- طه حسين مؤلف أغاني عاطفية! - صوت زوجته أوقعه في غرامها ولم يرض عنها بديلاً - هاجم المنفلوطي لرغبته في الشهرة! يحكي كتاب "مشاهير وظرفاء القرن العشرين: حكايات نوادر وطرائف" لمؤلفه هاني الخير عن طرائف في حياة طه حسين، ويقول الكتاب يلاحظ في شخصية الدكتور طه حسين إنها شخصية صدامية من الطراز الأول وهي تثير الجدل فقد اصطدم في بداية حياته العلمية ومنذ فجر شبابه بشيوخ وأستذة الأزهر وانتهى به الأمر إلى أن يخرج من الأزهر مطروداً ولعنات أساتذته تسبقه. ثم اصطدم مع مجلس النواب المصري وذلك بعد صدور كتابه الشهير "الشعر الجاهلي" ثم اصطدم مع الرأي العام العربي والمصري، واندلعت المظاهرات ضده في عديد من العواصم العربية. وبعد ذلك اصطدم مع الملك فاروق ورئيس الوزراء إسماعيل صدقي، لأنه رفض أن يمنح أحد "الباشوات" شهادة الدكتوراة الفخرية، وذلك لأن طه حسين اكتشف أن الباشا يتصف بالغباء والجهل وضيق الأفق، ولم يقدم للحياة الإنسانية ما يستحق الذكر سوى رشوة الملك فاروق. والكتاب يقدم حكايات ولقطات طريفة مستمدة من صميم حياة الدكتور طه، وربما تكون مجهولة لدى كثير من القراء. مؤلف أغان من المفارقات الغريبة أن يكتشف الموسيقيون أن الشيخ طه حسين قد ألف عدة أغان، وأن غوصه في بحار الفقه والتفسير والحديث والنحو والصرف في الأزهر الشريف لم يمنعه أن يمد عالم الطرب والأغاني كما مد عالم الأدب بالشعر. فبينما كانت لجنة الموسيقى في المجلس الأعلى لرعاية الفنون والآداب والعلوم الاجتماعية تبحث في موضوع إحياء ذكرى "كامل الخلعي" و"سيد درويش" و"داود حسني" ونشر تراثهم، إذ بالأستاذ أحمد بسيوني زوج كريمة كامل الخلعي يقدم مجموعة الأغاني التي يحتفظ بها عمه وهي عبارة عن 40 رواية بين أوبرا وأوبريت قدمتها فرقة منيرة المهدية وزكي عكاشة، و500 قطعة غنائية ونشيد لحنها الفقيد، وكانت مفاجأة مذهلة أن رأوا وهم يفحصون الأغاني اسم طه حسين على إحدى الأغنيات المكتوبة بخط الموسيقار الخلعي، وقد كتب عليها من تأليف الشيخ طه حسين وهذه هي: أنا لولاك كنت ملاك غير مسموح أهوى سواك/ سامحني في العشاق انا مشتاق/ ابكي وأنوح بالأشواق". وقد أجمع أعضاء اللجنة وبينهم مأمون الشناوي مؤلف الأغاني المعروف وكلهم من كبار الموسيقيين على أنها من أرق الأغاني التي ظهرت في الخمسين سنة الأخيرة وقد سجلتها شركة "الفونوغراف" بعد أن لحنها كامل الخلعي. نقده للمنفلوطي تصدى طه حسين وكان ما يزال طالبا في الأزهر للأديب الشهير مصطفى المنفلوطي صاحب كتاب "النظرات" تصدى له ينقده نقداً جارحاً فكتب في جريدة "العلم" عدة مقالات كان لها صداها العميق في المجتمعات الأدبية ويخاطب طه حسين المنفلوطي قائلاً: "أيها الكاتب المجيد..أسعد الله صباحك وأحسن مفادك ومراحك..وقوم المزور من شأنك والمعوج من لسانك وألهمك الصواب في الإعراب والإحسان في البيان، فما أعلمك في كل ذلك إلا دعيّا بحثت عن معناك فلم أجد إلا غثاً، وعن لفظك فلم أجده إلا رثاً، وعن أسلوبك فلم ألفه إلا مبتذلاً، وعن مقرظيك فإذا هم بين ظالم ومظوم، ولائم وملوم فسألت الله أن يثأر منك العرب". وقد سأله صحفي بعد أربعين سنة من تلك الحملة، عن سر الحملة على المنفلوطي فأجابه وهو يبتسم: كنت شاباً يريد الشهرة على حساب كاتب كبير معروف، قال له الصحفي لقد أفرطت وتطرفت في النقد، فقال له مقاطعاً: تعني طول اللسان إن سببه في رأيي هو عنف مزاجي ولعل هذا السبب ولا سبب غيره!. أعجبني صوتها فطلبت منها الزواج يقول الدكتور محمد الدسوقي السكرتير الشخصي لعميد الأدب العربي: "...ونحن نقرأ الصحف ورد خبر عن الزواج ومشكلاته في بعض دول العالم، فقال العميد بعد قراءته: كان مذهبي هو مذهب المعري في العزوف عن الزواج ، لأني أحببته وكتبت عنه رسالتي للدكتوراة، قلتُ: يبدو أن زوجتكم كانت السبب في تخليكم عن مذهب أبي العلاء، قال إن زوجتي كانت تقرأ لي في الجامعة بأجر، فأعجبني صوتها وطريقة حديثها، فأحببتها وغلب حبها على مذهب المعري، فطلبت منها الزواج فاستشارت بعض أهلها، فأشاروا عليها بعدم الزواج مني، لأني أجنبي وكفيف ولكنها لم تأخذ بمشورتهم. فقلت: لو كان قدر لكم الزواج من امرأة أخرى، فهل كان سيؤثر ذلك عليكم؟ قال: بالطبع لقد قرأت لي زوجتي سوزان الأدب الكلاسيكي الفرنسي وعاونتني في دراسة اللغة اللاتينية، وفتحت أمامي آفاقاً فكرية أثرت في ثقافتي وأدبي تأثيراً واضحاً. شاهد العالم ببصيرته المعجزة تقول السيدة أمينة كريمة طه حسين: "..كان يتمتع بقدرات خارقة لا يصل إليها إنسان. أذكر في يوم من الأيام أن كنا نجلس حول راديو وكنا نستمع إلى صوت مطرب شرقي كان يغني بصوت ردئ فما كان من طه إلا أن قال "والله العظيم المغني ده أقرع" وفوجئنا حين سافرنا إلى عاصمة ذلك البلد والتقينا بالطرب أنه فعلاً كان قد فقد شعره..كما تصور طه حسين. ويمكنك قراءة صفحات وصف الأشخاص في كتابه شجرة البؤس، وفي جنة الشوك، وفي الأيام. لقد شاهد هو العالم والطبيعة والبشر ببصيرته المعجزة. أهلا وسهلاً بطه حسين كان بعض رجال الفكر في مصر قد تنادوا إلى إقامة حفلة تكريم لشاعر القطرين خليل مطران، وجاء من يريد الاستئناس بموافقة الملك فاروق الذي قال عندما قرأ اسم الدكتور طه حسين بين أعضاء لجنة التكريم: "إيه الأعمى ده". وعلم طه حسين بكلام فاروق فقال: "لم أكن أظن في حياتي أن تنالني مثل هذه الإهانة وفي بلدي وفي مثل هذه المناسبة" واكتفى بالانسحاب من لجنة التكريم. قدم عميد الأدب العربي إلى لبنان يوماً، فأكرمه شعراء وأدباء ذلك الزمان بما يناسب مكانته في دنيا الفكر ويتناسب مع تقدير اللبنانيين للعلماء والأدباء والمفكرين. وبلغه أن شعراء الزجل يرتجلون الشعر الشعبي ويغنونه، فطلب أن يختبر الأمر بنفسه، وجئ به إلى حيث كانت فرقة "شحرور الوادي" تقيم إحدى حفلاتها. وما أن أطل بطربوشه الطويل ونظارتيه السوداوين حتى انتبه أحد الحاضرين، وهتف أهلاً وسهلاً بطه حسين فأخذ المبادرة شحرور الوادي وقال: أهلاً وسهلاً بطه حسين/ ربي أعطاني عينين/ العين الواحدة بتكفيني/ خد لك عين وخلي عين وضجت القاعة بالتصفيق وراح الجميع يرددون: "خد لك عين وخلي عين". فقال شاعر آخر: لا تقبل يا طه حسين/ من كل واحد تاخذ عين/ بقدِّ ملك جوز عيوني/ هدية لا قرضة ولا دين. ورد الشاعر الرابع في الفرقة أن الله اختص طه حسين بعين العقل لذلك فهو في غير حاجة إلى عين او اثنين!.