ثورة يناير جاءت لتقضي على اثار إتفاقية كامب ديفيد المشينة حصول الاخوان على السلطة اظهر حقيقتهم أمام المصريين الإخوان مثل السرطان الذي ينتشر في الجسد ولا يتوقف إلا بموته الصراع بين الإخوان والسلفيين صراع على الكراسي يجب على "تمرد" وباقي القوى الوطنية اختيار رمز وطني وثوري حتى لا يتكرر خطأ 25 يناير على هامش مشاركته فى الإعتصام المقام أمام وزارة الثقافة على خلفية مطالبات بعض المثقفين إقالة وزير الثقافة الدكتور علاء عبد العزيز، بدأ أبو العز الحريري عضو مجلس الشعب المنحل والمرشح السابق لرئاسة الجمهورية، حواره مع شبكة الإعلام العربية "محيط" فى الدفاع عن المثقفين والفنانين في موقفهم المعارض لوزير الثقافة، وأكد أنهم من فجروا ثورة 25 يناير، تلك الثورة التي اختطفها الإخوان واستولوا بعدها على السلطة، لكنهم -يضيف الحريري-، فشلوا في الإستيلاء على عقول المصريين، لذلك سنعمل جاهدين لهزيمتهم هم والسلفيين واستكمال مسيرة الثورة فى المرحلة القادمة فإلى نص الحوار : كيف تُقيّم الشعب المصري بعد 3 أعوام من الثورة وعام على تولي الرئيس محمد مرسي السلطة ؟ الشعب المصري الاّن انقسم إلى عدة مجموعات، مجموعة تمثل العدالة وتشكل ضمير مصر وهم "القضاة"، ومجموعة تمثل العقل والإستنارة وهم "المثقفون المصريون" وهؤلاء هم أصحاب البصيرة والعقل المستنير، وهم من ينطبق عليهم حديث النبي صلى الله عليه وسلم "يبعث الله على رأس مائة سنة من يجدد للناس دينها"، أي من يجدد فهمها وبصيرتها، وهذا التجديد جوهره العملية الثقافية، التي يؤدي اتقانها إلى فهم للعلوم الإنسانية، وأمور الدين والفقه وأحكامه، ومجموعة ثالثة هم عوام الشعب المصري المغلوبون على أمرهم، والمجموعة الرابعة النظام ومؤيدوه وهم أساس المشكلات في مصر . ومن في رأيك أشعل فتيل الثورة المصرية ؟ ومن يحمل شعلتها حتى الاّن ؟ ما نشاهده الاّن من تحديات هو امتداد لمعركة 25 يناير التي فجرها وزكاها فى نفوس الشعب المصرى المثقفون المستنيرون، الذين ساعدوا بجهد وعزيمة، فتح العقول المغلقة وتحفيز الهمم الفاترة، فهم كانوا الوقود الذى أشعلها وما زالت بسببهم الثورة متقدة حتى الاّن . إتفاقية الخزي والعار من وجهة نظرك ما هى العقيدة التى بنيت عليها الثورة المصرية ؟ الثورة التي تفجرت لم تكن وليدة لحظة راهنة بل هي امتداد لسنوات من الفساد بدأت بإتفاقية الخزي والعار والخيانة "كامب ديفيد" التي نرى الأن نتائجها الكارثية على مصر، بدأ بعدها "السادات" قيادة الوطن بجناحين أحدهما الحزب الوطنى وهو الجانب الرسمى في مصر، والجناح الاّخر هم الإخوان التي تولد عنهم كافة الجماعات الإرهابية كذلك كان من نتاجهم السلفيون، لذلك جاءت الثورة المصرية المباركة لتزيل الحزب الوطنى والإخوان والسلفيين، الذين اعتبروا في بادئ الأمر أن ثورة يناير معصية لله ورسوله وأنه لا يجوز الخروج على الحاكم حتى لو كان ظالما . وهل تعتقد أن الإخوان استطاعوا بإستيلائهم على السلطة السيطرة على عقول المصرىين ؟ الإخوان خسروا خسارة كبيرة بإستلائهم على السلطة، لأنهم ظهروا على حقيقتهم أمام المصريين جميعا، وهذا ما يدركه حتى الفلاحون في النجوع والكفور، نعم الإخوان استولوا على السلطة، لكنهم أبدا لم يستولوا على عقول المصرىين, لأن العقل المصرى أبداً لا يمكن التاثير عليه بكلمات براقة أو التأثير عليه بإسم الدين، لذلك على المثقفين دائما أن يسعوا لإزالة الغمة عن عقول بعض المنخدعين بالإخوان وهذا ما نأمله منهم . وكيف كان رد فعلك عندما استطاع الإخوان الحصول على السلطة ؟ على الرغم أن هذا الأمر لم أكن أريده أو أتمناه، لكني سعدت أنهم تولوا في هذه المرحلة حتى تظهر حقيقتهم جلية أمام كثير من المصريين الذين انخدعوا بهم، لذلك أنا أرى أن توليهم السلطة أوقف زحفهم وادعائتهم الكاذبة المصبوغة بالثورية والوطنية، فمثلهم مثل السرطان الذي ينتشر في جسم الإنسان ولا يتوقف حتى يقضي عليه، لكن اّن الأوان لزوال هذه الفئة التي اعتلت على أكتاف الثوار وسرقت منهم الثورة، لذلك أقول أن الثورة مستمرة ولن تتوقف حتى تقضي على الإخوان أشد أعداء الإنسانية، وأؤكد بالفعل أن نهايتهم اّتية، وهذا ليس تخرصا بالغيب لكن الواقع وتجارب الشعوب تثبت ذلك، بعدها تبدأ الثورة في جني ثمارها . صراع على الكراسي وكيف فسرت الصراع القائم الاّن بين الإخوان والسلفيين ؟ وما هي أبعاده ؟ الإخوان والسلفيون بشرائحهما المختلفة وجهان لعملة واحدة، فلا يوجد هدف محدد يريده الإخوان، وهدف اّخر يريده السلفيون، بل الإثنين يسعون لشئ واحد وهو السلطة، بمعنى أدق الصراع بينهما صراع على الكراسي، لذلك ففكرة الإشتباك بينهما واردة قد تصل إلى حد الإقتتال في أي لحظة من اللحظات، لأن ما يحملانه هو مشروع إرهابي وليس إسلامي، لذلك لا نصدق الدعاوى التي يطلقونها دائما لتضليل الرأي العام أنهما إخوة وأن الخلاف وارد بين الإخوة وبعضهما. الفريقان تحدثا عن مشروع إقامة الخلافة الاسلامية فهل تعتقد أنهما يسعيان لذلك ؟ أنا لا أرى سوى أنهما أجرما في حق عباد الله بإسم الدين، وما يسمى الخلافة هو خرافة يطلقونها لإثارة عاطفة الجماهير نحوهما، لذلك فأعتقد أن الله برئ منهما ورسوله، لأن الأكاذيب التي يطلقونها معادية لصريح الدين ومعادية للإنسانية، أما مشروع الخلافة الذي يتبناه الإخوان فقد ظهرت بوادره في إنتشار الإرهاب في سوريا وفى مالى ومن قبلهما أفغانستان والعراق، ولعل أبرز مثال على أنهما يريدان خراب مصر ما صرح به أحد قادتهما "أنهم سيقيمون الخلافة وينتظرون مقدم أيمن الظواهري ليكون خليفة المسلمين"، فأي عقول هذه التي تقبل مثل هذه الأحاديث التي تريد تحويل مصر من منارة الثقافة والعلم والحضارة والإنسانية، إلى دولة تصدر الجريمة وتعادي الدين والوطن. قيادة وطنية جديدة كيف ترى المشهد يوم 30 – 6 الذي تسعى فيه حركة تمرد والقوى المعارضة إسقاط الرئيس مرسي ؟ أتمنى أن يتحقق المراد، لكن يجب الحذر من الخطأ الذي وقع فيه الثوار في 25 يناير وهو عدم اختيار رمز وطني وثوري يقودهم، لذلك اقترحت على قيادات القوى السياسية والوطنية والثورية وغيرها، أن يكون لهم زعيم وقيادة شعبية لها برنامج وطني محدد الأهداف قابل للتنفيذ فى خلال أسبوع من إسقاط مرسي، كذلك اقترحت أن يكون هناك مجلس رئاسى يتمثل فى الجيش والشرطة والأزهر والكنيسة والشباب والقوى السياسية يقود البلاد لحين انتقال السلطة لرئيس منتخب بإرادة شعبية حرة . في رأيك كيف يمكن أن يكون الوضع في مصر إذا سقط الإخوان ؟ وكيف يمكن قيادة البلاد ؟ لكي تمر الأمور بسلام، يجب على الفور إلغاء كافة الدساتير الباطلة التي وضعها الإخوان، والعمل بدستور 71 بتعديلاته الجديدة، وإجراء انتخابات رئاسية مبكرة، وعمل انتخابات مجلس شورى وشعب ومحليات، وتشكيل حكومة أنقاذ وطنى تكون حكومة ائتلافية فنية تكنوقراطية، تسعى لتنفيذ ما يريده الشعب في أسرع وقت .