«السِمنّة» والنظام الغذائي الغير سليم أكبر المخاطر على الكبد حقن "الانترفيرون" تستنزف بعض المرضى ماديًا ولها مضاعفات شديدة. المريض يتأثر سلبًا بالسمنة وعدم ترشيد الطعام واختلال النظام الغذائي الصحي . بعض حالات التوتر التي تصيب الإنسان قد تسبب فقدان للشهية المضاعفات الصحية التي يتعرض لها مريض الكبد نتيجةالنظام الغذائي، والفرق بين الجوع النفسي، والجسدي، والعوامل النفسية والبيولوجية، التي تُسهم في جوع النفس نتيجة الأعراض النفسية والعضوية، أسئلة تدور في عقل العديد من المصريين والعرب على الدوام، لذلك التقت شبكة الإعلام العربي "محيط" الدكتور سيد شلبي أستاذ أمراض الكبد والجهاز الهضمي بطب عين شمس، واستشاري التغذية العلاجية والعلاج بالأعشاب، وكان لنا معه هذا الحوار: بداية هل يمكن أن تخبرنا عن أبرز المضاعفات والأزمات التي تواجه مرضى الكبد؟ مريض "فيروس c" ضحية لعدد من الاعتداءات، أولها الضغوط النفسية التي تكون عليه وعلى الأسرة، عندما يعرف أنه مريض بالكبد -حتى لو كان الفيروس غير نشيط وفي مراحله الأولى- فتحدث له انتكاسة نفسية وتؤثر على المحيطيين به، كما أنه عُرضة أيضاً لنصب بعض شركات الأدوية، وبعض الأطباء الذين يستهلكون أدوية الكبد للمرضي وخاصة في أدوية تدعيم الكبد وتنشيطه، أو المكملات الغذائية، وهي في غالب الأمور غير ضرورية. ماذا عن آخر الاكتشافات الطبية لعلاج مرض فيروس سي؟ ليس هناك علاج مثالي لمرض "فيروس c" حتى الآن، ومضادات الفيروسات الموجودة في الأسواق ومنها حقن "الإنترفيرون" تكلف المرضى مبالغ باهظة، ولا تفيد إلا في حوالي 60% من الحالات فيما يصل معدل الانتكاسة المرضية رغم تناول تلك الحقن إلى 40%، ورغم ذلك فتكلفة "الانترفيرون" عالية على المريض إلا أنه له مضاعفات شديدة وبعض المرضي لا يتحملوه. وما هي الأسس العلمية التي بُني عليها تقسيم مرضى الكبد؟ مرضىَ الكبد يُقسمون لمجموعات، فلو كان الكبد متكافئ الوظائف، إذن لا يوجد فشل كبدي، وهذا المريض ليس له نظام غذائي معين، ولكن يسمح له بالتغذية العادية كسائر البشر، إلا إذا كان زائد الوزن أو بدين وفي هذه الحالات يكون هناك تدهّن على الكبد ومستقبليا هذه الترسبات الدهنية على الكبد تسبب التهابه وارتفاع أنزيماته، ويساعد ذلك على تنشيط الفيروس ويجعل الاستجابة لمضادات الفيروسات أضعف، وينصح هذا المريض باتباع إرشادات غذائية كالتي ينتهجها مرضى "السمنة" لإنقاص معدلات الدهون والوزن، ولتقليل تراكم الشحوم على الكبد. وماذا عن مريض الكبد وتغذيته؟ مريض الكبد الغير مُصَاحب باعتلال كبدي وبائي غير مخي، يدخل أحيانًا في بوادر الغيبوبة، ويجب أن يُقَلل له الملح في الأطعمة، ويُمنع من تناول الأملاح والمخللات، أو على أقصى تقدير يجب التقليل منها، للحد من استسقاء البطن، وتورم القدمين، وينصح أن تكون وجباته عبارة عن مكملات غذائية طبيعية وليست صناعية جاهزة، وكثيرُ من الأطباء غير المتخصصين ينصحون مريض الكبد في هذه الحالة بتقليل جرعات البروتين والدهون حتى لا تتدهور صحته، علمًا بأن فقدان الوزن لمريض الكبد يمثل خطر شديد عليه. غذاء سليم بمقدار وما الغذاء السليم لمريض الاعتلال الكبدي المخي؟ الاعتلال الكبدي المخي، يعاني صاحبه من الإصابة ببوادر الغيبوبة الكبدية التي تؤثر على السلوك مثل رعشة اليدين، وعدم التركيز والرغبة في النوم، وهذه الحالات لا يجب منعها تماماً من البروتين، كما ينصح بعض الأطباء خطئًا، ولكن يتم تحديد الكمية لتصل إلى 70 جراماً يوميًا، ويفضل البروتين الموجود في الألبان، حيث يحتوي اللبن على أجود البروتينات في مقدار يترواح من 3 إلى 3.5 جرام في كل 100 سم لبن، كما يوجد البروتين المفيد لمريض الكبد في بياض البيض، والذي يحتوي على كل الأحماض الأمينية الأساسية، ولذلك تجد أن نمو الأطفال يعتمد بصفة أساسية على اللبن، كما أن هناك البروتين النباتي المتمثل في عيش الغراب وهو سهل الهضم ومغذي، إضافة إلى اللحوم البيضاء ولا يجب منع اللحوم الحمراء عن مريض الكبد ولكن بمقادير. هل هناك أنظمة غذائية أخري تلزم لمريض الكبد؟ هناك بعض أمراض الكبد النادرة التي يوصى فيها ببعض الملاحظات الطبية واتباع النصائح العلاجية، مثل مريض الكبد الناتج عن تراكم الحديد في الكبد والمعروف ب "الهيما زورازوس" خاصة أن تراكم الحديد في الكبد وبنسب عالية يؤدي إلى تليف الكبد واعتلاله، وقد يكون منسوب الحديد بالجسم عالي نتيجة العوامل الوراثية وفي هذه الحالة يجب الإقلال من تناول الأطعمة التي تحتوي على الحديد كدواء أو تقليل الأغذية التي تحتوي على الحديد بكثرة. السمنة وخطورتها ما أكثر التأثيرات السلبية على مرضي الكبد؟ يتأثر المريض سلبًا بالسمنة وعدم ترشيد الطعام وعدم انتظام الغذاء الصحي والجيد المتوازن، فينشط الفيروس وتحدث انتكاسة الكبد ودخول المريض في مرحلة رجوع المؤشر العلاجي الصحي، ويجب الحفاظ على الوزن المناسب. كيف يتم تقوية مرضى الكبد جنسيًا؟ بواسطة السيلينيوم الذي ينشط الحالة الجنسية وعملية الإخصاب، لدرجة أن بريطانيا تخلطه مع الأعلاف للماشية لزيادة التوالد والتكاثر ومنذ سبعينيات القرن الماضي بدأت في إضافته على الدقيق والأغذية لمعالجة نقص السكان وزيادة القدرة الانجابية للبريطانيين، والسيلينيوم موجود في مصر بكثرة ومتوافر في البصل والثوم والجرجير، وهو يعد مصدر طاقة حيوي ومنشط فاعل للجنس، ومولد للطاقة الذهنية والجنسية في حالات الخمول الكبدي، ويُوصىَ لمريض الكبد أيضا بتناول نباتات مصرية مثل الشاكورية والسريس والفجل، وهذه من أسرار ارتفاع معدل الخصوبة الإنجابية في مصر. ما هي العوامل التي تسبب فقدان الشهية للطعام وفقدان الوزن؟ هناك عواملَ وراثية وعوامل سلبية متعلقة بالتربية في الصغر، تتسبب في خلل التغذية أو فقدان الشهية للطعام، وهذه القابلية الغذائية إذا وجدت مناخاً نفسياً أو اجتماعياً أو بيئياً أثناء النشأة، فقد تُحدث أعراضاً تتمثل في العزوف التام عن الغذاء، وتسبب مخاطر الإصابة بمرض anvreczia nervosa وهو مرض عادة ما يصيب الإناث بأكثر مما يصيب الذكور، وفيه تعزف المريضة عن الطعام لدرجة أنها قد تخفيه أو قد تتعمد التقيؤ بصفة مستمرة، مما يحدث معاناة شديدة وفقدان للوزن وهذا يرجع لخلل نفسي، وخلل في صورة المريضة الذهنية عن وزنها ورغبتها في أن تصبح رشيقة. وما أبرز المخاوف النفسية التي تسبب ضعف التغذية؟ المريضات بهذا المرض يخافون عادة من اكتساب وزن زائد، خاصة إذا كان من حولها يشتكون من البدانة ومضاعفاتها الصحية، ويمارسون أنواعاً من العلاجات الشاقة ويتبعون أنظمة غذائية مرهقة لفقدان الوزن، وإذا كانت المريضة قد نشأت في بيئة تعاني من هذا المشكلة وتخاف من تناول الغذاء لدرجة تتصور في مخيلتها أنها عملية اغتصاب قد تتعرض لها. كيف يمكن التغلب على الجوع النفسي واكتشافه؟ هذه المشكلة يعرفها الأطباء المشتغلون بالتغذية، ولكنها تحتاج أيضًا للمتابعة مع استشاري نفسي، والأمر يحتاج لعلاج نفسي يمتد لوقت طويل، وأحيانًا لا يدرك المريض، أن الأمر سبب نفسي أكثر ويرجع لعوامل سلبية في المحيط الاجتماعي في النشئة أكثر منه سبب عضوي، ويذهب المرضي لأطباء الجهاز الهضمي نتيجة كثرة التقيؤ ورفض الطعام خوفًا من البدانة، وهو ما يُعرف بالأعراض النفسية التي تسبب سوء التغذية، والتقيؤ بهذه الصورة المستمرة قد يصاحبه دماء وقد يُجري استشاري الجهاز الهضمي "منظار" للمريض، ولا يجد سبب عضوي لهذا القيئ الدموي، وقديكتشف صدفة من خلال الحديث عن بوادر النشئة وطبيعة الأطعمة والبيئة المحيطة للمريض،ويتم اكتشاف أن السبب وقتها نفسي وليس عضوي. الأميرة ديانا وخوف البدانة ومن أشهر الشخصيات التي اصيبت بهذا المرض؟ هناك بعض المرضي الذين يكون لهم قابلية شديدة للطعام ويتناولونه بشراهة شديدة، وهم في نفس الوقت يخافون من البدانة فيحدث لهم خلل نفسي وعضوي، وأشهر المصابات بهذا الخلل في القابلية للطعام والرغبة في الرشاقة هي أميرة ويلز الراحلة "ديانا"، وفي هذا المرض يعمد المريض لنوبات من الإكثار في الطعام وتناول الشيكولاته يليها محاولة التقيؤ بسب الخوف من البدانة، وهذا المرض أيضا يأتي بسبب خلل في صورة المريض الذهنية داخل ذهنه، أو بسبب الهوس الشديد بالقوام الممشوق والرشاقة في نفس وقت حبهم للطعام والشراهة له. أخيراً ما تأثير حالات التوتر النفسي على شهية الإنسان؟ بعض حالات التوتر التي تصيب الإنسان قد تسبب فقدان للشهية وهم نوعان، هناك من يتأثر نفسياً فيَعمد إلى تناول كميات هائلة من الطعام تأتي على صحته بالسلب، وتحدث انتفاخاً ومشاكل في القولون والجهاز الهضمي، وهناك من يعزفون عن تناول الأطعمة فيحدث لهم سوء تغذية وخلل غذائي عكسي، وهو ما يحدث عادة لكبار السن والسيدات في حالتهن النفسية السيئة.