أهل الحل والعقد: هم أهل الشأن من الأمراء والعلماء والقادة والساسة ووجوه الناس الذين يحصل بهم مقصود الولاية صفاتهم: ذكر الماوردي وأبو يعلي ثلاثة شروط لأهل الحل والعقد بصفتهم أهل الاختيار والبيعة، وهي: - العدالة الجامعة لشروطها. - العلم الذي يتوصل به إلى معرفة من يستحق الإمامة. - الرأي والحكمة المؤديان إلى معرفة الأصلح للإمامة. وهناك شروط أساسية: مثل العقل والبلوغ، والإسلام، والعدالة، -ويقصد بها الاستقامة على الطريق الحق وتجنب الكبائر، والاعتدال في أقواله وأفعاله وأن يكون ذا مروءة-، العلم والرأي والحكمة، فلابد أن تكون عنده بصيرة وحذق بالأمور، الشوكة وهي القوة والبأس، الذكورية ويستدلون على ذلك من قوله - تعالى -: -الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض وبما أنفقوا من أموالهم-. وهناك شروط تكميلية: مثل الاجتهاد في الشريعة الإسلامية، والخبرة والتجربة، المواطنة، الورع، أي ترك الأمور المشتبه فيها، وهذا غاية التقوى. قال عز الدين بن عبد السلام - رحمه الله - وأجمع المسلمون على أن الولايات من أفضل الطاعات، فإن الولاة المقسطين أعظم أجراً وأجل قدراً من غيرهم، لكثرة ما يجري على أيديهم من إقامة الحق ودرء الباطل. واجب الأمة: النصح لهم والدعاء لهم ومساءلتهم إذا قصروا وتسديد الرأي لهم، وإذا حدث نزاع بينهم أن يرجعوه إلى الكتاب والسنة وعلى فهم السلف الصالح - فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر ذلك خير وأحسن تأويلا-. الفرق بين أهل الحل والعقد وأهل الشورى - أهل الشورى يستشارون، أي يطلب منهم الرأي ولا يقدمونه ابتداء في الغالب. - أهل الشورى من ذوي الاختصاصات العلمية، أما أهل الحل والعقد فلا يلزم الاختصاص منهم، ولكن من ذوي القدرة والشوكة. - أهل الشورى تلازمهم صفة العلم، أما أهل الحل ففيهم القوة والشوكة. - أهل الشورى مهمتهم مستمرة ومنتظمة وربما لها مجالس محددة، أما مهمة أهل الحل والعقد فربما تكون طارئة، لاسيما عند حصول الفتن والاضطرابات. عددهم: اختلف الفقهاء حول عدد أهل الحل والعقد، فمنهم من قال: خمسة، ودللوا على ذلك بأن بيعة أبي بكر - رضي الله عنه - انعقدت بهذا العدد، ثم تابعهم الناس فيها، ومنهم من قال ستة لأن عمر - رضي الله عنه - جعل الشورى بهذا العدد، ومنهم من قال اثنا عشر لقوله- صلى الله عليه وسلم - لأهل بيعة العقبة: أخرجوا منكم أثني عشر نقيباً -رواه أحمد- ومنهم من قال تنعقد بأربعين رجلاً قياساً على صلاة الجمعة عند من يشترط ذلك. والراجح: مدى الحاجة الحقيقية لما تسير وتقوم به أعمال البلاد من اتساع ونشاط وإنتاجية وهمة عالية اعمال أهل الحل والعقد : أ- تولية الخليفة : وهذا إجماع لا خلاف فيه ب- تجديد البيعة لمن عهد اليه بالإمامة عند وفاة الإمام ت- استقدام المعهود إليه الغائب عند موت الامام ث- تعيين نائب للإمام الذي ولي غائبا إلي أن يقدم ج- عزل الإمام عند وجود مايقتضيه