اجتمع الرئيس الأمريكي باراك أوباما فجر اليوم مع كبار مستشاريه العسكريين وتم خلال الاجتماع بحث الخيارات الممكنة لتوجيه ضربة عسكرية محتملة للنظام السوري رداً على هجوم غاز الأعصاب الذي أدى إلى مصرع مئات الأشخاص في سوريا. ولم تصدر عن البيت الأبيض معلومات عن الخيارات التي تم بحثها أو عن توقيت قيام الرئيس أوباما باتخاذ قرار في هذا الصدد. وذكرت وكالة أنباء "اسوشيتدبرس" أن الرئيس أوباما تسلم تقريرا مفصلا من كبار مستشاريه بشأن سوريا. وأضافت أن رئيس هيئة الأركان الأمريكية المشركة الجنرال مايكل ديمبسي سيحضر اليوم اجتماعا يضم عدداً من المسؤولين في مجال الدفاع في دول الشرق الأوسط، مبينة بأن تطورات الوضع في سوريا ستكون في مقدمة أجندة ذلك الاجتماع. و أعلن البيت الأبيض، أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما ورئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون أعربا خلال اتصال هاتفي بينهما عن "قلقهما البالغ" من الاستخدام المفترض من جانب النظام السوري للسلاح الكيميائي ضد المدنيين. وقالت الرئاسة الأمريكية في بيان لها اليوم، إن أوباما وكاميرون سيواصلان التشاور بشأن الهجوم الكيميائي المفترض الذي شنته قوات النظام السوري على الغوطة في ريف دمشق يوم الأربعاء الماضي، و"كذلك أيضاً في الردود المحتملة من جانب المجتمع الدولي على إستخدام الأسلحة الكيميائية". وكان الرئيس الأمريكي باراك أوباما قد تلقى أمس السبت عرضاً مفصلاً بشأن مجموعة من "الخيارات المحتملة للرد "على إستخدام الكيماوي في سوريا، يوم الأربعاء الماضي، حيث قتل المئات". وقال البيت الأبيض، إن أوباما تلقى من كبار مستشاري الأمن القومي حزمة مقترحات بخصوص كيفية رد الولاياتالمتحدة وحلفائها على الهجوم بالأسلحة الكيماوية على الغوطة الشرقية في دمشق. وأشار بيان البيت الأبيض إلى أن أوباما تحدث أيضا مع رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون بشأن الأزمة السورية، واتفقا على التشاور بشأن "الردود المحتملة من جانب المجتمع الدولي". ولم يكشف البيت الأبيض عن تفاصيل بخصوص الخيارات التي يجري دراستها، ولم يقدم أي إشارة إلى الإطار الزمني الذي قد يتخذ فيه أوباما قرارا بشأن هذه القضية. وكان وزير الدفاع الأمريكي تشاك هيجل، قد قال أول أمس الجمعة، إن البنتاجون يقوم بعملية تحريك للقوات كي تكون جاهزة في حال قرر أوباما تنفيذ عمل عسكري ضد سوريا. ومضى البيان قائلاً "إن مجلس الأمن الدولي دعا إلى السماح بدخول محققين تابعين للأمم المتحدة إلى سوريا فورا لدراسة الأوضاع على أرض الواقع وأن عدم تعاون نظام الرئيس السوري بشار الأسد مع الأممالمتحدة يوحي بان لدى هذا النظام ما يخفيه". وأضاف البيان، ان كاميرون واوباما اكد على الاهمية الحيوية لالتزام العالم بمنع إستخدام الأسلحة الكيماوية، وأشارا إلى إنهما سوف يواصلان الاتصال عن قرب بهذا الصدد. وكشف البيان أيضاً عن أن كاميرون أجرى اتصالاً هاتفياً مع نظيره الكندي ستيفن هاربر الذي أكد اتفاقه على ضرورة رد المجتمع الدولى بالطريقة المناسبة على التطورات الأخيرة في سوريا. و أجرى وزير الخارجية الأمريكي جون كيري اتصالا بنظيره السوري وليد المعلم، طالب فيه حكومة دمشق بأن تسمح بوصول مفتشي الأممالمتحدة إلى منطقة الغوطة بريف دمشق، حيث شنت قوات النظام هجوما بالأسلحة الكيماوية، كما تردد مؤخرا. وقالت وزارة الخارجية الأمريكية، إن كيري طالب النظام السوري بأن يسمح ودون عوائق بالوصول إلى موقع الهجوم الكيماوي المزعوم، بدلاً من مواصلة الهجوم على المنطقة المتضررة لإعاقة الوصول وتدمير الدليل على استخدام السلاح الكيماوي. ولفتت الوزارة إلى أن كيري تلقى من جانب آخر تأكيدات كاملة من قبل قادة الجيش السوري الحر على أنهم سيضمنون سلامة محققي الأمم المحدة في المناطقة المستهدفة. وأشارت إلى أن كيري أجرى كذلك جولة من الاتصالات الدبلوماسية بنظرائه في السعودية والأردن وتركيا، حيث أكد خلالها أهمية التحديد السريع للحقائق ، كما شدد على جدية وخطورة أي استخدام للأسلحة الكيماوية