رفض فرع سلسلة مطاعم "ماكدونالدز" الأمريكية الشهيرة في إسرائيل، فتح مطعم له في مستوطنة يهودية احتجاجا على سياسة إسرائيل الاستيطانية، مما دفع وزير إسرائيلي وعضوه بالبرلمان لدعوة المواطنين لمقاطعة مطاعم "ماكدونالدز" المنتشرة في بلادهم. وقالت الناطقة باسم الفرع، إن مالكي مركز تجارى يتم بناؤه في مستوطنة "أريئيل" طلبوا من "ماكدونالدز" فتح مطعم في المستوطنة منذ ستة أشهر، وعزت الناطقة القرار إلى سياسة مالك فرع "ماكدونالدز" في إسرائيل الرافضة لفتح مطاعم في المناطق المحتلة. وأشارت الناطقة إلى إنه لم يتم التنسيق مع مقر الشركة الأم في الولاياتالمتحدة، واعترض عدد من النواب الإسرائيليين على هذا القرار، حيث نقلت وسائل الإعلام الإسرائيلية عن عضوه في البرلمان قولها إنها ستقاطع سلسلة مطاعم "ماكدونالدز" المنتشرة في الدولة العبرية. وأشار تساحى نحمياس، أحد ملاك المركز التجاري، إلى أن سلسلة مطاعم "برجر كينج" للوجبات السريعة وسلسلة إسرائيلية مماثلة قد عرضا فتح مطاعم لهما في المركز التجاري. غضب وتنديد ومن جانبه ندد وزير الإسكان الإسرائيلي، أوري إريئيل، من حزب البيت اليهودي المتطرف المؤيد للاستيطان، بالقرار، داعيًا الإسرائيليين إلى مقاطعة مطاعم "ماكدونالدز" المنتشرة في إسرائيل. وقال للتليفزيون الإسرائيلي: "يجب أن يعلم أولئك الذين يقاطعوننا بأنهم سيتعرضون أيضًا للمقاطعة". وذكرت قنوات تليفزيونية: إن المسئولين في الفرع الإسرائيلي التابع ل"مكدونالدز" رفضوا فتح المطعم "لأسباب أيديولوجية" متعلقة بالاستيطان في الضفة الغربيةالمحتلة. كما ذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية أن رفض "ماكدونالدز" افتتاح فرع لها في مستوطنة "أريئيل"، أثار غضب الإسرائيليين والمستوطنين داخل المستوطنة. وأضاف الصحيفة أن الغضب قد ساد المستوطنة في أعقاب قرار وكيل الشركة العالمية بعدم فتح فرع لها في المركز التجاري الجديد والمزمع إقامته في المستوطنة، مشيراً إلى أن السبب في ذلك يعود إلى أن المستوطنة مقامة على أراض فلسطينية أو بعبارة أخرى خارج الخط الأخضر. دعوة للمقاطعة وعلى جانب أخر، ذكرت صحيفة "ديلي تلغراف" في تقرير أعدته فيبي غرينوود من تل أبيب بعنوان " ماكدونالدز تقول لا لمستوطنة في الضفة الغربية". وتقول الصحيفة إن عملاق الوجبات السريعة رفض دعوة لفتح فرع في واحدة من اكبر المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية. وتضيف أن القرار أثار الحنق في المستوطنات الإسرائيلية، مما دعا النشطاء المؤيدين لإسرائيل لرفع شعار"ماكدونالدز - لا أحبه"، في تحوير للشعار الدعائي للشركة " ماكدونالدز - أحبه"، ودعوة المستهلكين إلى مقاطعة مطاعم ماكدونالدز وتشجيع مطاعم البورغر المحلية. وقررت السلسلة عدم فتح مطعم في مستوطنة "أريئيل"، التي يقيم فيها نحو 17 ألف إسرائيلي والتي تتوقع إسرائيل الاحتفاظ بها في أي تسوية سلام نهائية مع الفلسطينيين. وقال الياهو شافيرو عمدة أريئيل للصحيفة "قرار ماكدونالدز ألا تكون جزءا من المجمع التجاري في أرييل قرار تعيس يميز ضد سكان المدينة". وأضاف "التجارة عامل لبناء الجسور يخلق ظروفا للعلاقات المتبادلة بغض النظر عن الدين والعرق والجنس. والمقاطعة تقوم بالعكس تماما". وأومري بادان، مالك حقوق العلامة التجارية لماكدونالدز في إسرائيل، عضو مؤسس أيضا في جماعة "السلام الآن"، وهي حركة سلام إسرائيلية ناشطة ضد بناء مستوطنات إسرائيلية في الضفة الغربية، التي ينظر إليها المجتمع الدولي على أنها غير شرعية. وكان بادان قد أعلن منذ الثمانينيات، قبل عشرة أعوام من إطلاقه سلسلة ماكدونالدز في إسرائيل، أنه لن يقوم بأنشطة تجارية في الضفة الغربية. وجدير بالذكر أن مستوطنة "أريئيل" تقوم على أراضي مدينة "سلفيت" الفلسطينية، وتعد ثاني أكبر مستوطنة في الضفة الغربية، وتطلق عليها سلطات الاحتلال اسم "عاصمة السامرة". ويعود إنشاؤها إلى عام 1978 م، عشية توقيع اتفاقية "كامب ديفيد" بين مصر وإسرائيل حيث كانت البداية بمصادرة500 دونم من أراضي قرية مردا ومدينة سلفيت وكفل حارس.