قالت صحيفة "الجارديان" البريطانية، إن مقتل أكثر من 600 شخص في مصر، هذا الأسبوع أدى إلى إدانة وقلق على المستوى الدولي، ولكن يبدو أن الحكومة المصرية المدعومة من الجيش تتمتع بالدعم المحلي الهائل لحملتها الدامية ضد جماعة الإخوان المسلمين, بحسب وصف الصحيفة. أشارت الصحيفة إلى إن وسائل الإعلام المصرية تصور, بشكل قاطع, الحركة الإسلامية ب "الإرهابيين" الذين يعملون على إثارة الانقسامات الطائفية، بدعم من مؤامرة غربية شريرة تستهدف مصر. ووصفت الصحيفة، تصريحات الحكومة والتحيز الشعبي ضد الإخوان، بتغذية لنزعة قومية متحدية يمكن تفسيرها على إنها دعم الملايين لوزير الدفاع عبد الفتاح السيسي، الذي أطاح بالرئيس السابق محمد مرسي. وأكدت الصحيفة، على وضوح الاستقطاب العميق في مصر منذ أواخر العام الماضي، ولكن أخر ثلاثة أحداث من القتل الجماعي بعد الإطاحة بمرسي قدم أدلة صادمة على القسوة. ونقلت الصحيفة عن صلاح أمين وهو طالب من الشرقية, إن الإخوان يستحقون ذلك لأنهم أرادوا تدمير البلاد، ولهذا السبب كان على الجيش التدخل, مضيفا "أنا مع الجيش والشرطة ضد الإخوان المسلمين، الذين يريدون تدمير مصر وإدارتها بالطريقة التي يريدونها". وأوضحت الصحيفة، إن البعض ميز بين العداء السياسي لجماعة الإخوان المسلمين ومشاعرهم حول قتل الكثير من المصريين، حيث قال المعلق الليبرالي هشام قاسم " حتى أولئك الذين لديهم موقف واضح مثلي ويقولون إننا نواجه كيان إرهابي, لا يسعه إلا أن يشعر بالأسف لجميع هؤلاء الضحايا". من جانبه, استشهد محللون بتزايد العداء لجماعة الإخوان منذ ثورة عام 2011، وخصوصا خلال فترة حكم مرسي, حيث قدر حازم قنديل، وهو عالم في الاجتماع السياسي المصري في جامعة كامبردج , أن حوالي 80? من المصريين يشعرون بخيبة أمل تامة تجاه الإسلاميين الذين يمثلهم الإخوان، ويريدون أن يروهم خارج الحياة السياسية"، وأن البعض يدعم للجيش ويطالب بتولي السيسي السلطة. وقال الصحفي المخضرم هاني شكرالله: إن شدة الكراهية ل حكم الإخوان المسلمين لم يسبق له مثيل، فهو فاق كراهية نظام مبارك، لأنه على وجه التحديد محاولة لإعادة إنشاء نظام استبدادي. كما أشارت الصحيفة إلى لوم المسئولين والليبراليين المصريين لوسائل الإعلام الغربية لانحيازها لجانب واحد في حين تجاهلوا أوجه القصور في حكومتهم، التي عملت على شرح وتبرير تصرفات قوات الأمن. ونوهت الصحيفة، إلى أن هناك أيضا غضب فيما ينظر إليه على أنه نهج ساذج تجاه جماعة الإخوان، خاصة من قبل الولاياتالمتحدة وبريطانيا. وأكدت الصحيفة إن الشعب المصري يدرك بشدة الموقف الدولي تجاه بلاده، مشيرة إلى ما قاله بعض المصريين إنهم لا يريدون مساعدات من قطر، أو تركيا آو أمريكا، ولا يريدون تدخلات بل يريدون أن يحكموا أنفسهم.