قال الدكتور باسم خفاجي، رئيس حزب التغيير والتنمية، إن هناك مقامرة خطرة – علي حد وصفه - تتبناها ثلاثة قوى رئيسية في مصر حاليا، ولا يمانع قادتها من تصاعد حدة المواجهات السياسية، بل حتى وصولها إلى الصدام المباشر والعنف. وأشار خفاجي، إلى أن القوى الثلاث التي تتبنى تلك المقامرة، هي التيار الإسلامي، وأنصار النظام السابق، والتيار المعارض للحكم الحالي. وأضاف خفاجي، أن بعض أنصار النظام السابق، ممن عاشوا طوال عامين حالة من الانكسار المهين والإذلال الشعبي والإعلامي، يرون أهمية إسقاط النظام في دائرة العنف حتى يصبح الجميع متهما بها، ولا يصبح العصر السابق عصر إجرام في مقابل عصر نهضة، وإنما يتساوى الجميع في الفساد والدماء والتعدي على الأبرياء. وتابع " بعض القادة وبعض الكوادر من تلك التيارات ترى أن الصدام والعنف سيضعف من قبضة الإخوان على الحكم بالتأكيد، وبالتالي تتسع مساحات المشاركة لهم، ويمكن إزاحتهم من السلطة عبر التواصل مع تيار النظام القديم وقيادات الأجهزة السيادية كما يظنون، كما أن توريط الدولة في الصدام المسلح يسقط شرعية وطهارة النظام الحاكم مما يسهل الانتصار عليه في أية انتخابات قادمة أو على الأقل تقليل فرص الفوز الكاسح التي أثمرت عنها جميع الانتخابات الماضية. وألمح إلي أن "المقامرة" تكمن في أن الطرف الرابع - القوات المسلحة - قد لا يرى أن القبول بالعنف في الشارع المصري أمرا يمكن التساهل معه، وقد يجتمع مع ذلك رؤية دولية يتم تسويقها إعلاميا بقوة فور بدء أية أحداث للعنف، لأن المنطقة لا تتحمل أن تتحول مصر إلى سوريا أخرى مطلقاً، وبالتالي يتجه البعض إلي فكرة الاستقرار حتى لو كان الخيار العسكري لمرحلة مؤقتة. وأوضح المرشح الرئاسي السابق، أنه من الممكن أن تحكم القوات المسلحة مصر في تلك الأزمة بشكل غير مباشر، وإنما عبر مجلس رئاسي يمكن أن يشارك فيه قيادات إخوانية وسلفية وليبرالية وقومية يسهل قيادتها، ومع رئيس وزراء تابع وليس محسوبا بقوة على هذا أو ذاك، وليس صاحب قرار مستقل، وبالتالي يمكن أن تدار الدولة بشكل ظاهره مدني، وحقيقته عسكري بشكل مختلف عن المرحلة التي سبقت حكم الدكتور مرسي.