قام وزير الخارجية الأمريكي، جون كيري، اليوم الأحد، بزيارة لم يعلن عنها مسبقًا للعراق، وقال إنه: "أبلغ رئيس الوزراء نوري المالكي قلقه بشأن طائرات إيرانية تعبر أجواء العراق لنقل أسلحة إلى سوريا".
وقال مسؤول أمريكي طلب عدم الكشف عن اسمه، إن واشنطن تعتقد أن مثل تلك الرحلات وعمليات النقل البري تحدث بشكل شبه يومي، وتساعد الرئيس السوري بشار الأسد في مساعيه، لقمع انتفاضة مناوئة لحكمه دخلت عامها الثالث.
وذكر كيري، أنه أبلغ المالكي بأن تحليق طائرات إيرانية عبر المجال الجوي العراقي "يمثل مشكلة".
وأضاف للصحفيين، قائلا: "كل ما يدعم الرئيس (بشار) الأسد يمثل مشكلة"، أوضحت تمامًا لرئيس الوزراء أن تحليق طائرات من إيران يساعد في بقاء الرئيس الأسد ونظامه.
وأشار المسؤول الأمريكي قبل الاجتماع، إلى أن الحكومة العراقية فتشت طائرتين فقط منذ يوليو الماضي، مشيرًا إلى أن كيري سيؤكد أن بغداد لا تستحق أن يكون لها أي دور في المحادثات حول مستقبل سوريا مالم تحاول وقف تدفق الأسلحة.
ونفى المسؤولون العراقيون السماح بنقل أسلحة من إيران إلى سوريا عبر المجال الجوي العراقي، وقال عباس البياتي، عضو لجنة الأمن والدفاع بالبرلمان العراقي: "نحن قمنا بواجبنا بتفتيش عشوائي لعدد من الطائرات الإيرانية ولم نجد سلاحًا مسربًا أو مهربًا عبر العراق."
وأضاف "إذا كانت أمريكا في هذا الصدد حريصة على هذا الأمر (إجراء المزيد من عمليات التفتيش) عليها أن تزودنا بالمعلومات التي لديها."
وبعد مرور نحو عشر سنوات على الغزو الأمريكي للعراق، الذي أطاح بالرئيس السابق صدام حسين لا يزال العراق يعاني من المسلحين والانقسامات الطائفية والخلافات السياسية بين الشيعة والسنة والأكراد، الذين يتقاسمون السلطة في حكومة المالكي، الذي ينتمي إلى الطائفة الشيعية.
ويستعيد المسلحون السنة المرتبطون بتنظيم القاعدة قوتهم في العراق مدعومين بالحرب الدائرة في سوريا المجاورة، التي يقاتل فيها السنة الأسد حليف إيران وكثفوا هجماتهم على الأهداف الشيعية في الأشهر الماضية، في مسعى لإثارة مواجهة طائفية على نطاق أوسع.
وأجرى كيري محادثات مع ممثلين للطوائف الثلاث؛ ومن بينهم رئيس مجلس النواب العراقي، أسامة النجيفي المنتمي إلى السنة.
وتحدث كيري هاتفيًا مع مسعود البرزاني، رئيس إقليم كردستان العراق، الذي تمضي حكومته قدمًا في خطط، لإنشاء خط أنابيب نفطي إلى تركيا، تخشى واشنطن من أن يؤدي إلى تقسيم العراق.
وقال مراسلون حضروا جلسة لالتقاط الصور في بداية محادثات كيري والمالكي بأن وزير الخارجية الأمريكي قال مازحًا: "إن الوزيرة السابقة هيلاري كلينتون أكدت أن العراق سيفعل أي شيء تطلبه واشنطن".
ونقل الصحفيون عن كيري قوله: "أخبرتني الوزيرة (السابقة) بأنكم ستفعلون كل ما أقوله، وأشار الصحفيون إلى أن المالكي رد مازحًا أيضًا بقوله "لن نفعل."
وذكر المسؤول الأمريكي، أن كيري طلب أيضًا من المالكي والحكومة العراقية خلال المحادثات إعادة النظر في قرار تأجيل الانتخابات المحلية في محافظتي الأنبار ونينوي، اللتين تقطنهما أغلبية سنية.
وأجلت الحكومة العراقية في الأسبوع الماضي الانتخابات، التي كانت مقررة يوم 20 إبريل لنحو ستة أشهر بسبب المخاطر، التي تتهدد العاملين في الانتخابات والعنف هناك، في خطوة تعتقد واشنطن أنها تزيد من التوتر.