الظاهرة الاستعمارية حقيقة أثبتها التاريخ وأكدتها الجغرافيا فهى ترتبط بأحدى الثنائيات التى تدور حول الخير والشر وهذه الظاهرة امتداداً لصراع أول أخوين فى البشرية قايبل وهابيل.ولذا فقد وجدنا ومنذ بداية التاريخ وبالتوازى معه ذلك الصراع المسمى بصراع الامبراطوريات . وما غزوات الهكسوس والفرس واليونان والرومان والتتار والفرنسين والانجليز غير صراع تلك القوى الاستعمارية فى أحتلال الدول لنهب خيراتها والاستيلاء على مقدراتها فى محاولة لحل مشاكل المستعمر كما حدث فى اوربا فكانت الغزوات الصليبية عام 1095. وطوال التاريخ وياخذ الاستعمار أشكالاً عدة والواناً متنوعة فبعد أن كان استعماراً أستيطانياً بالجيوش والقوات . قد اصبح الان استعماراً متعدد الاشكال بين أستعمار سياسى وأقتصادى وثقافى .وهذه اخطر بكثير من الاستيطانى الذى يحفذ ويسير الجماهير لمقاومته يداً بيد .وبعد أن كانت هناك ثنائيات أستعمارية بين فرس وروم وبين أسبانيا والبرتغال ثم بريطانيا وفرنسا وصولاً الى أمريكا والاتحاد السوفيتى. وبعد هزيمة السوفيت فى افغانستان بيد الاصولية الاسلامية التى أعدتها وصنعتها أمريكا .تفردت أمريكا بالعالم الان حتى بذوغ قوة جديدة تدخل حلبة المنافسة الاستعمارية . ومنذ الحملة الفرنسية على مصر وهناك رباط يربط تلك الامبراطوريات الاستعمارية بفكرة أنشاء دولة صهيونية لليهود تكون المرتكز والاداء والوسيلة لفرض السيطرة على منطقة الشرق الاوسط بعد تقطيع اوصاله . فكان المخطط الصهيونى الامريكى المعلن فى عام 1983 باسم مخطط "دينون" الذى يعمل على اعادة تقسيم منطقة الشرق الاوسط على أسس طائفية .والغريب وبالرغم من اعلان المخطط والدخول فى مرحلة التنفيذ الفعلى حيث كانت البداية فى العراق الذى دُفع بيد امريكا لغزو الكويت حتى يتم الغزو الامريكى للعراق ويتم تطبيق ما يسمى بالفوضى الخلاقة التى لا علاقة لها بأى خلق او خُلق فكانت العراق ثلاث دول الان سنة وشيعة واكراد . ثم كانت السودان شمال وجنوب وكان ما يسمى بالربيع العربى الذى لم يلسم من أمتداد اليد الامريكية القذرة اليه فكان غزو ليبيا التى تضرب فيها الفوضى بأطنابها .ثم كان بالتوازى اِحداث هذا الخلل فى مصر وتونس ولبنان وكانت ما يسمى بالثوة السورية التى تم أستغلالها منذ البداية فتحولت من ثورة سوريا الى ثورة على سوريا فأصبحت المعارضة من كل لون وجنس والجميع يدخل لكى ياخذ نصيبه من الكيكة السورية . وبالرغم من كل هذا مازال العرب فى حالة تغييب وعى غير مسبوق .فأذا كانت الحكومات أسيرة لعلاقاتها غير المتوازنة مع القوى الاستعمارية فالشعوب أكثر حرية وأهم تاثيراً على قرار تلك الحكومات عندما تريد الشعوب . فهل أمريكا _التى لا تعمل لغير مصلحتها والتى لا ترى غير ذاتها _ كان يعنيها مصلحة العراق فى تطبيق الديمقراطية التى لم تحدث ,أو تحرير ليبيا من حكم القزافى الآ طمعاً فى البترول الليبى ؟ أم أمريكا تريد مساعدة الاخوان فى مصر لسواد العيون او لتطبيق النموذج الاسلامى ؟ فى الوقت الذى تتمحك فيه دائماً بما يسمى حماية الاقليات الدينية ؟ أم أن أمريكا تسعى لتحرير سوريا من حكم الاسد الديكتاتورى حتى تسود الديمقراطية سوريا ؟!أنها المصلحة الامريكية . والتهديد بضرب سوريا بحجة الاسلحة الكيماوية التى لم تنتهى اللجنة الدولية من تحديد المسئول حتى الان ما هى الآ ضربة أستباقية حتى يتم أجهاض النظام السورى ثم الانتباه الى حزب الله حتى تكون ثمرة ايران قد نضجت للجنى وتصبح مصر وجيشها بعد ذلك هما الهدف الذى تريده تلك القوى الاستعمارية الغاشمة وبعد تفكيك سوريا يصبح تقسيم مصر من المطلوب حتى تسود الدولة الصهيونية المنطقة . فهل نقبل هذا أيها العرب ؟! وهل ننتظر هذا ايها المصريون؟! أم نعود الى رشدنا ونوحد صفوفنا حتى يمكن أن نعيد الاستقرار الداخلى فوراً كى نتفرغ لمعارك الخارج؟ ولندرك أن المطامع فى مصر الان قد ذادت نتيجة هذا الاستقطاب الداخلى الذى نعيشه . فلنعود لمصر الموحدة مصر كل المصريين.