أقر وزير الخارجية الأمريكي، ماركو روبيو، بأن الحرب في غزة ألحقت ضررًا بالغًا بصورة إسرائيل على الساحة الدولية، رغم الدعم الأمريكي غير المسبوق في مجلس الأمن. جاءت تصريحات روبيو، في مقابلة تلفزيونية، أوضحت تزايد القلق داخل واشنطن من العزلة المتنامية لإسرائيل، وسط موجة قرارات أممية، واعترافات متصاعدة بدولة فلسطين من قِبل قوى غربية بارزة، وهو ما يفتح الباب أمام تحولات جوهرية في خريطة التحالفات والدعم السياسي الدولي لتل أبيب. اقرأ أيضًا| ماذا فعل ضباط الجيش الإسرائيلي في البنتاجون خلال حرب ال12 يومًا مع إيران؟ تراجع التأييد الدولي رغم الحماية الأمريكية قال روبيو، في مقابلة مع برنامج «فيس ذا نيشن» على شبكة "سي بي إس نيوز"، إن إسرائيل تواجه عزلة دبلوماسية متصاعدة في الأممالمتحدة، على الرغم من أن واشنطن استخدمت حق النقض "الفيتو" ست مرات خلال العامين الأخيرين لحمايتها من قرارات تدعو إلى وقف الحرب في غزة. وأشار وزير الخارجية الأمريكي، إلى أن أغلبية الدول الأعضاء صوتت مرارًا لصالح قرارات تطالب بوقف فوري لإطلاق النار، في مقابل رفض أمريكي متكرر، ما جعل الولاياتالمتحدة وإسرائيل في موقف معزول داخل المؤسسات الدولية، وفقًا لشبكة «سكاي نيوز عربية». 6 مرات فيتو.. حماية مكلفة سياسيًا استخدمت الولاياتالمتحدة الفيتو ست مرات في مجلس الأمن لمنع تمرير قرارات تتعلق بالحرب بين إسرائيل وحركة "حماس" الفلسطينية. وكان أحدث هذه المواقف في الشهر الماضي، عندما عرقلت مشروع قرار يطالب بوقف دائم وفوري لإطلاق النار ورفع القيود عن المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، رغم تصويت 14 عضوًا من أصل 15 لصالح القرار، ما زاد من حدة الانتقادات الدولية. وفي تطور لافت، وافقت واشنطن لاحقًا على بيان من مجلس الأمن يدين الضربات الإسرائيلية على العاصمة القطرية الدوحة، لكن من دون ذكر إسرائيل بالاسم، في إشارة إلى محاولة لتخفيف الضغط الدولي دون التخلي عن الدعم لتل أبيب. الجمعية العامة للأمم المتحدة.. «مرآة العزلة الدولية» منعت الفيتوهات الأمريكية مجلس الأمن من اتخاذ قرارات مؤثرة، لكن الجمعية العامة، التي تضم 193 دولة، تحولت إلى منصة لإبراز الموقف العالمي من الحرب في غزة. فقد اعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة، خلال فترة الحرب في غزة، ثلاثة قرارات رئيسية تعكس بوضوح حجم التأييد الدولي الواسع لوقف القتال في غزة، مقابل عزلة متزايدة للولايات المتحدة وإسرائيل: 1◄ في أكتوبر 2023: صوّتت 120 دولة لصالح قرار يدعو إلى هدنة إنسانية فورية في قطاع غزة. 2◄في ديسمبر 2023: ارتفع عدد المؤيدين إلى 153 دولة طالبت ب وقف فوري لإطلاق النار لأسباب إنسانية. 3◄ في ديسمبر 2024: وصلت الأغلبية إلى 158 دولة أيدت قرارًا يدعو إلى وقف دائم وغير مشروط لإطلاق النار. ورغم أن هذه القرارات غير ملزمة قانونيًا، إلا أنها تحمل وزنًا سياسيًا ومعنويًا كبيرًا، إذ تعكس الإجماع الدولي المتزايد على ضرورة إنهاء الحرب في غزة. ماذا يعني الاعتراف بالدولة الفلسطينية لإسرائيل؟ أشار وزير الخارجية الأمريكي، ماركو روبيو، أيضًا إلى أن عددًا من القوى الغربية البارزة — منها فرنسا وبريطانيا وأستراليا وكندا — قررت الاعتراف بالدولة الفلسطينية، كرد فعل مباشر على طول أمد الحرب وطبيعة العمليات العسكرية في غزة. وتزامن هذا التوجه مع عقد قمتين دوليتين: - الأولى في يوليو برعاية فرنسية سعودية، والثانية الشهر الماضي، هدفتا إلى وضع خطوات عملية نحو حل الدولتين. وفي أعقاب القمتين، صوّتت الجمعية العامة للأمم المتحدة بأغلبية 142 صوتًا لتأييد إعلان يحدد "خطوات ملموسة ومحددة زمنيا ولا رجعة فيها" نحو إقامة دولة فلسطينية. حل الدولتين.. مسار دولي يصطدم بتعنت إسرائيلي منذ سنوات، تؤيد الأممالمتحدة رؤية قيام دولتين تعيشان جنبًا إلى جنب ضمن حدود آمنة ومعترف بها. ويرغب الفلسطينيون في إقامة الدولة الفلسطينية على أراضي الضفة الغربية والقدس الشرقية وقطاع غزة، وهي مناطق احتلتها إسرائيل منذ عام 1967. لكن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، أعلن بوضوح رفضه قيام دولة فلسطينية، رغم موافقته الشكلية على خطة ترامب لإنهاء حرب غزة، التي تقدم مسارًا مشروطًا للغاية نحو الدولة الفلسطينية. أما واشنطن، فتؤكد أن أي حل لا يمكن أن يتحقق إلا عبر مفاوضات مباشرة بين الطرفين، وهي مفاوضات تبدو حاليًا بعيدة المنال. اقرأ أيضًا| «بوابة أخبار اليوم» تنشر رسالة تشارلي كيرك إلى نتنياهو قبل اغتياله: «4 تهديدات تواجه إسرائيل»