الأسواق تستعد لاستقبال رمضان بزيادة حجم المعروض من السلع

محيط تستطلع أسعار السلع الرمضانية

- رجب العطار : 60% زيادة في أسعار الياميش هذا العام
- عمرو عصفور : توفير السلع الأساسية بكميات كبيرة
- عبد العزيز السيد : زيادة طفيفة في أسعار الدواجن لا تزيد عن جنيه
- هيثم عبد الباسط : 60% زيادة في حجم استهلاك اللحوم بشهر رمضان
تستعد الأسر المصرية حاليا لاستقبال شهر رمضان الكريم ، فباتت تعد العدة وتضع الميزانيات الخاصة بها وتستطلع الأسعار لتحدد أولويات الشراء وتأخذ قرار بالسلع التي ستضيفها على المائدة الرمضانية طوال الشهر الكريم ، وكما تستعد الأسر فالأسواق أيضا لها استعداداتها التي قد تتفق أو تختلف مع المستهلك ، ولكن يبقى في النهاية أن لكل سلعة جمهور يطلبها .
وفي جولة سريعة بالأسواق لرصد تلك الاستعدادات والتغيرات التي طرأت عليها والتوقعات للأسعار وحجم المعروض من السلع يقول رجب العطار ، رئيس شعبة العطارة بالغرفة التجارية بالقاهرة ، أن حجم الكميات المستوردة هذا العام تمثل 30% فقط من حجم الكميات التي تم استيرادها خلال العام الماضي ، والسبب في ذلك أرجعه إلى العديد من المشكلات ومنها ؛ زيادة التعريفة الجمركية بنسبة 10% على المكسرات ، فبعد أن كان قيمة الجمرك الذي يتم دفعه على كيلو الفستق 4 جنيه أصبح 12 جنيه ، وبالتالي فالزيادة غير معقولة – على حد قوله .
ويضيف العطار أن فرق العملة وارتفاع الدولار واليورو أيضا ساهم في قلة حجم الكميات المستوردة من الخارج وكذلك في ارتفاع أسعارها ، حيث أنها ستؤدي إلى ارتفاع في الأسعار بنسبة 30% ، علاوة على وجود عناصر أخرى ستساهم في هذا الارتفاع بنسب أخرى ، إذا تم تجميعها معا ستجد زيادة كبيرة وملحوظة ، لافتا إلى أن الشخص الذي اشترى خلال العام الماضي بمبلغ 300 جنيه على سبيل المثال سيدفع هذا العام مبلغ 1000 جنيه على نفس الكميات التي قام بشرائها العام الماضي.
ويشير إلى أنه بالإضافة إلى هذه المشكلات فتوجد زيادة من الخارج بمقدار يصل إلى 80% في بعض الأصناف ، كما أنه يوجد قلة في المحصول ، موضحا أن كل هذه المشكلات سوف تؤدي إلى ارتفاع في الأسعار بنسبة تصل إلى 60% خلال هذا العام ، لذا يرى أنه من المفترض أن يتم تخفيض الجمارك لتعويض ارتفاع العملة وسد فجوة الإحجام في الاستيراد .
ويقول العطار أن حجم الفاتورة الاستيرادية هذا العام تبلغ 30 مليون دولار ، في حين بلغت العام الماضي 100 مليون دولار ، وذلك بسبب قلة الطلب على الشراء وإحجام المستهلكين عن الشراء بنفس الكميات التي كانوا يقومون بالشراء بها من قبل ، مضيفا أن الياميش المتبقي في نهاية الموسم يكلف التاجر خسائر تصل إلى 50% بسبب تلفها وتكلفة الثلاجات التي يتم تخزين الياميش بها .
وعن المتوقع بالنسبة للأسعار يؤكد أنه سيتم الإعلان عن كافة الأسعار في بداية شهر يونيو القادم ، موضحا أن توتر الأوضاع بسوريا أثر على حجم الكميات المصنعة وبالتالي على حجم المعروض بالسوق المصري ، مشيرا إلى أن سعر لفة قمر الدين هذا العام ستبلغ حوالي 12 جنيه ، حيث كان سعرها السنة الماضية 10 جنيهات .
ويؤكد العطار أن موسم الصيف سيزيد من حجم استهلاك المشروبات والتي ستأتي على حساب شراء الياميش والمكسرات .
زيادة المعروض
ومن جانبه يؤكد عمرو عصفور ، نائب رئيس شعبة المواد الغذائية بالغرفة التجارية بالقاهرة ، أن رمضان شهر يختلف بطبيعته عن الشهور الأخرى ، حيث يزداد الطلب على شراء كافة المواد الغذائية واللحم والدواجن والياميش والمكسرات ، موضحا أنه يتم توفير السلع الأساسية مثل السكر والزيت والدقيق والأرز بكميات كبيرة مقارنة بأي وقت آخر ليلبي كافة احتياجات المستهلكين .
وأشار عصفور إلى أنه لا يمكن التنبؤ حاليا بالأسعار في شهر رمضان ، إلا أنه قال أن أسعار السلع الغذائية في حالة استقرار منذ حوالي أسبوعين أو أكثر وذلك نتيجة حالة الركود الموجودة في السوق وقلة الطلب وبالتالي تأثر حركة البيع والشراء ، مشيرا إلى أن زيت عباد الشمس بلغ 13 جنيه للتر وزيت الذرة 15 جنيه وزيت خليط 9.5 جنيه ، كما يتراوح سعر كيلو الأرز ما بين 4 و5 جنيهات ، وكيلو السكر ما بين 4.5 و 5 جنيهات ، كما واصل سعر اللبن المعبأ استقراره ، حيث بلغ 8 جنيه للمستهلك .
وأضاف عصفور أنه من المتوقع أن ترتفع أسعار ياميش رمضان هذا العام بنسبة تصل إلى 20% وذلك بسبب عدة أسباب منها ؛ ارتفاع سعر الدولار وكذلك قرار رفع الجمارك بنسبة 10% على بعض أنواع المكسرات وهي ؛ جوز الهند واللوز والبندق والفستق والمكسرات ، لافتا إلى أنه سيتم البدء في عرض الياميش بالأسواق منذ بداية شهر يونيو القادم.
زيادة استهلاك
أما بالنسبة لاستطلاع سوق اللحوم فيؤكد هيثم عبد الباسط ، نائب رئيس شعبة القصابين بالغرفة التجارية بالقاهرة ، أن الظروف الصعبة التي تمر بها البلاد أدت إلى إحجام المستهلكين عن الشراء نظرا لارتفاع الأسعار الذي تشهده أسعار اللحوم حاليا ، وهو ما فسره بأنه ارتفاعا طبيعيا بسبب دخول موسم الصيف ، موضحا أنه لم يحدث زيادة في أسعار اللحم البقري بسبب قلة الطلب عليه نظرا للظروف الاقتصادية التي تمر بها البلد ، في حين ارتفع سعر اللحم البتلو بنسبة 25% خلال الفترة الماضية بسبب أعياد المسيحيين وقلة المعروض .
وقال عبد الباسط أن اللحوم المجمدة التي يتم استيرادها من البرازيل وأمريكا وغيرهما ارتفعت بنسبة تصل إلى 30% ، بسبب أن بعض المستوردين قاموا باستغلال فرصة انخفاض قيمة سعر الجنيه المصري مقابل الدولار ، فقاموا برفع سعر اللحوم المجمدة على الرغم من أن هذه الكميات كانت موجودة من قبل رفع سعر الدولار ، موضحا أن الكميات الموجودة داخل البلاد من اللحوم المجمدة أوشكت على الانتهاء فتعاقد المستوردين على الكميات الجديدة بالسعر الجديد وبالتالي لا أمل في انخفاض الأسعار خلال الفترة القادة وخاصة بالقرب من شهر رمضان .
وأوضح أنه يوجد مشكلة كبيرة متمثلة في نقص الأسمدة والأعلاف بسبب أن الحكومة قد أعلنت في وقت سابق أنها ستأخذ القمح من المزارعين بسعر مرتفع فاتجه المزارعين إلى زراعة القمح ولم تزرع برسيم ، وبالتالي سيكون الاعتماد الأكبر على الأعلاف التي يتم استيرادها من الخارج لأنها غير موجودة ، مما سيؤثر على الأسعار بشكل مباشر .
ويقول عبد الباسط انه من المتوقع ارتفاع في كافة السلع الغذائية وليس اللحوم فقط بالقرب من شهر رمضان ، حيث يعد السبب الرئيسي في ذلك هو قلة الإنتاج ، موضحا أنه من المنتظر أن يكون الضغط على اللحم البقري الذي يعد العمود الأساسي في سوق اللحوم .
ويضيف أن 70% من حجم الاستهلاك يتم استيراده من الخارج بالعملة الصعبة ، وهذا يؤدي إلى ارتفاع في سعر اللحوم المستوردة ، موضحا أن الاستهلاك في شهر رمضان يزيد عن الاستهلاك في أي شهر آخر وذلك بنسبة تصل إلى 60% .
ويشير إلى أن المؤشرات في التعاقدات الجديدة تؤكد أن أي كمية لحوم ستدخل البلاد خلال الفترة القادمة سيزيد سعرها بالتأكيد لأن الاستيراد يكون بالدولار ، مؤكدا أن ظاهرة شوادر اللحوم التي انتشرت بشكل كبير في الآونة الأخيرة وخاصة في المواسم مثل رمضان أو عيد الأضحى ، حيث تقوم بالبيع بأسعار رخيصة ما هي إلا قنابل موقوتة ، لأن هناك شوادر كثيرة تقوم بالذبح دون الخضوع للكشف الطبي ، وبالتالي تؤدي إلى تخبط في السوق .
ثبات في أسعار الدواجن
ويؤكد عبد العزيز السيد ، رئيس شعبة الدواجن بالغرفة التجارية بالقاهرة ، أن أسعار الدواجن تتمتع حاليا بثبات واستقرار منذ حوالي أكثر من شهر ، حيث تتراوح ما بين 14 جنيه و14.5 جنيه بالنسبة للمزارع ، مشيرا إلى أن الأسعار تختلف بناء على كل منطقة ومستوى المستهلك بها ، حيث أن الحلقات الوسيطة لا يمكن أن يتحكم بها أحد ، فالسعر على سبيل المثال بمصر الجديدة يختلف عن المرج أو المطرية أوعين شمس وهكذا .
ويوضح أن المرحلة القادمة ستشهد تنامي في الإنتاج وخاصة في الفترة التي ستسبق قدوم شهر رمضان ، ليتجاوز الإنتاج كما حدث في العام الماضي وقبل الماضي إلى ما يتراوح بين 2مليون و2.1 مليون دجاجة ن مما يعد نتيجة جيدة جدا وممتازة في ظل الظروف الحالية التي تعيشها البلاد .
ويرى السيد أنه من المفترض في ظل هذا الكم من الإنتاج أنه لا يتم اللجوء إلى الاستيراد ، حيث أنه يوجد كذلك 30% تربية ريفية لا تدخل في ظل الحسابات الإجمالية للإنتاج المنتظم ، على الرغم من كونها عاملا مؤثرا في السوق ، لأن من يقوم بالتربية لا يلجأ إلى السوق إلى الشراء وإنما يستهلك من الدواجن الموجودة لديه .
ويتوقع رئيس شعبة الثروة الداجنة ألا تزيد أسعار الدواجن خلال شهر رمضان إلا في حدود ضيقة تصل إلى 50 قرشا ولا تتجاوز الجنيه نظرا لزيادة الإقبال وكونه موسما مثل باقي المواسم يشتد فيه الطلب على السلع الغذائية .
ويقول محمد فوزي ، رئيس رابطة مقاولي الفراشة ورئيس شعبة الفراشة بالغرفة التجارية بالقاهرة ، أن الرؤية حتى الآن لم تتضح بعد بالنسبة لإقامة موائد الرحمن ، موضحا أن هذه الظاهرة بدأت في الاختفاء تدريجيا منذ ثورة يناير 2011 بسبب أعمال الشغب والبلطجة التي صاحبت الثورة مما أدى إلى وقوع الضرر على مهنة الفراشة وذلك بنسبة 50% ، لافتا إلى أن النسبة التي تقام بها موائد الرحمن حاليا تصل إلى 20% فقط من إجمالي الموجود من قبل .
وأوضح فوزي أنه بالنسبة للشوادر التي تقام لبيع الياميش فقد تقلصت هي الأخرى لقلة حجم المعروض من الياميش والمكسرات وذلك نتيجة لقلة الطلب على الشراء وإحجام المستهلكين عن الشراء بسبب ارتفاع الأسعار ، مؤكدا أنه حتى الآن لم يتحدد كمية الشوادر ، وإنما سيتضح الأمر في بداية شهر شعبان .
وأضاف أن الشوادر تكون موجودة بكثرة في الأرياف مقارنة بالمدن ، نظرا لأن المدن بها مراكز ومنشآت حيوية من الصعب أن تقام السرادق بجوارها وإنما تظهر الشوادر في المناطق الشعبية إلى حد ما.