قال هاني حسن الراقص الأول بفرقة باليه أوبرا القاهرة ل"شبكة الإعلام العربية محيط"، أن هناك خطة ممنهجة لاسقاط الهوية الثقافية المصرية بشكل عام، ومجزرة لقيادات الثقافة المصرية؛ وبالأخص لمن لديهم خبرة ويؤدون أعمالهم على أكمل وجه مثل د. إيناس عبد الدايم رئيسة دار "الأوبرا" سابقا. جاء ذلك خلال المظاهرة التي أطلقها فناني الأوبرا مساء أمس، وشارك بها عددا كبيرا من الفنانين التشكيليين والمثقفين، بالإضافة لحركة "6 أبريل"، ود. محمد أبو الغار رئيس الحزب المصري الديمقراطي، محمد سلماوي رئيس اتحاد الكتاب، الفنان مصطفى كامل نقيب الموسيقيين، والفنانين: فردوس عبد الحميد، آثار الحكيم، جلال الشرقاوى، داوود عبد الحى، والمخرج خالد يوسف، وسامح مهران رئيس أكاديمية الفنون، والكاتب الكبير يوسف القعيد، والفنان محسن شعلان رئيس قطاع الفنون التشكيلية الأسبق. وأشار هاني حسن إلى أن د. إيناس عبد الدايم تسلمت قيادة دار "الأوبرا" المصرية ولأول مرة بشكل جيد بعد وفاة الراحل عبد المنعم كامل. مؤكدا أنها كانت تقوم بدورها على أكمل وجه، ومن الصعب أن يزيل وزير الثقافة قيادات الوزارة في ثلاثة أسابيع من تواجده!!. بالإضافة إلى عدم معرفته بالوزير وهو بالأوبرا منذ 25 عاما!!؛ وذلك لعدم مشاركة الوزير في الاجتماعات الثقافية أو عروض البالية أو حتى حضوره إلى دار الأوبرا. بالإضافة إلى صمت الوزير بعد الهجمة الشرسة التي شنها النائب بمجلس الشورى جمال حامد أحد أعداء حزب "النور" على فن البالية!!، وهذا بعد أن قال عن فناني البالية بأنهم "عري"، ويحسون الناس على الفحشاء، وأنه لا يحب العري المخبئ تحت عباءة الثقافة!!. ورد هاني على النائب قائلا: " العري هم من يختفوا تحت عباءة الذقون لأهداف سياسية، وبعد أن يكشفوا للناس يصبحون هم العرايا وليست نحن". مضيفا: نحن نقدم رسالة، وتم تكريمنا من جمال عبد الناصر وأنور السادات وزعماء الأمة، كما أن حضارة الدول ورقيها يقاس بوجود "الأوبرا" فيها، لكن من يتحدثون بمثل هذه العبارات لا يفهمون معنى الأوبرا والفنون، فهم يعطون التراخيص للكباريات للعمل ثلاث سنوات!!، ويطالبون بمنع فن البالية الذي يقدم رسالة من خلال التعبير الحركي الذي يحمل مضمونا ثقافيا. مؤكدا أنه لو شعر النائب جمال حمدان بإثارة جنسية من ملابس البالية فهذه مشكلته؛ لأن أكثر من 1400 شخص يحضرون عروض البالية كل يوم ولم يثار أحدهم جنسيا. ومن المأساة أن نواب الشورى يتحدثون عن فن "البالية" في الوقت الذي يسرق فيه نهر النيل!!. وأشار هاني إلى أن فرقة بالية أوبرا القاهرة مثلت وزارة الثقافة والسياحة عام 2012 في مهرجان "أي تي بي" ببرلين، والمعني بتنشيط السياحة الدولية عالميا، ومصر كانت البلد الأم هذا العام، وحضر الافتتاح 15 عضوا من مجلس الشعب ومجلس الشورى على رأسهم المهندس محمد الصاوي ممثل حزب "الحرية والعدالة" في انتخابات مجلس الشعب، وبعد حضور العرض قالوا للفريق أنهم رفعوا رأس مصر، وأنه من أسباب تنشيط السياحة المصرية، وأنهم يزيدون من الدخل القومي بتمثيل مصر في المهرجان على أكمل وجه، ومن هنا وجه هاني رسالة لجمال حامد بأن يسأل زملائه في حزب "الحرية والعدالة" وحزب "النور" عن معنى العري الذي قدمه فناني البالية الذي يريد أن يقلل من ميزانيتهم؟. وأوضح هاني أن هناك من يريد محو العقلية الثقافية المصرية كي يغيب الشعب المصري ويكون "سمعا وطاعة"، لكن المثقفين يقولون كلمتهم مهما أتوا بوزير ثقافة ينفذ ما يريدون، والدليل أنه للمرة الأولى في تاريخ الأوبرا أن يغلق عرض "أوبرا عايدة" كرد واقعي عما يحدث، وقد تحدثت جميع أنباء الوكالات والصحف الفنية العالمية عن هذا الموقف. وقال هاني أن فناني دار "الأوبرا" والمعهد "العالي للبالية" ونقابة "المهن التمثيلية" أصدرت بيانات موجهه لأي شخص تسول له نفسه أن يتطاول على الفنون، كما بدءوا في اتخاذ إجراءات قانونية لرفع قضايا سب وقذف وإهانة على المواطن الطائفي جمال حامد. ومن جانبه قال المناضل عنتر جمعة المدير الفني لفرقة الرقص المسرحي الحديث، أن وقفتهم أمس لم تكن الأولى؛ وذلك لأنهم فهموا من اللحظة الأولى ما يحدث في مصر على المستوى العام، وذلك عندما صدرت إشاعة من مكتب الوزير منذ فترة بأنه سينهي ندب د. إيناس عبد الدايم من رئاسة الأوبرا، ثم قالوا أنها ستظل في منصبها وأن هذا غير حقيقي، لكنهم أيقنوا تماما أن هذا بلونة اختبار، وتخيلوا جميعا أنه أقرب قرار سيحدث، وخرج القرار بأسرع ما يكون. وقال: "الكارثة الأكبر كلام النائب جمال حامد؛ فهو لا يعلم أن راقص البالية يحتاج مجهودا وأموالا كثيرة جدا وسنوات كي يكون راقصا للبالية، وأن الأمم الحقيقية تقاص من شيئين، التيار المسيطر، ورقص البالية، أي قوتها ورقي ثقافتها". متسائلا: ما معنى أنهم يعطون تراخيص للكابريهات ويريدون إزالة البالية؟!! هذه فكرة من لا يفهم؛ فهم طوال الوقت يعملون على بعد البسطاء عننا، لكن من الصعب إغلاق المركز الثقافي الأكبر في الشرق الأوسط، فالحكومة تريد أن تعيشنا في الظلام، وأن تخفض مستوى التعليم مما يتضح في تصريحات أعضاء مجلس الشعب والشورى؛ ولذلك قمنا بعمل اعتصام مفتوح ثلاثة أيام لا نقدم عروض، واعتقد أن هذه وسيلة ضغط على الوزير ليفهم أنه لابد أن يرحل. مصطفى محمد بدر عازف أوركسترا أوبرا القاهرة أكد أندهاشه مما يحدث من وزير الثقافة بإزالة كل الكفاءات من الوزارة مثل د. إيناس عبد الدايم. ثم مفاجأة نائب الشورى الذي يحرم فن "البالية"، على الرغم من اعطاء تراخيص للكباريهات، فبأي أساس يريدون تقديم فن هابط؟! ويقولون أن "البالية" لا يدر دخل لمصر، على الرغم أن هذا الفن يمثل مصر في الخارج، وتمتلئ مسارح عرضه وبخاصة في "أوبرا عايدة". قائلا: نحن قررنا إيقاف العمل حتى تعود د. إيناس لمكانها، وحتى يرحل وزير الثقافة وهو مشكلتنا الأساسية، ولو وصل الأمر إلى الاعتصام والمبيت في الأوبرا سنفعل ذلك؛ لأن الفن أكل عيشنا ومستقبل مصر. وهدد الفنان عبد الوهاب السيد المطرب بفريق أوبرا القاهرة بأنه لو لم يستجيب الوزير خلال 72 ساعة سيتبعوا خطة تصعيدية أكبر. وقال: مثلما يعادوا القضاء والإعلام أتوا بوزير ثقافة ينفذ أوامر، دون أن يستوعب الثقافة والإدارة، فخلال أسبوع من مجيئة أنهى ندب أفضل من في الوزارة، واراد اطفاء نور "الأوبرا" المكان الوحيد الذي استمر في العمل أيام الثورة، ولكن لن يستطع فعل ذلك. أما عن كلام النائب بمجلس الشورى فنحن لا نعترف بالمجلس في الأساس، الذي حصل على 6% منتخبين والباقي تبع الرئاسة، وجميعهم لا يمتوا للثقافة بصلة، وما فعلناة في 200 عاما أيام ثروت عكاشة يريدوا أن يهدموه في يوم، وهذا لا يمكن أن يحدث، ولن نعود للعصور الوسطى كما يريدوا، فمصر هي هوليود الشرق في الفن والثقافة والإعلام وستظل كما هي.