تضامنا من شبكة الإعلام العربية "محيط" مع القضية الفلسطينية ومطالبة السلطة بالحصول على اعتراف بدولة فلسطين وهو التحرك الذي تعارضه الولاياتالمتحدة وإسرائيل. نرصد أهم آثار هذه البقعة التي تضعها على خارطة العالم وتدلل على استقلاليتها وأحقية أهلها بها وإن رفض العالم كله الاعتراف بها. ويكفى أن تعلم كل شعوب العالم الحقيقة جلية وأن هذه الأرض محتلة من قبل مجموعة مغتصبين طال الزمن أم قصر فسوف يخرجون منها، وبعيدا عن أروقة الأممالمتحدة ومكيالها الباطل. تحكي لنا آثار فلسطين أنها أرض عربية وليس للصهاينة ولا شبر واحد منها.
الأقصى وأولى هذه الآثار وأهمها هو المسجد الأقصى المبارك، الذي كرمه الله سبحانه وتعالى بقوله :" سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آَيَاتِنَا إِنَّه هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ " سورة الإسراء، وعنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" لا تشدُّ الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد، المسجد الحرام، ومسجدي هذا "المسجد النبوي"، والمسجد الأقصى "
ويعد المسجد الأقصى من أهم وأشهر معالم المسلمين، فهو أولى القبلتين وهو ثاني مسجد بناه أبو الأنبياء سيدنا إبراهيم عليه السلام بعد المسجد الحرام بمكة، وجاء في حديث أبي ذر الغفاري، رضي الله عنه، قال: "قلت يا رسول الله: أي مسجد وضع في الأرض أول؟ قال: المسجد الحرام . قلت: ثم أي؟ قال: المسجد الأقصى، قلت: كم بينهما؟ قال: أربعون سنة".
والمسجد الأقصى كما أوضح د. محمد الكحلاوي أستاذ الآثار والعمارة الإسلامية، وأمين عام اتحاد الأثريين العرب ل "محيط"، هو ما يطلق على كامل المساحة التي تتخذ شكل مستطيل غير متساوي الأضلاع والتي تحيط بالمقدسات الإسلامية داخل المسجد الأقصى.
ويكمل د. الكحلاوي أن "المسجد الأقصى" كان تخطيطه عبارة عن صحن أوسط كبير وعدد من الأروقة أي أن المسجد الأقصى كان يشكل كامل مساحة الحرم القدسي المعروف، ولكن بعض الكوارث الطبيعة والتعديات على عمارة هذا المسجد عبر العصور أدت إلى اختصار مساحته في الضلع الجنوبي من مساحة الحرم القدسي.
تاريخيا ويوضح الكحلاوي أن مساحة المسجد الأقصى كانت في العهد الأموي أكبر بكثير مما هي عليه الآن، وقد ظل المسجد قائمًا بتخطيطه الأصلي الأموي حتى سنة 130هجرية/ 746 ميلادية، حيث تهدم جانبيه الغربي والشرقي جراء الهزة الأرضية التي حدثت في تلك السنة، وتبقى 7 أروقة فقط من أصل 15 رواق.
يقع المسجد الأقصى في جنوب شرق مدينة القدس المسورة، أو ما يعرف بالبلدة القديمة. وتبلغ مساحة المسجد قرابة 144 دونماً، وحدة قياس استعملت في الإمبراطورية العثمانية ويعادل الدونم الواحد 1000 متر مربع، أي سدس مساحة البلدة القديمة.
ويشمل المسجد الأقصى مسجد قبة الصخرة والمسجد الأقصى "المسجد القبلي" و200 من المعالم الآثرية الأخرى، وللمسجد الأقصى أربعة مآذن: مئذنة باب المغاربة الواقعة الجنوب الغربي، مئذنة باب السلسلة الواقعة في الجهة الغربية قرب باب السلسلة، مئذنة باب الغوانمة الواقعة في الشمال الغربي، ومئذنة باب الأسباط الواقعة في الجهة الشمالية.
وقد توالت على المسجد الأقصى عمليات البناء والتعمير، حيث عمره نبي الله إبراهيم عليه السلام حوالي العام 2000 قبل الميلاد، ثم تولى مهمة بناؤه أولاده الأنبياء إسحاق ويعقوب من بعده، كما جدد نبي الله سليمان بناءه، حوالي العام 1000 قبل الميلاد، عليهم السلام جميعا.
ومع دخول الإسلام أرض فلسطين عام 15 ه - 636م بنى عمر بن الخطاب الجامع القبلي، كنواة للمسجد الأقصى. وفي العام 72 ه خلال عهد عبد الملك بن مروان شيد مسجد قبة الصخرة، ثم أتم الخليفة الوليد بن عبد الملك البناء خلال فترة حكمه التي امتدت من عام 86 96ه / 705 -714م.