فى ذكرى انتصارات اكتوبر من الواجب القاء الضوء على الابطال حتى لوكانت بطولاتهم لاحقه بعد الحرب . . ومن هؤلاء الابطال البطل ايمن حسن الذى قتل 21 اسرائيليا ردا على اهانة العلم المصرى ؛ ونحن نستعرض فى حوارنا معه محطات فى حياته اشبه بالخط البيانى المتعرج من القمة للانحدار ثم العوده للصعود ؛ وهو ما حدث من تأثير حرب اكتوبر ؛ وما مرت به البلاد فى عهد مبارك ؛ ثم اثار ثورة يناير عليه عن انتصارات اكتوبر كانت روح بطولة الجندى المصرى وتخطيطه اهم ادواته فى العملية التى قام بها وقتل خلالها 21 اسرائيليا. يقول البطل ايمن حسن : وقع حادث انتقامى من الاسرائيليين كرد فعل طبيعى على ما كانوا يقومون به من طغيان وعربدة ففى عام 1990 ومصر تحتفل بذكرى انتصارات اكتوبر؛ كانت هذه الاحتفالات تستفز الجنود الاسرائليين ؛ وكان موقع تجنيدى على الحدود المصرية فى اتجاه منطقة النقب الخاضعة للاحتلال الاسرائيلى .
وكان الجندى الاسرائيلى فى الموقع المناظر لى يصر على اهانة رمز مصر ليهين انتصارات اكتوبر ؛ فكان يأتى بعلم مصر ويمسح به حذاءه وهو يعرف اننى اراه ؛ ووصلت الوقاحة الى انه اتى بمجنده اسرائيلية ومارس معها الرذيلة على العلم المصرى ؛ وهو ما جعلنى اقرر الانتقام منه ؛ وقلت فى نفسى " طلبت موتك يا عجل ".
وشكوت لقائدى بالوحدة والذى وعد بابلاغ القادة للتصرف ؛ الا ان الجندى الاسرائيلى اصر على تكرار افعاله ومواصلة استفزازى واهانة علم مصر؛ فقررت ان احدد موعد تواجده فى وحدته واتسلل الى موقعه واقتله ؛ وبالفعل حسبت مواعيد اجازته الا ان خلال هذه المدة وهى تسعة ايام حدثت مجزرة المسجد الاقصى .
وهنا قررت ان يكون الرد والانتقام ليس من هذا الجندى وحده بل احداث ضربه تساعد على رد الاعتبار للعرب .
وفكرت بما سبق ان قاله البطل الشهيد سليمان خاطر والذى قام بعمل بطولى مماثل ردا على اهانة الصهاينة ؛ وقال اثناء محاكمته : انا لا اخاف على نفسى من الموت ؛ ولا اخاف الحكم على بالموت ؛ ولكنى اخاف ان يكون الحكم بقسوة تميت الشجاعة فى قلب جندىمصرى عندما يرى ما رايته وهنا استلهمت بطولة الشهيد سليمان خاطر ؛ وفى الوقت نفسه استلهمت روح انتصارات اكتوبر وما صاحبها من تدريب وتخطيط دقيق .
فظللت 46 يوما اخطط واعد للمعركة وانتظر تهيئة الظروف ؛ فانتظرت حتى يكون الموعد يتواجد فيه الجندى الاسرائيلى ؛ وتكون هناك قوات اخرى لاقتلها ؛ ويكون موقع القوات الدولية اسفل وفى الوادى حتى لايكشفنى اذ ان هذه القوات تتبادل موقعها.
وتابعت بدقة موعد تحركات العربات الاسرائيليو بالموقع المواجه لنا واهمها اتوبيس يتحرك الساعة السادسة وثلاث دقائق وتخرج دوريتين لتأمين الطريق ؛ ودوريتين اخريين لمقابلته قبل النقطة المصرية فى السادسة وستة دقائق ؛ ولانه من الصعب ضربه فى وجود الدوريات الاسرائيلية امام نقطتنا .
قررت ان اتسلل واعبر الاسلاك الشائكة لاقابل الاتوبيس شرق النقطة بثلاثة كيلو مترات؛ وفى هذه الحالة سوف تسرع الدوريتين فى دقيقتين بدلا من اربعة نتيجة الاستغاثة ؛ وهو ما يعنى ان امامى دقيقة واحدة لتنفيذ العملية وقمت بترك خطاب لابى كتبت فيه " ان ابنك مات شهيدا فى سبيل الوطن والدين " وعبرت الاسلاك والقيت الشهادة حيث كنت متأكدا من استشهادى واننى فى اخر لحظات عمرى فى الدنيا.
وقابلتنى اول عربة نقل تابعة للامدادات الاسرائيلية وضربتها فانقلبت ومات سائقها حيث كان بمفرده ؛ واتت العربة الثانية وهى جيب شيفر امريكى تابعة للمخابرات الاسرائلية وكان بها عميد مخابرات علمت بعدها انه واحد من اهم خمسة قيادات بمفاعل ديمونة وقتلته ؛ وكان بالعربة الجيب الجنى الذى استفزنى فالقيت عليه وابل من الرصاص علمت بعد نشر اسرائيل للتقرير الطبى انه تلقى 16 رصاصة منها 11 طلقة فى قلبه .
وجاءت ثالث عربه وهى باص حربى تابع لقوة مطار راس النقب ؛ فاصبت السائق وضربت من خلفه من ضباط وهم عميد ومقدم وثلاث نقباء ؛ ودارت معركة شرسة بينى وبين الجنود والضباط الاسرائيليين شارك فيها منهم ثمانية ضباط وفردين امن ؛ وكنت اضرب موقع الاقدام فى الاتوبيس والاحق من يطل براسه ؛ واتصيد من يحاول القفز من الابواب .
وقد بلغت حصيلة المعركة مقتل 21 واصابة 20 من الجنود والضباط والفنيين الاسرايليين ؛ بينما اصبت بطلقة سطحية فى فروة راسى الا اننى تماسكت وقت الاصابة واكملت القتال ؛ وصاحبتنى العناية الالهية حتى رجعت الى الجانب المصرى وسلمت نفسى للقيادة المصرية.
هذا وقد تم تقديم البطل ايمن حسن للمحاكمة ؛ وقد حضر معه عدد من المحامين الوطنيين نذكر منهم : جوده العزب ووسعد حسب الله وعبد العزيز الشرقاوى وانضم معهم احمد نبيل الهلالى وكمال خالد و د جلال رجب ود عبد الحليم مندور وسيد شعبان وسيد عبد الغنى ؛ كما حضرت المستشاره تهانى الجبالى ومحامين من محافظات مختلفة خاصة الاسكندرية ؛ وحضر نقيب محامين سوريا وغيرهم من الوطنيين.
ومن الطريف ان بعض المحامين خشى تطبيق حكم الاعدام فطال بتطبيق القانون الاسرائيلى مكان الواقعة حيث ان الحد الاقصى للعقوبة فى القانون الاسرائيلى السجن المؤبد؛ الا ان الحكم الذى اصدرته المحكمة برئاسة العميد وجدى الليثى قدر ما حدث من استفزاز للجندى المصرى وما تلاه من مجزرة الاسرائليين على المصلين بالمسجد الاقصى وهو ما يفوق احتمال عقل اى بشرويؤثر على تفكيره وقراره ؛ وصدر الحكم بحبسه 12 سنة.
اما ما حدث للبطل ايمن حسن فى عهد مبارك داخل السجن وخارجه فهو مستفز تمام مثل افعال الصهاينة ؛ وعن ذلك يروى البطل ايمن حسن ويستعرض بعض ماحدث له.
- تعنتوا فى استكمال تعليمه حيث نجح فى الفرقة الثالثة من الثانوية الازهرية رغم السجن الانفرادى فى سجن استقبال طرة والاهانات والارهاب ؛ وفى السنة الرابعة كان الامتحان فى سجن ابو زعبل ؛ وكان بع تعذيب وتمزبق للكتب الدراسية ووصل الارهاب الى ان احد المسجونين وكان فى الفرقة النهائية بكلية التجارة عندما رأى التعذيب لم يستطع ان يتحدث مع احد ثلاث شهور لاصابته النفسية وكان ذلك وراء عدم نجاحه وزملائه .
اما المحطة الثانية فى عهد مبارك فكانت عقب خروجه من السجن حيث تصيدته مباحث امن الدولة بالملاحقة المستمرة والاحتجاز وفى بعض الاوقات بالتعذيب البشع بالضرب والكرباء وتكبيل يديه خلفه حتى تركوا به عاهة مستديمه واصيب بانهيار عصبى ؛ كما سدوا فى وجهه كل سبل الرزق فكانوا يرهبون اى صاحب عمل حتى انه عمل صبى سباك فارهبوا صاحب العمل ؛
وهدده ضابط بامن الدولة حتى كان يترك بلده وزوجته وابنائه لشهور ويتسلل لرؤيتهم ويهرب ثانية للعمل بمزرعة سمكية بكفر الشيخ ؛ وتعرض لاكثر من محاولة اغتيال منها عقب خروجه من امن الدولة وشهد معه امين شرطة وكان من العجيب النصب باسمه وسيرته حيث حصل احد الاشخاص على شريط فيديو به حديث عن بطولته .
وعن ما يتعرض له من مأساه ؛ وعرضه فى الامارات وتبرع مواطن مصرى بمبلغ خمسة عشر الف دولار بزعم توصيلهم الى ايمن ولم يوصلهم ولم يخبره.
تعرض شقيقه الاكبر احمد للتنكيل والتعذيب والاعتقال 13 سنه لمجرد الدفاع عنه والاستشهاد بمقولة للشيخ الغزالى باقراه بمشروعية ما فعله حتى الاخ الاصغر لم يرحموه ؛ حيث جمع كل اموال الاسرة وشارك بها فى مشروع مع شركة استصلاح اراضى بسيناء وعندما علم الامن بانه شقيق البطل ايمن حسن امروه بمغادرة المكان دون انتظار الحصول على معداته او امواله .
وقد مات الاب حزنا وكمدا بسبب ما حدث لابنائه اما بعد ثورة 25 يناير يقول البطل ايمن حسن : استضافتنى قناة المحور ؛ وعرضت لقصتى ؛وعلم المستشار محمد الدمرداش العقالى - الامين العام لمجلس الدولة - فقرر على الفور تعيينى بمكتب مفوض الدولة بمجلس الدولة متجاوزا عن شرط السن ؛ واحتفى بى بروح انسانية ووطنية وانا ممتن له ولثورة يناير.
اخيرا اذا كان هذا لحياة بطل من مصر فلا اقل من مزيد من تكريمه ؛ وملاحقة ومعاقبة من اهانوه وعذبوه وعذبوا اسرته ؛ وكم نرجو ان تكون قصة البطل ايمن حسن وامثاله ضمن القصص المقرره فى المناهج الدراسية واعادة تدريس مادة التربية الوطنية