أثار قرار وزير التربية والتعليم الدكتور "إبراهيم غنيم" بإلغاء الشهادة الابتدائية, واعتبار الصف السادس الابتدائية سنة نقل عادية اعتباراً من العام القادم، جدلاً واسعاً بين التربويين وأولياء الأمور والطلاب، حيث أسندت الوزارة في حُجتها, إن هذا القرار يتفق مع التوجهات التربوية الحديثة ولا يؤدي إلى التسرب من التعليم كما يدعي البعض. إن هذا التغيير أيضاً سيؤدي إلى محاصرة الدروس الخصوصية التي تفشت في الصف السادس الابتدائي وترشيد الإنفاق بالنسبة للأسرة المصرية، وسيقلل الإنفاق أيضاً بالنسبة للوزارة حيث تتكلف إجراءات هذا الصف ملايين الجنيهات من كنترول وتصحيح وبدل الانتقال. ومن جانب آخر يرى د "هاني الناظر" رئيس المركز القومي للبحوث التربوية والتنموية سابقاً " إن نظام الشهادة الابتدائية نظام غير موجود في بلاد كثيرة، ولكن يجب أن يُدرس قبل إقرار العمل به بداية منالعام القادم، حيث إنه سيزيد من حالات التسرب من التعليم خاصة في المناطق النائية المهملة التي تعانى من الفقر، فلم تستطع أسر كثيرة من إكمال دراسة أولادهم وبالتالي يُحرموا من نيل الشهادة الابتدائية التي كانوا يشتغلون بها في الصناعات الصغيرة لسد حالة الأسرة مالياً . ويشير د "هاني" إلى أن التسرب من التعليم لا يُعالج بهذا القرار. كما تقول الوزارة بل يُعالج من خلال إعادة توزيع الوجبات المدرسية وتوفير حقيبة تموينية للأسرة لتضمن بذلك ويشجعها على تعليم أولادها ودخولهم المدرسة. كفانا تعليم الكليات ويرى د "سامي محمد "أستاذ متفرغ بكلية التربية جامعة عين شمس " إن سياسة التعليم غير مدروسة وغير محددة، فهذا القرار الغرض منه هو بعد اقتصادي بحت في توفير نفقات مالية للوزارة ولا علاقة له بتحسين العملية التعليمية. مضيفاً أنه كان من الأولوية أن يُنظر للمناهج وحذف الحشو منها, ووضع منهج يؤهل الطالب علمياً, وأن يعمل بها دون الحاجة إلى كورسات أو دورات تدريبية يضطر الطالب أن يأخذها بعد الجامعة لتؤهله لسوق العمل . "كفانا تعليم الكليات", والنظر لتوسيع المعاهد الفنية " ..هكذا بدأت د "هبة محمد "أستاذة بكلية الزراعة بجامعة قناة السويس " حديثها حين سؤالنا حول رأيها فى قرار إلغاء الشهادة الابتدائية،حيث ترى إن هذا القرار قرار عشوائي لا توجد له أبعاد توضح فائدته أو الغرض منه، فهو فقط مجرد "شو إعلامي " ، ولا بد من النظر إلى التعليم الفني والتوسع في إنشاء المعاهد الفنية لإحداث نهضة صناعية لمصر, تضخ أموال ندعم من خلالها التعليم بدلاً من اللجوء إلى قرار عشوائي, الغرض منه هو توفير النفقات, دون النظر لأبعاده على الطلبة والتعليم . "عبد الله سرور" : قرار إلغاء الشهادة الابتدائية أصدره الوزير لملاحقة عجزه في توفير النفقات ويرى د"عبد الله سرور" أستاذ النقد والأدب الحديث بكلية التربية بجامعة الإسكندرية " إن قرار إلغاء الشهادة الابتدائية, قرار عبثي أصدره الوزير لملاحقة عجزه في توفير نفقات للتعليم، وسيزيد من الأميين الذين لا يجيدون القراءة والكتابة, نظراً لأنه سيساعد على انتقال الطلاب للمرحلة الإعدادية معتمدين على درجات أعمال السنة والدروس المدرسية لدى معلم الفصل حتى لا يتم انتقاصهم من الدرجات التي بها ينقل الطالب لمرحلة أخرى من التعليم وقد لا يعرف القراءة والكتابة لأنه انتقل بالفلوس. القرار يؤدي إلى زواج القاصرات وترى د"نوران بهجت" أستاذة بكلية التجارة جامعة قناة السويس " إن هذا القرار سيؤدى إلى انتشار زواج القاصرات خاصة في البيئات الفقيرة في الصعيد والريف، حيث قد تلجأ الأسر لاختصار الوقت فيعدم تعليم أولادها من الأساس بدلاً من الانتظار للشهادة الإعدادية ،نظراً لضيق اليد أحياناً لدى بعض الأسر في تحمل أعباء المصاريف الدراسية . الشارع المصري منقسم وفى تفقد لآراء ووجهات نطر أولياء الأمور، وجدنا انقساما في الشارع المصري فيرى المؤيدون للقرار, أنه سيخفف من الضغط والتوتر على الأسرة والطالب بالإضافة للتخفيف من الأعباء المالية التي تُصرف على الدروس الخصوصية في هذه السنة، أما معارضي القرار فيرون أنه سيزيد من استهتار التلاميذ للدراسة معتمدين على درجات أعمال السنة التي تؤهلهم للانتقال للمرحلة الإعدادية . لا يوجد سبب مقنع لقرار الوزير يقول "محمد أبو الخير" عضو المكتب التنفيذي لاتحاد طلاب مصر " أنه لم ير أسباب مقنعة لقرار الوزير بإلغاء الشهادة الابتدائية، مضيفاً إن هذا القرار لم يمنع الدروس الخصوصية خاصة, بعد أن أثبتتالمدرسة ضعف قدرتها على التعليم وتوصيل المعلومة نظراً لكثافة الفصول, وعدم قدرة المعلم على التواصل مع كل طالب ،ويرى أن الوزير فقط يريد أن يوفر دخل مادي للوزارة ولكن عليه أن يوضح أوجه صرف هذه الأموال بشفافية تامة لمنع إثارة الشائعات . القرار يهدف إلى تدمير التعليم يقول "حسن مصطفى "مدرس بالتربية والتعليم بالإسكندرية" إن هذا القرار ضمن قرارات عدة تصدرها وزارة التعليم تهدف إلى تدمير التعليم والعودة للخلف وليس المضي قدماً للأمام، ففي الدول المتقدمة نجد اهتمامهم بمرحلة التعليم الابتدائي لأنها مرحلة تكوين وارتباط الطالب بالعلموالتعلم ،ولكن وزارة التعليم تأخذ قراراتها دون الاستعانة بخبراء.