حذرت صحيفة الواشنطن بوست الأمريكية من أن إنشغال الولاياتالمتحدة بالأزمة السورية يعطي ستارا للحكومة المصرية لتصعيد حملة القمع ضد المعارضة الإسلامية مستغلة إنشغال المجتمع الدولي بالهجمة العسكرية المحتملة على سوريا. وقالت الصحيفة أن نظام الفريق عبد الفتاح السيسي استغل إنشغال واشنطن بسوريا وأخذ يتحرك تجاه بناء ديكتاتورية من شأنها قلب ثورة 25 يناير 2011 وإلغاء الحركة الديموقراطية التي نتجت عنها. ولفتت إلى أنه في الاسبوع الماضي وحده كثف النظام في مصر حملة الإعتقالات والملاحقات القضائية للقياديين بجماعة الإخوان المسلمين بمن فيهم محمد مرسي، الرئيس المنتخب ديموقراطياً، والذي يواجه إتهامات بالقتل. وأوضحت الصحيفة في إفتتاحيتها أن العشرات بالفعل تم محاكمتهم عسكرياً بموجب قانون الطوارئ الذي كان دعامة حكم الديكتاتور المخلوع، حسني مبارك، وصدر بحقهم أحكام تصل للسجن المؤبد. في الوقت نفسه اتخذت السلطات المصرية خطوات تجاه حظر جماعة الإخوان المسلمين رسمياً، وإستبعاد الأحزاب ذات المرجعية الدينية، والعودة لنظام الإنتخابات البرلمانية الذي كان مستخدماً في عهد مبارك، وهو النظام الذي قالت الصحيفة أنه يضر بفرص أحزاب المعارضة وسيجعل الإنتخابات القادمة زائفة وصورية. وترى الصحيفة أن الجدال حول القرار العسكري بشأن سوريا يحجب قراراً حاسماً آخر بشأن سياسة الشرق الأوسط ينبغي على الرئيس أوباما والكونجرس إتخاذه قريباً وهو مستقبل المساعدات الأمريكية للحكومة المدعومة عسكرياً في مصر والتي تحكم قبضتها على السلطة. واعتبرت الصحيفة أن مصر أصبحت أقل حرية مما كانت عليه في السنوات الأخيرة في حكم مبارك، فالسلطات قامت بإغلاق القنوات التلفزيونية المتعاطفة مع الإسلاميين، فيما إصطفت الصحافة خلف الحكومة الجديدة مرددة مزاعم وإتهامات غير منطقة طالت كل من يعارض النظام بدءاً من الإخوان المسلمين وحتى السفيرة الأمريكية. وأشارت إلى أن تجاهل جنرالات مصر لضغوط إدارة أوباما للتصالح مع الإسلاميين وإطلاق سراح مرسي والمعتقلين السياسيين وإتخاذ إجراءات ديموقراطية حقيقية، وضلوع الحكومة نفسها في الدعاية المعادية للولايات المتحة يظهر قناعة قادة الجيش في مصر أن الإدارة الأمريكية ستتقبل في نهاية المطاف الديكتاتورية الجديدة وتستمر في تقديم المساعدات العسكرية. وشددت الصحيفة على أن الوسيلة الوحيدة لممارسة النفوذ الأمريكي هو من خلال وقف المساعدات لمصر وربط عودتها بالمسار الديموقراطي. واختتمت الصحيفة افتتاحيتها قائلة أن سوريا ليست وحدها في حاجه إلى "طلقة تحذير" وإنما مصر أيضاً، وأنه على الرئيس أوباما التحرك قبل أن يفوت الأوان.