قالت : لا عزاء في الشهداء حتى يسقط الانقلاب ما يحدث شبيه بمجزرة غزة 2008 الشرطة عادت لوجهها القبيح الذي عرفناه قديما الإعلام والليبراليون المزيفون لم يرمش لهم جفن من مشهد الجثث تحالف الشرعية ليس فقط من الإخوان التاريخ سيذكر بأسوأ صفحاته .. حكومة الببلاوي ومستشاري منصور شبهت الدكتورة نادية مصطفى، المفكرة والأكاديمية البارزة، ما جرى اليوم خلال فض اعتصامي رابعة العدوية والنهضة بالقوة، بمشاهد الاجتياح الإسرائيلي قطاع غزة نهاية عام 2008 ؛ وأكدت أننا نعيش انقلابا دمويا، وأن الإعلام ومدعي الثقافة والليبرالية يوجدون الذرائع لقتل المدافعين عن الديمقراطية في ميادين مصر بدم بارد . وتؤكد الدكتورة نادية أن قادة انقلاب 3 يوليو كما وصفته ادعوا أن النظام المنتخب وتعني به نظام الدكتور مرسي يهدد الأمن القومي في حين أن هم من يفعلون ذلك اليوم بالقتل وإشاعة الطواريء . وأضافت مدير مركز الحضارة للدراسات والرئيس الأسبق لقسم العلوم السياسية بجامعة القاهرة، أننا اليوم نعيش لحظة مؤلمة يتساقط فيها الشهداء وتسيل الدماء في مجازر واضحة للعيان ، ونجد دعاة الثقافة والفكر والأدب والعلم الذين يعملون كأبواق في الفضائيات المصرية ليل نهار ، يتهموننا بأننا نحن الذين نهدد الأمن القومي ، ويتلون المبررات تلو المبررات بدم بارد لقتلنا ، ولا يرمش لهم جفن من الدماء المسالة بالشوارع أو الشهداء المتساقطين والذين كان يمكن أن يكونوا من بينهم هم لو قرر الدكتور مرسي فض اعتصاماتهم ومظاهراتهم المتكررة بهذه الوحشية . وتساءلت نادية مصطفى : لماذا لا نجد فضائية مصرية واحدة تغطي بحيادية ما يجري بميداني النهضة ورابعة، رغم أن كاميراتهم كانت تصل لتلك المناطق حتى صبيحة اليوم؟ ، ما يعني أنهم كانوا يعلمون بموعد فض الاعتصام ، ناهيك عن كونهم يلوثون وعي مشاهديهم بتحليلات الخبرات التي تشبه السم الزعاف والتي تستجدي السعادة إزاء مشاهد الدماء المسفوحة بلا تحرك لضمير أو دعوة لمراجعة ، بل وفي إصرار على أن ما جرى تأخر كثيرا وكان يجب فعله من قبل !! والفضائيات تضع صورا لمحترفي قتل معدودين في المحافظات وتروج لأنهم من جماعة الإخوان المسلمين وأن وجهوا نيرانهم للشرطة فردت عليهم الأخيرة بهذا الاجتياح الوحشي وبالتالي فنحن أمام تغطية إعلامية خادمة لأغراض الاجتياح مثلها مثل خطط الاعلام الجهنمية التي اعدت طوال عامين ونصف حتى وصلنا لتصفية معارضي الانقلاب . والاعلام أيضا لا يذكر أي معارض للانقلاب سوى جماعة الإخوان المسلمين ويتناسى أنه تحالف وطني لدعم الشرعية وليسوا جميعا إخوان ولا إسلاميين حتى ، فبينهم تيارات ثورية . والغاية اتضحت من ذلك هو توجيه ضربة قاسمة لفصيل سياسي وهو الإخوان المسلمين شارك بثورة يناير ولكن خصومه كرهوا فوزه عليهم في الانتخابات . وتصف الدكتورة نادية ما جرى بأنه قتل منظم بالرغم من الادعاء المسبق بأنه سنشاهد فضا سلميا للاعتصامات بالغازات والمياه ، فرأينا فضا دمويا لدرجة أسقطت كل هؤلاء الشهداء مع بداية عملية الفض . وأضافت : هل يسعدكم اليوم مشهد الجثث أو مشهد السيدات المحاصرات أو المعتصمين الذين تلقوا وعودا بالخروج الآمن من الاعتصام فإذا بهم يزج بهم في عربات الشرطة ، حتى وصلنا لاعتقال المصابين بسيارات الإسعاف ؟!. لقد جاء الانقلاب ب19 محافظا عسكريا في تمهيد لما يحدث اليوم ، وتحالف العسكريون مع فلول نظام مبارك وأعوانه وأصحاب المصالح وبعض التيارات الثورية مع الأسف لفعل هذه الخطة الجهنمية والإطاحة بنظام مصري منتخب . لكن الثورة ضد الانقلاب ، كما تؤكد الدكتورة نادية ، ستستمر ولن يفل في عزمها الضربات التي وجهت لها وللمعتصمين، وكانت النتيجة خروج الغاضبين في جميع المحافظات والذين خرجوا بتلقائية وعفوية يعبرون عن غضبهم ضد الشرطة وهي الجهة التي ناصبت ثوار يناير العداء وعادت لوجهها القبيح بعد انقلاب 3 يوليو كما لو كنا في 28 يناير جديدة ولكنها اليوم تبادر دون اعطاء الفرصة اللازمة للحلول السلمية . وهناك من يلقي المسئولية على جماعة الإخوان المسلمين لأنها لم تستجب لمبادرة شيخ الأزهر ولكن الدكتورة نادية وصفت المبادرة بغطاء لشرعنة فض الاعتصام . وترى الدكتورة نادية أننا في لحظة مخاض لمواجهة الثورة المضادة وسوف ندخل بموجة ثورية جديدة ستنبثق عن هذا الكم من الغضب وتأمل أن يتحمل الجميع مسئولية المرحلة . والخوف الشديد أن تلصق تهم الإرهاب والعنف على الغاضبين دون تذكر لأنهم ردوا على العنف والإرهاب الأكبر الذي مارسته الدولة بحقهم بمدرعاتها وطائراتها وقناصتها ، خاصة وأننا بعد إعلان حالة الطواريء لم نعرف لحظة كتلك منذ 30 سبتمبر 2001 إلا حين فرض الرئيس مرسي حظر التجول لمدة محدودة وفي محافظات محددة ، ولكننا اليوم سنشهد مسلسل الإجراءات القمعية وأعمال القتل والاقتحام ومحاكم أمن الدولة وهو انقلاب دموي بكل المقاييس . وتقول الدكتورة نادية للمشاركين في الحكومة الحالية ومستشاري الرئيس مثل الدكتور حسام عيسى وغيره سيذكركم التاريخ في أسوأ لحظاته ليس فقط لأنكم جئتم على فوهات الدبابات بعد أن فشلتم في المجيء عبر الانتخابات ، ولكن أيضا لأنكم كنت المسئولين عن الدماء التي سالت بالشوارع بلا جريرة لأصحابها ارتكبوها سوى الدفاع عن الشرعية فأصبحت أيديكم ملوثة بدماء المصريين، وسيظل ذلك جرحا غائرا بقلوب المصريين جميعا، وقد استخدم قادة الانقلاب قسما من المصريين ضد الآخر، ثم طلب منهم تفويضه في سحقهم . أخيرا في كلمتها لمحيط قالت الدكتورة نادية – وسط دموعها - لا عزاء في الشهداء حتى يسقط الانقلاب ؛ لقد قتلونا ولسنا إرهابيين ولكننا معارضون للانقلاب .