قالت وكالة "أسوشيتيد برس" الأمريكية، إن إطاحة بالرئيس المعزول محمد مرسي، كانت لعبة محسوبة من قبل الفريق أول عبدالفتاح السيسي، موضحة أن القرار جاء نتاج عام كامل من العلاقات المريرة بين الجيش و الحكومة. وأشارت الوكالة، إلى أنها عقدت حوارات مع مسئولين من وزارة الدفاع و الأمن و الاستخبارات، مؤكدة أن السيسي اصدر قرار العزل لشعوره أن مرسي يقود البلاد إلى حالة من الفوضى، و الاضطرابات السياسية، وخاصة بعد تحدي مرسي له عدة مرات. وقال مسئولون، أن درجة الخلاف بين مرسي و الجيش، يوحي بأن الجيش كان يخطط منذ شهور للسيطرة على مقاليد البلاد، مضيفين أن حملة "تمرد" التي طالبت برحيل مرسي من خلال ملايين الأشخاص في 30 يونيو، كانت بمثابة فرصة ذهبية للسيسي للتخلص من الرئيس، مؤكدين أن الجيش ساعد "تمرد" من خلال التواصل معهم. وأضاف المسئولون، أن السبب وراء عزل مرسي يرجع إلى خلافات سياسية عميقة مع مرسي؛ حيث رأى السيسي أن تلك السياسات الخاطئة ستثير بشكل خطير موجة من الاحتجاجات فضلا عن قلق الجيش من السماح لبعض المتطرفين من التدخل في سيناء. وكشف سامح سيف اليزل، الخبير العسكري و الاستراتيجي، عن المقابلة التي جرت بين مرسي و السيسي، و التي قال فيها للرئيس انه لا يريد المسلمين أن يريقوا دماء أخوانهم المسلمين. وأضافت الوكالة، أن المؤسسة العسكرية كانت تمتاز على مر التاريخ بالتسامح مع جماعة "الإخوان"، ولكنها اقتنعت في النهاية أن مرسي و جماعته يضعون مصالحهم الإقليمية في المقدمة، فوق المصالح الأمنية لمصر. وأكدت الوكالة، أن تحالف حكومة مرسي مع حكومة "حماس" في غزة والجماعات الإسلامية الأخرى أزعجت القيادة العسكرية، التي تعتقد أن ميليشيات غزة هي التي تورطت في العنف بسيناء، وقال المسئولون أن القيادة العسكرية تعتقد أن جماعة الإخوان كانت تحاول استمالة القادة في التآمر ضد سيسي. وأضافت الوكالة أن جماعة "الإخوان" كانت تعتقد أن السيسي كان متعاطفا مع أجندتهم الإسلامية، وقال مسئول بارز بجماعة "الإخوان" أن تعيين مرسي للسيسي كوزير للدفاع في أغسطس الماضي بسبب اتصاله المباشر مع جماعة "الإخوان" و المجلس العسكري.