عند دخول شهر رمضان المبارك، يكثر عادة السؤال عن الصيام لمرضى الكبد، وهل سيكون ذلك مضرا بهم أم نافعا لهم؟ يجيب عن هذا السؤال الدكتور هشام الخياط أستاذ الكبد والجهاز الهضمي بمعهد تيودور بلهارس قائلا .. تختلف من مريض لآخر حسب نوع مرضه وشدته ومستوى استقراره، وتنصح هؤلاء المرضى بضرورة استشارة الطبيب المعالج عن الصيام وعن النظام الغذائي الواجب اتباعه والنظام البدني المسموح به، وذلك لتسهيل أمور العبادة في هذا الشهر الفضيل. وعادة لا توجد موانع للصيام بالنسبة لأغلب المرضى، خصوصا المرضى الذين لا يعانون من أمراض مزمنة أو مستعصية أو أمراض في المراحل المتأخرة، ولا توجد لديهم مضاعفات من المرض أو أي أمراض أخرى مصاحبة مثل مرض السكري. متى يفضل عدم الصيام؟ يفضل عدم الصيام عادة للحالات التالية: المرضى المصابون بأمراض مزمنة وفي مراحلها المتأخرة، مثل مرضى تليف الكبد (بأسبابه المختلفة) والمصاحبة بفشل كبدي ووجود مضاعفات مثل تكرر الغيبوبة الكبدية والتهاب الغشاء البريتوني في البطن وسوء الحالة العامة والصحية للمريض والإعياء العام، خصوصا إن كانوا مصابين بأمراض مزمنة أخرى مثل السكري وأمراض القلب والكلى وغيرها. المرضى الذين يتعاطون أدوية مدرة للبول، خصوصا بجرعات عالية لعلاج الاستسقاء واحتباس السوائل في الجسم، مما قد يعرضهم لفقد كميات كبيرة من السوائل والأملاح، خصوصا في فصل الصيف، حيث الجو حار ومدة الصيام تكون أطول، ففي هذه الحالة يكون عدم الصيام أفضل. أيضا المرضى الذين يتعاطون أدوية تؤخذ على فترات متقاربة مثل الملينات التي تعطى للمرضى المصابين باعتلال المخ الكبدي والغيبوبة الكبدية وتكرار حدوثها، أو المرضى الذين يتعاطون دواء الانترفيرون Interferon الذي يسبب لهم مضاعفات مثل ارتفاع درجة الحرارة والغثيان والتقيؤ أو الإعياء العام مما قد يجعل الصيام صعبا عليهم، خصوصا في الأيام التي يتعاطون فيها الجرعة العلاجية. بعض المرضى في فترة ما بعد علاج نزيف دوالي المريء عن طريق المنظار بالحقن، يكونون عرضة للإصابة بالقروح، سواء في المريء أو المعدة، وذلك بناء على مكان الحقن العلاجي بالتحديد أو وجود التهابات شديدة وقروح معوية مدمية تستلزم المتابعة والعلاج الدقيق، فيكون عدم الصيام أفضل. فلا صيام أيضا لمريض الالتهاب الكبدي الحاد الذي يصاحبه ربما ارتفاع في درجة الحرارة – غثيان – قئ أو قلة الشهية لأن هذا المريض يحتاج إلى الراحة التامة والتغذية لرفع مستوى السكر الذي يميل إلى الانخفاض في الحالات الشديدة . إذا صام المريض .. فهناك بعض المأكولات التي يجب الامتناع أو التقليل منها؟ كما سبق فان غالبية المرضى يمكنهم تناول الطعام مثل أي شخص آخر، لكن هنالك البعض ممن يجب عليهم مراعاة بعض الأمور في غذائهم، خصوصا المرضى المصابين بالاستسقاء واحتشاء السوائل والمصابين بالاعتلال المخي الكبدي وتكرر الغيبوبة الكبدية أو تناول المدرات للبول. ومن الأمور الواجب مراعاتها: الابتعاد عن الأكل المضاف إليه ملح للذين لديهم استسقاء وتورم في القدمين وسوائل في تجويف البطن. التقليل قدر المستطاع من الدهون الحيوانية الموجودة في اللحوم والألبان ومشتقاتهما، واستخدام كميات قليلة من الدهون النباتية. تقليل كمية البروتينات للمرضى المصابين بمرض مزمن والمصابين بتكرر اعتلال المخ والغيبوبة الكبدية. ومن الأمور الواجب مراعاتها: الابتعاد عن الأكل المضاف إليه ملح للذين لديهم استسقاء وتورم في القدمين وسوائل في تجويف البطن. التقليل قدر المستطاع من الدهون الحيوانية الموجودة في اللحوم والألبان ومشتقاتهما، واستخدام كميات قليلة من الدهون النباتية. تقليل كمية البروتينات للمرضى المصابين بمرض مزمن والمصابين بتكرر اعتلال المخ والغيبوبة الكبدية. الإقلال من العصائر والتمور لما تحتويه من كميات عالية من البوتاسيوم، وذلك للمرضى الذين يتناولون مدرات للبول ومن النوع الذي يؤدي إلى الاحتفاظ بالبوتاسيوم في الجسم مثل دواء «الداكتون» Aldactone، ويمكن تناولها بكميات قليلة ومقننة. عدم الإفراط والإكثار من السوائل للمرضى الذين لديهم استسقاء وتورم في القدمين وسوائل في البطن. أما بالنسبة للمرض التي تم لهم زراعة كبد فيمكنهم الصيام فغالبية هؤلاء المرضى أصحاء ويستطيعون الصيام، فيما عدا نسبة قليلة منهم يكونون بحاجة إلى أخذ أدوية على فترات متقاربة أكثر من مرتين يوميا من مثبطات للمناعة أو غيرها، أو لديهم ضعف في عمل الكلى، أو لأسباب أخرى قد يفضل الطبيب فيها عدم صيامهم. أخيراً نؤكد على أن العلاقة القوية بين الطبيب واختصاصي التغذية والمريض هي أساس نجاح العلاج، واستشارة الطبيب المتخصص ضرورية جدا، حيث إن الإرشاد والتعليمات الطبية تختلف باختلاف المريض وحالته الصحية، وعدم الأخذ برأي غير المتخصصين من الأهل والأقارب والأصدقاء، وذلك لعدم إلمامهم بالخبرة والمعرفة في هذه المواضيع.