أمثاله أتوا في الزمن الخطأ لأنه لايجيد الكر والفر وتحالفات الظلام,وإذا كانت الذاكرة قد وهنت فلمن نسي أو تناسي فإن الدكتور محمد البرادعي هو الوحيد الذي قال لحسني مبارك كفي يومها هوجم رسميا لأنه تجرأ علي فرعون مصر وقد هوجم وناله كثيراً من الأذي ولكنه صمد مؤمناً بأنه علي صواب وبأن مصر سوف تعود يوما إذا توحد شعبها ونأي عن الخلاف والشقاق الذي إستشري فيه جراء الجشع والنهم من الفصائل والتيارات المتعطشة للسلطة ولاشيئ سواها,وهاقد سقط نظام حكم الإخوان بيد الشعب صاحب الشرعية الحقيقية وقد وقر يقينا أن مصر فوق الجميع وعند هذا الحد لابد من وضع خارطة طريق للحياة السياسية بمصر تخلو من الجشع والإبتزاز السياسي وصولا إلي وضع مصر في مكانها الصحيح بعد سنوات عجاف نالت من ريادتها وقوتها الناعمة المؤثرة إقليميا ودولياً, وفي أعقاب ثورة 30 يونيو ظهر الدكتور البرادعي ضمن من ظهروا ليوضع في موقعه الصحيح متحدثاً عن خارطة طريق لمصر الجديدة وقد توالت الأحداث لتخرج انباء عن توليه رئاسة الوزارة وسط هجوم من تيار بعينه تحالف ذات يوم مع الإخوان المسلمين وإختلفوا بسبب تقسيم الغنائم وعندما سقط حكم الإخوان سارع هذا التيار ليرث مقعد تيار الإسلام السياسي في مشهد لايخفي علي فطنة أحد,وهاهي مصر بحق في حاجة لرجل قانع لايريد منصبا أو سلطة لديه علما وقطنة وكياسة وتقبلا دوليا قد يساهم في تصحيح الأوضاع المعوجة التي ترتبت علي وثب الإخوان المسلمين علي سدة الحكم بمصر,تلك المواصفات تنطبق علي الدكتور محمد البرادعي وحده...وسواء إختير رغم حملة الإبتزاز السياسي من تيار النور السلفي أو لم يختار فالعزاء أنه"قد" أخلص لهذا الوطن وأمثاله كثر ولابد من فتح الباب أمام ذوي الجدارة ليوضوعوا في مكان الصدارة ويبقي البرادعي غائبا عن شيم هذا الزمان حيث معيار اللئام الشهير القائل بأن "الغاية تُبرر الوسيلة "ليبقي جديراً بأن يكون حاكما للمدينة الفاضلة التي نودي بها يوما كمدينة في الخيال تخلو من آثام البشر داعية لحد الكمال وماكانت تلك الخِصال أبداً علي الأرض ,ويبقي الصدق والإخلاص "هما" المبتغي إن أرادت الأرض أن تخلو من عواقب النزق وسوء الفِعال.!