تقدم حزب "الأصالة" بورقة عمل للرئاسة حول مواجهة المخاطر التي تتهدد أمن مصر المائي، وتتضمن ضرورة أن تقوم الحكومة وأن تسابق الزمن وتصعيد القضية مطالبة الهيئات الدولية بالتدخل ووقف بناء السد، لأنه لو حدث فإن كارثة كبري بانتظار مصر والسودان، لأن السد معرض للإنهيار عقب إنشائه كسابقة سد "تكيزي" الأثيوبي. وتضمنت ورقة العمل أن مصر ستكون معرضة للتصحر، بجانب أن السد سيمنع الطمي عن السودان وسيفقرها مائيا مما سيعرض لتغيرات مناخية ستلحق بها بالغ الضرر، ولذلك ينبغي عرض البدائل على الطرف الأثيوبي (إقامة مجموعة من السدود الصغيرة والأنفاق التي يمكنها توليد الطاقة التي تلزم أثيوبيا لتحقيق نهضتها) ولا مانع من مساهمة الجانب المصري في تمويل هذه السدود في صورة منح، بالإضافة لمد الجانب الأثيوبي بالخبرات المصرية في هذا المجال. وطالب "الأصالة" بعدم الاعتداد بأي تطمينات أثيوبية عن عدم الإضرار بمصر والسودان حتى تعترف بوضوح بحصة مصر في مياه النيل والتي تقدر ب (55.5 مليار متر مكعب) ، وكذلك بحقها التاريخي، وأن يكون هناك تعاون وتفاوض بإيجابية وحسم مع دول المنابع، وتقديم مشروعات تنموية جادة ذات نفع جماهيري لشعوب دول الحوض عملا علي تعديل مواقفهم لتكون داعمة لمصر. كما طالب بالتدخل لدى الدول المانحة لوقف الضرر الواقع علي مصر, من خلال تحرك مصري فاعل علي المستوي العالمي لتوضيح حجم الخطر وأن مصر في حاجة ماسة الي مزيد من المياه وأنها تحاول تحقيق المصلحة للجميع، وعدم الاعتماد على الحق القانوني والتاريخي وحده ، حتى لا يظهر المفاوض المصري في صورة المتعنت فيفقد التعطف. وشدّد علي أهمية التواصل مع دول الحوض لمعرفة المخططات المائية المستقبلية لديهم، والسدود المزمع إقامتها في هذه الدول، والعمل على خلق علاقات قوية بين كلا من مصر والسودان والسودان الجنوبي, إذ أن أراضيه تضم مخزونا كبيرا من المياه في منطقة حوض بحر الغزال (يستقبل الحوض مياه أمطار بواقع550 مليار متر مكعب من المياه سنويا) ولا تسهم مياهه في النيل بأي مقدار بل العكس فإن مصادر هذا الحوض الكبيرة تذهب هدرا في البخر وفي المستنقعات (تقدر ب 30 مليارمتر)، وأن يكون هناك اهتمام بالمنح الدراسية والتعاوان الاقتصادي مع دول الحوض خاصة في أوغندا وتنزانيا وإثيوبيا وجنوب السودان وبوروندي وراوندا. وأوضح أنه في حال فشل الحلول الودية، فعلى الإدارة المصرية ألا تستبعد الحلول الخشنة وسبل الردع الممكنة دفاعا عن وجود الدولة المصرية ذاتها، ويأتي في هذا السياق الطموح الخاص بأثيوبيا وكونها تود أن تكون الدولة ذات التأثير الأكبر في المنطقة والمسيطرة والمتحكمة في الحوض، والاستخدام الأمريكي لها كعصا تأديب للحركات الإسلامية ودول المنطقة، فأثيوبيا هي المساهم الرئيسي في استمرار الفوضى بالصومال الشقيق، وقامت بالتدخل العسكري في أراضيه لإسقاط حكومة المحاكم الشرعية في العام 2006 بعد أن بدت بوادر التوحد فيه وظهور حكومة مركزية قوية. وتابع:" على الدبلوماسية المصرية أن تلعب دور حيوي ومؤثر في إعادة هذا البلد لما كان عليه في السابق قبل أن تفتته الحروب والمجاعات، فهو بلد عربي مسلم ذو موقع استراتيجي مؤثر في المنطقة، والنفوذ المصري به ضروري، فلأثيوبيا صراع طويل مع دولة ارتريا التي تقع إلى الشرق والشمال الشرقي لأثيوبيا، والتي يشكل المسلمون بها ما يقرب من 80%". وذكر، أنه يأتي من جملة أوراق الضغط المصرية تعزيز التعاون مع دولة جيبوتي العربية والعضو بجامعة الدول العربية، إذ أن أثيوبيا تعد دولة حبيسة ليس لها منافذ بحرية، وربما تكون خطوتها القادمة بعد إفقار مصر مائيا التوسع نحو البحر الأحمر وابتلاع تلك الدول الصغيرة. وأكد "الأصالة" علي أهمية عدم نسيان دور العدو الصهيوني، فإن أثيوبيا استقبلت الرئيس الدكتور محمد مرسي خلال فعاليات القمة الإفريقية بإسناد عمليات إنتاج الكهرباء إلي شركة إسرائيلية، ثم ودعته بقرار تحويل مجري النيل، وهو موقف يحمل عدة رسائل لا ينبغي إهمالها ونحن نتدارس الحلول. والرؤية الخاصة بالحزب أن الحلول الناجمة عن أي صعيد تأتي متمثلة في مواجهة مجموعة الأشرار التي ائتلفت على تعطيش البلاد، ولهذا فمن الضروري تلجيم الكيان الصهيوني وغل يده في هذا الملف؛ وهو أمر لا يقل أهمية بل قد يفوق في القيمة من الضغط على أثيوبيا بصفة مباشرة، فهناك خطوط ملتهبة كثيرة محيطة بالكيان الصهيوني يمكن استغلالها . وبالقدر الذي يصبح فيه أمن مصر مهددا ينبغي أن يهدد أمن الكيان الصهيوني. أكد الحزب أن النجاح حتى في جنوب السودان، مرتبط ارتبط وثيق بغل يد المنافس الصهيوني، والأمر ينطبق في غيره من المناطق.