قام وزير الخارجية الامريكي جون كيري بزيارة لم يعلن عنها مسبقا للعراق اليوم الاحد التقى خلالها برئيس الوزراء نوري المالكي. وقال مسؤول أمريكي كبير إن من المتوقع ان يحث وزير الخارجية الأمريكي المالكي على التأكد من أن الطائرات الإيرانية التي تمر فوق العراق لا تحمل أسلحة أو مقاتلين إلى سوريا. وأضاف المسؤول الذي طلب عدم نشر اسمه أن واشنطن تعتقد أن رحلات جوية وعمليات نقل بري من هذا القبيل تحدث بصفة شبه يومية وتساعد الرئيس السوري بشار الأسد في قمع انتفاضة مناوئة لحكمه دخلت عامها الثالث. وتابع أن الحكومة العراقية لم تفتش سوى طائرتين منذ يوليو تموز الماضي مشيرا إلى أن كيري سيؤكد أن بغداد لن تستحق أن يكون لها أي دور في المحادثات الخاصة بمستقبل سوريا ما لم تحاول وقف تدفق الأسلحة. ونفى المسؤولون العراقيون السماح بنقل أسلحة من إيران إلى سوريا عبر المجال الجوي العراقي. وبعد نحو عشر سنوات من الغزو الأمريكي للعراق الذي أطاح بالرئيس السابق صدام حسين لا يزال العراق يعاني تمردا وانقسامات طائفية وخلافات سياسية بين الشيعة والسنة والأكراد الذين يشاركون في السلطة من خلال حكومة المالكي الذي ينتمي إلى الطائفة الشيعية. ويستعيد المتمردون السنة المرتبطون بتنظيم القاعدة قوتهم في العراق مدعومين بالحرب الدائرة في سوريا المجاورة التي يقاتل فيها السنة الأسد حليف إيران وكثفوا هجماتهم على الأهداف الشيعية في الأشهر الماضية في مسعى لإثارة مواجهة طائفية على نطاق أوسع. وذكر المسؤول الأمريكي أن كيري سيطلب أيضا من المالكي والحكومة العراقية خلال المحادثات إعادة النظر في قرار تأجيل الانتخابات المحلية في محافظتي الأنبار ونينوى اللتين تسكنهما أغلبية سنية. وأجلت الحكومة العراقية الأسبوع الماضي الانتخابات التي كانت مقررة يوم 20 أبريل نيسان لفترة تصل إلى ستة أشهر بسبب المخاطر التي تهدد العاملين في الانتخابات وأعمال العنف في المحافطتين في خطوة تعتقد واشنطن أنها تزيد التوتر. وقال المسؤول الأمريكي إن كيري سيحث اسامة النجيفي رئيس البرلمان السني - الذي دعا السنة إلى الانسحاب من الحكومة - على التعاون مع المالكي رغم عدم ثقة السنة في رئيس الوزراء الشيعي. ومن المقرر أن يجري كيري اتصالا هاتفيا بمسعود البرزاني رئيس إقليم كردستان العراقي الذي تمضي حكومته قدما في خطط لإنشاء خط أنابيب للنفط إلى تركيا تخشى واشنطن أن يؤدي إلى تقسيم العراق.