أصبحت الاحكام الدينية وأمور السنة والشريعة من الامور التي يتم تداولها عبر موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» مما جعل الكتير يتناول هذه الأحكام حتى وإن كانوا لا يفقهون فيها شيئاً مما سيؤدي بالطبع إلى وقوعهم في أخطاء جسيمة . وهذا ما فعله أحد الكتاب السعوديين ، حيث أثارت تغريدات الكاتب محمد آل الشيخ ضجة كبيرة وتذمر مجموعة من المغردين في موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» ، عندما تطرق إلى انكار بعض الاحاديث الشريفة حيث قال "لا أعترف بحديث بول الإبل ولا حديث جلد الظهر وأخذ المال، هذه أحاديث ضد الفطرة السوية وإساءة للإسلام". وهنا نتساءل هل أصبحت الاحاديث النبوية مسار للجدل أو الاعتراض ؟ تلك الاحاديث أشياء مسلم بها وليست قضية سياسية يمكن قبولها أو الاعتراض عليها . وتبادل آل الشيخ الردود بينه وبين المغردين حول إعجابه بالغرب في الجانب الطبي وغيره، وسألوه عن حديث الرسول صلى الله عليه وسلم الذي ذكر فيه فضل بول الإبل فقال: "حديث العلاج ببول الإبل لا أعترف بصحته؛ لأن البول وشربه ضد الفطرة السليمة". فرد أحد المغردين: "وهل تعترف بحديث السمع والطاعة" "وإن ضرب ظهرك وأخذ مالك"؟. فرد الكاتب: "لا حديث بول الإبل ولا حديث جلد الظهر وأخذ المال، هذه أحاديث ضد الفطرة السوية وإساءة للإسلام". دعاة التضليل من جانبه انتقد مفتي عام المملكة الشيخ عبد العزيز بن عبدالله آل الشيخ قيام بعض الأشخاص بتحكيم العقل على الشرع والحكم على النصوص بأهوائهم, مؤكداً أن على المسلمين كافة اتباع سنة الرسول الكريم وطاعته فيما أمر وتصديقه فيما أخبر. جاء ذلك رداً على ما قاله الكاتب محمد آل الشيخ عبر حسابه الشخصي على موقع "تويتر" حيث أنكر من خلالها صحة حديثين نبويين. وقال خلال برنامج "مع سماحة المفتي" الجمعة على قناة المجد ردا على سائلة طلبت منه التعليق على تحقير أحد الكتاب لسنة النبي صلى الله عليه وسلم من خلال تغريداته: "إن الطاعن في سنة النبي محمد صلى الله عليه وسلم يعتبر من دعاة الضلال الذين يحكمون العقل عن الشرع". وحذر المفتي من ينتهج هذا النهج بأنه على خطر وبلاء عظيم وجهل، مطالبا إياه بالرجوع إلى الشريعة والتوبة إلى الله. وفي تطور آخر ذكرت مصادر أن المفتي العام طالب أول أمس الجمعة بتطبيق النظام بحق الكاتب محمد آل الشيخ عن تغريداته التي أنكر فيها عدداً من أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم. وبحسب صحيفة "سبق" فإن وفداً من المشايخ وطلبة العلم، يرافقهم الشيخ خالد بن عبدالرحمن الشايع الأمين العام المساعد للهيئة العالمية للتعريف بالرسول صلى الله عليه وسلم ونصرته، زاروا المفتي بعد صلاة الجمعة، للحديث معه حول ما غرد به الكاتب محمد آل الشيخ على حسابه في تويتر. وقالت المصادر إن المفتي خلال علمه بالتغريدات أبدى امتعاضه، في وقت كان فيه من ضمن الحضور عدد من أقارب الكاتب "آل الشيخ"، وأنه تحدث مع المسئولين بشأن تغريدات "آل الشيخ"، وذلك لتطبيق النظام بحقه. جهل فاضح كما انتقد إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ الدكتور حسين آل الشيخ تطاول الكاتب محمد آل الشيخ على الأحاديث الصحيحة وإنكاره لصحة حديثين نبويين ، مطالبا بمعاقبته على ذلك. وقال الدكتور حسين آل الشيخ عبر حسابه على تويتر: "بعد الاطلاع على هذه الكتابات فإننا نبرأ إلى الله من مثل هذه الكتابات التي تضرب بأحاديث صحيحة عرض الحائط". وأضاف مفتي المسجد النبوي : كتاباته تعرب عن جهله بالعلم الشرعي، فالأحاديث صحيحة عند أهل العلم ومثل هذا جهل فاضح". وتابع قائلا :"أخشى على مثل هذا الكاتب وأخشى عليه من العقوبة فسنة رسول الله عليه الصلاة السلام خط أحمر لا يرضى المسلمون بأن ينال منها هو أو غيره". واختتم إمام وخطيب المسجد النبوي تدوينته قائلا: "يجب على ولي الأمر منع مثل هؤلاء الكتاب التعرض لسنة رسول الله وزجرهم ومعاقبة من يثبت عليه رد الثابت من الأحاديث". وتعليقاً أيضا على تصريحات الكاتب السعودي ، حذر إمام الحرم المكي الشيخ سعود الشريم من التهاون مع من يردُّون النصوص النبوية الشريفة ويشككون بها ويضربون بها عرض الحائط. وأوضح أن التشكيك في النصوص النبوية عتبة في سلم التشكيك ورد نصوص السمع والطاعة للسلطان. وقال الشريم عبر حسابه الرسمي بموقع تويتر السبت: "التهاون مع من يرد النص النبوي عرض الحائط، إنما يعد عتبة في درج من يردون نصوص السمع والطاعة، فتبدأ ببول الإبل وتنتهي بمنابذة السلطان! فلنتنبه". ألفاظ وضيعة في حين اعتبر خالد الشايع الأمين العام المساعد للهيئة العالمية للتعريف بالرسول، أن الكاتب استخدم "ألفاظا وضيعة"، وقدم ردا فقهيا مفصلا عليه. ونقل شبكة ال "سي إن إن" عن الشايع : "لا ريب أن من مقتضى توحيد الله تعالى والإيمان برسوله.. أن يصدِّقه المسلم بكل ما يخبر به... وقد لوحظ مؤخراً على بعض المثقفين والكتاب والدعاة إطلاقُهم لأوصاف سيئة وآراء عليلة في حق المصطفى عليه الصلاة والسلام ، وفي جنب القرآن الكريم والسُّنة". واعتبر الشايع أن في هذا الأمر "خطورة بالغة" خاصة لدى صدوره من أشخاص "يعيشون في كنف هذه المملكة العربية السعودية التي دستورها القرآن ومنهجها السنة". وأضاف الشايع: "تابعت ما صدر عن الأخ محمد بن عبداللطيف آل الشيخ الكاتب عبر حسابه في تويتر، من عبارات في شأن بعض الأحاديث النبوية الشريفة، رجم فيها بالقول بغير علم، وأبدى جرأةً بغيضة نحو كلام الرسول.. بكلماتٍ صبيانية وألفاظ وضيعة". ورفض الشايع طعن آل الشيخ بالأحاديث بوصفها من "أحاديث الآحاد" قائلا إن الأحاديث التي تحمي الدماء والأعراض والأموال كلها من جملة أحاديث الآحاد، كما عرض لقضية "بول الإبل" قائلا إن النبي "لم يأمر الناس أن تكون أبوال الإبل مشروباً يومياً على الموائد كما يتوهمه الكاتب، ولكنه وصفه علاجاً لحالات محددة." ورفض الشايع استناد آل الشيخ إلى رأي صادر عن شيخ الأزهر يرفض التداوي ببول الإبل قائلا: "مع كامل التقدير لسماحة شيخ الأزهر .. مشيخة الأزهر قد صدر عنها أيضاً فتوى مؤصَّلة مفصَّلة فيها القول بالجواز والإباحة والمشروعية للتداوي بأبوال الإبل" كما أكد نجاح الأبحاث العلمية في استخلاص "المادة الفاعلة" من أبوال الإبل التي اتضح أن بوسعها "منع حدوث الطفرات السرطانية". جدل ب«تويتر» ولم يقتصر الأمر على غضب رجال الدين، حيث أثارت تعليقات الكاتب أحمد آل شيخ جدلاً كبيراً بين مستخدمي موقع التواصل الاجتماعي، تويتر، خاصة بعد أن غرد قائلاً " جمعية الأطباء يعلمون يقيناً أن بول الإبل يؤدي إلى مضاعفات تحدث عنها شيخ الأزهر، ومع ذلك خنسوا ولم يبينوا للناس ضرر شرب البول". وتلقى أحمد آل شيخ على العديد من التعليقات على حسابه الشخصي بموقع تويتر، تراوحت ما بين مؤيد ومعارض، منها ما يلي: تغريد " @mashari77" الذي قال فيه: "لست مع بعض أطروحاتك ولكني أعتقد الموضوع أكبر من التشكيك في حديث بول الأبل لتصفية حسابات بين تيارات فكرية مختلفة". أما "@33bdalla7 " فقال: "علماء الأمة عانوا مما كتبه الله عليهم من الأمراض فما سمعنا أنهم شربوا بول الإبل الالباني ابن باز ابن عثيمين والسابقين". وعلى رابط مخصص لمناقشة الموضوع وردت عدد من التغريدات أبرزها: تعليق "@mdtmu7amee": "على الدولة أن تقوم بواجبها تجاه حماية العقيدة وتجفيف منابع الإلحاد". وعلق " قائلاً: "منذ قديم والطعون في السنّة تتوالى ، لكن ذهب الطاعنون وبقيت السنّة محفوظة بحفظ الله تعالى للدين الحق." أما " @ssomk1" علق قائلاً: "ليست اخف من طوام اسلافه الذين جعلوا دين الله مغرماً وعبيد الله خولاً باسم الدين". هذا وقد أصدرت عائلة آل الشيخ بياناً نشر باسم "@m_alshathri" على موقع "TwittMail" تنص فيه على أن :" إخواننا في الله، مالكم تخالفون أمر الله في كتابه بالإعراض عن الجاهلين لأن في ذكر مقالاتهم رفعاً لشأنهم وإحياءً لسوقهم ، اقرأوا إن شئتم قول الله تعالى: (وأعرض عن الجاهلين) وقوله تعالى: (وإذا جاءهم أمرٌ من الأمن أو الخوف أذاعوا به) لكن لابد من محاسبتهم بأن ترفع عليهم الدعوى أو يُشكون إلى المسئولين كما قال تعالى في تكملة الآية (ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم) هذا هو التعامل الصحيح بدلاً من ترديد باطلهم على مسامع المسلمين.