة. وترى الصحيفة أن كل ذلك يجعل الانتخابات التي وعد بها النظام المصري في العام المقبل "خدعة زائفة". ونوهت الصحيفة، أن مصر تتمتع حرية أقل مما كانت عليه خلال السنوات الأخيرة من عهد مبارك في بعض النواحي، مستدلة على ذلك بإغلاق ثلاثة من القنوات الفضائية لتعاطفها مع الإسلاميين. وأشارت الصحيفة إلى تجاهل نداءات إدارة أوباما للحكومة المصرية بالتصالح مع الإسلاميين، والإفراج عن الرئيس المخلوع محمد مرسي وغيره من السجناء السياسيين وإجراء التحول إلى الديمقراطية الحقيقية, زاعمة تمادي الحكومة في الدعاية المعادية للولايات المتحدة والتي تعكس قناعة العسكريين في مصر بان الإدارة الأمريكية ستتسامح في نهاية المطاف مع دكتاتورية جديدة وستبقي مساعداتها. وأوضحت الصحيفة أن الوسيلة الوحيدة لممارسة النفوذ الأمريكي هي تعليق برامج المساعدات، واستئنافها لاستعادة الديمقراطية. وزعمت الصحيفة انه لابد من "طلقة تحذيرية"، على مصر وسوريا وينبغي أن يتخذها أوباما قبل فوات الأوان.