دعا وزير الخارجية الأميركي جون كيري، نظيره العراقي هوشيار زيباري، إلى بذل مزيد من الجهد "لوقف تدفق الأسلحة إلى سوريا عبر الأجواء العراقية". واتفقت الولاياتالمتحدة والعراق خلال محادثات في واشنطن بين كيري وزيباري، على تعزيز التعاون بينهما لمنع إيران –على ما يبدو- من إرسال أسلحة عبر المجال الجوي العراقي إلى سوريا التي تشهد حربا بين قوات حكومة الرئيس بشار الأسد ومعارضيه منذ أكثر من عامين. وقال مسؤول أميركي كبير إن المساعدة الأميركية للعراق ستتضمن تبادل معلومات استخبارية على المدى القصير، على أن يعقب ذلك بيع نظام متكامل للدفاع الجوي ومقاتلات إف-16 في صفقة بقيمة 2.6 مليار دولار. وقال المسؤول الأميركي إن الطرفين ناقشا تداعيات الحرب في سوريا، والمشاكل السياسية الناجمة عن المظاهرات المتصاعدة ضد سياسات رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي، بالإضافة إلى هجمات تنظيم القاعدة المتنامية ضد الحكومة العراقية. وقال كيري "إن العراق حقق بعض التقدم في التعامل مع هذه المشكلة، والتدفق العكسي للأسلحة من سوريا إلى العراق، منذ أن زار بغداد في مارس، لكن هناك حاجة إلى المزيد من الجهود". وأضاف كيري: "إنه مسار ذو اتجاهين، وهو مسار خطير." ونفى زيباري بعد محادثاته مع كيري "وجود أي متشددين عراقيين يذهبون إلى سوريا بموافقة الحكومة العراقية"، موضحا أن العراق "يتبنى موقفا محايدا في تعاطيه مع الأزمة السورية"، مؤكدا في الوقت نفسه، أن العراق "لا يزود النظام السوري بأسلحة أو أموال أو نفط". ومنذ أشهر، تعصف بالعراق موجة من العنف، لا سيما بعد اقتحام قوات أمن عراقية ساحة اعتصام الحويجة، الذي خلف عشرات القتلى والجرحى. ولقى أكثر من 3000 شخص حتفهم في الشهور القليلة الماضية في العراق، ما أثار مخاوف من انزلاق البلاد في موجة من العنف الطائفي. وفي أحدث الهجمات، أدت سلسلة تفجيرات بسيارات مفخخة في العاصمة العراقية، الخميس، إلى مقتل 42 شخصا على الأقل وإصابة العشرات.