حذر وزير الخارجية الأمريكي جون كيري الخميس 15 أغسطس، من مخاطر تقويض استقرار العراق بواسطة متطرفين سنة وشيعة. وقال كيري لدي استقباله نظيره العراقي هوشيار زيباري، أن "العراق يواجه تطورات إقليمية تزداد اضطرابا وعنفا ولا يمكن توقعها، فالمتطرفون السنة والشيعة على جانبي الشرخ الطائفي في المنطقة، قادرون على تهديد استقرار العراق إذا تعذرت السيطرة عليهم". ويشهد العراق عودة لأعمال العنف التي تحمل على التخوف من عودة الصراع الديني الذي حصل في 2006-2007. وأدان وزير الخارجية الأميركي "سلسلة الهجمات الوحشية التي تشنها القاعدة على العراقيين الأبرياء وخصوصا الاعتداءات المؤسفة بالقنابل على عائلات كانت تحتفل بعيد الفطر". وقال كيري "نعرف أن شبكة القاعدة تتمدد إلى خارج حدود العراق"، ملمحا بذلك إلى سوريا، وخلال محادثات بين وفدين من البلدين ستجرى في وزارة الخارجية الأمريكية، ينوي كيري "مناقشة تدفق الأسلحة الآتية من سوريا إلى العراق وتدفق الأسلحة التي تعبر العراق إلى سوريا". وقال كيري "انه معبر في الاتجاهين ومعبر خطر"، داعيا ضيفه إلى "إحراز تقدم كبير" على هذا الصعيد. وتتهم الولاياتالمتحدة منذ أشهر العراق بالتغاضي عن طائرات آتية من إيران وتحلق فوق الأراضي العراقية وتشتبه واشنطن في أنها تنقل أسلحة إلى نظام الرئيس السوري بشار الأسد. ويحصل النظام السوري الذي يقاتل تمردا سنيا على دعم من إيران وحزب الله الشيعيين، وتحكم العراق اليوم أكثرية شيعية. وأضاف كيري "سنتحدث عما يقوم به حزب الله وإيران اللذين يحاولان صب الزيت على نار النزاع الإقليمي الخطر على الجانب الأخر من الحدود" في سوريا. وأجاب زيباري أن العراق تبنى "موقفا محايدا ومستقلا حيال النزاع السوري"، وأضاف "أننا نقف على مسافة من طرفي النزاع ولم يقدم العراق أسلحة ولا مالا ولا نفطا إلى النظام السوري". وفي ما يتعلق بالنزاع بين السنة والشيعة، أكد زيباري أن العراق "لا يواجه لا حربا أهلية ولا حربا طائفية"، وأضاف "كنا كذلك في 2007 و 2008، ولن نعود إليها أبدا"، ملمحا إلى أعمال العنف الدينية في تلك الفترة. وهزت سلسلة هجمات منسقة بغداد صباح الخميس وأسفرت عن مقتل 23 شخصا وإصابة أكثر من 75 آخرين بحسب مصادر رسمية. وتأتي الهجمات غداة تعهد رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي بمواصلة العمليات العسكرية وضرب "حواضن الإرهاب" بدون هوادة "حتى حماية الشعب من الإرهاب".