بين سندان سد يمنعه من حقه فى الحياة ومطرقة نخبة ابت ان تترك له اى تعاطف دولى يجد المواطن المصرى نفسه متواجداً بينهما فى مرحلة حرجة من تاريخ هذا الوطن . فبعد ان رفعت اللجنة الثلاثية المكونة من ثلاث دول (مصر والسودان واثيوبيا ) بالاضافة لخبراء دوليين لدراسة الاثار السلبية المترتبة على بناء" سد النهضة الاثيوبى " تقريرها لحكومات الدول المشكلة للجنة ، قامت الرئاسة المصرية بتوجيه دعوة لعدد كبير من السياسيين المصريين وبعض من القادة لفحص ومناقشة هذا التقرير وبالفعل لبى بعض من نخبة المجتمع المصرى والقادة المقربيين او المحسوبيين على النظام المصرى النداء الدعوة. ولسوء "الحظ" او"التنظيم" تم بث هذا اللقاء على الهواء مباشراً وتابع العالم اجمع جميع اراء من حضر فى هذا المجلس والذين ظن بعضهم ان هذا اللقاء سرى واعلنوا صراحاً ما فى صدورهم من اراء وتصورات وصفت من بعض النقاد بالخطيرة والتى ادت فى نهاية المطاف بضجة كبيرة مسببة نكسة دبلوماسية لمساعى مصر فى الضغط على اثيوبيا لوقف بناء السد وتحالف افريقى ضد الخطط المصرية الساعية للحفاظ على حقوقها فى مياه النهر . ولا يمكن لاى مدعى ان يقلل او يشكك فى مدى وطنية النخبة المجتمعة مع الرئيس ومدى حبهم لبلدهم ايضا ولكنهم اضروها كثيرا بافكارهم والتى اعتبرها من تابع اللقاء بالمؤامرات للنيل من بلد يريد ان يحقق نهضة لبلده بطريقة يراها صحيحة وقامو بمحو الحلول الدبلوماسية من طاولة اجتماعهم. هذا بالاضافة الى سطحية وعدم واقعية بعض من افكارهم وهشاشتها من ناحية اخرى، مما آثار فزع المواطن من مدى جدية وقوة ورزانة زعمائه، مما خلق أيضاً حالة من عدم الثقة بين الطرفين. وزاد من هلع المواطن المصرى" والذى كان ينتظر ردا حاسمة على الاستفزازات الاثيوبية " ما راه من اقتراحات متعلقة بازمة يراها تهدد وجودى له مصحوبا بخيبة امل فى قادته ونخبته دفعت البعض منهم على التسليم بان السد سوف يكتمل لا محالة وانه كمواطن هالك فى النهاية . ان الشعب ينتظر من نخبته ما يجعلهم يشعرون بالعزة والانتماء والفخر لانتمائهم وهويتهم المصرية وحلولاً مبتكرة لها لا تجعل منهم مادة للسخرية على مستوى العالم ، وامثال هذه الاخطاء لا تحل من الامور شيئاء ولكن تجعل المواطن امام سد اخر من الاحباط والقلق المتزايد والعجز والتردد والحيرة امام كل ما يحدث...سد يسمى" سد النخبة" .