يبدو أن ضعف أداء قوى المعارضة في مصر وتحديداً جبهة الإنقاذ الوطني ظهر جلياً في الفترة الأخيرة، حيث أنها بالرغم من معارضتها للنظام الحالي، لم تقدم جديد، وإنما تكتفي فقط بالمعارضة لأجل المعارضة، يعتبره محللون سياسيون أن ذلك يؤكد بوجود نظام ضعيف وفاشل، مع تواجد معارضة وهمية غير قادرة على إيجاد بديل. ووصلت حالة اللامبالاة لدى قادة جبهة الإنقاذ الوطني إلى عدم حضور الاجتماعات الدورية المقررة كل أسبوع، رغم إبلاغهم تليفونياً بمواعيد الاجتماعات، وهذا ما أكده مسئول الاتصال بقيادات «الإنقاذ» لحضور الاجتماع الأخير الذي عقد ظهر الأربعاء الماضي بمقر حزب الجبهة الديمقراطية، واكتفائهم فقط بإرسال مندوبين لهم، وبالتالي لا تخرج الاجتماعات بقرارات، أو نقاط اختلاف إلا في حيز قليل جداً أما المسائل المصيرية فيتم تأجيلها. ولازالت إشكالية المشاركة في انتخابات مجلس النواب القادم محل خلاف بين أحزاب الإنقاذ؛ حيث يوجد بالجبهة حالياً فريقين أحدهما مع المشاركة، مستندين إلى القاعدة السياسية القائلة أن " الأحزاب السياسية تقام من أجل المنافسة على السلطة وخوض كافة الانتخابات سواء برلمانية أو محلية أو رئاسية، والفريق الآخر مع المقاطعة بحجة أن المشاركة في الانتخابات في ظل النظام الحالي وتجاهله لمطالب قوى المعارضة، وإصراره على استحواذ وتمكين فصيل واحد من مقاليد الأمور في البلاد يعد بمثابة إضفاء صفة الشرعية على ذلك النظام الذي يرون أنه فاقد الشرعية ويجب إسقاطه. ويوضح الدكتور أسامة الغزالي حرب، رئيس حزب الجبهة الديمقراطية، أن غياب قادة الجبهة سواء أكان «صباحى، أو البرادعى، أو موسى، أو أبو الغار، أو البدوي» عن حضور اجتماع الجبهة الذي عقد ظهر الأربعاء الماضي بمقر حزب الجبهة الديمقراطية، كان محل غضب الحاضرين، مشدداً على ضرورة عودة اجتماعات الإنقاذ بشكل دوري والتأكيد على حضور الجميع. وأشار «حرب» في كلمته عقب انتهاء اجتماع الجبهة إلى أن أداء الإنقاذ في الفترة الأخيرة لم يكن على المستوى الذي يرضى طموحات ورغبات الشعب المصري. من جانبه أكد المهندس أحمد بهاء الدين شعبان، رئيس الحزب الاشتراكي المصري أن الخلاف بين أحزاب الجبهة حول القرارات الهامة التي تستغرق وقتاً طويلاً وتنال اهتمام الرأي العام أمراً حتمي، مشيراً إلى وجود تيارين داخل جبهة الإنقاذ الوطني مختلفين في الرؤى بشأن المشاركة في الانتخابات البرلمانية المقبلة . وأشار «شعبان» في تصريحات خاصة لشبكة الإعلام العربية " محيط " إلى أن كل فريق من فريقي الجبهة له تبريراته المنطقية بشأن المشاركة أو المقاطعة، مشدداً على أن الجبهة ليست حزباً واحداً يجمع أعضاؤه على رأى واحد ولكنها كيان كبير مؤسسي ومنظم يجمع بين أقصى اليمين وأقصى اليسار وبالتالي فإن القرار الذي يتخذ يجب أن يكون محل اتفاق الجميع . وأوضح أن عدم حضور قادة الإنقاذ لا يعنى إطلاقا وجود خلافات بينهم ، مشيراً إلى أن الدكتور محمد البرادعي، و عمرو موسى، شخصيات عامة، ومحل اهتمام الرأي العام العربي والعالمي وعدم حضورهم كان لارتباطهم بأمر خارج البلاد ، فضلاً عن أن حمدين صباحي، مؤسس التيار الشعبي كان مشارك في مؤتمر وأرسل بدلاً منه الدكتور عمرو حلمي، وزير الصحة السابق، والمهندس محمد سامي رئيس حزب الكرامة. ولفت رئيس الحزب الاشتراكي المصري إلى أن ما تعلنه «الإنقاذ» من قرارات بشكل واضح وصريح سواء بإدانة الاعتداء على السلطة القضائية، أو التعديل الوزاري أو إدانة الاعتداء الصهيوني الغاشم على الشعب السوري، تكون محل اتفاق بين كافة أحزاب الجبهة. في حين أن ما لم يعلن سواء موقف الجبهة من انتخابات مجلس النواب القادم أو الحكومة الموازية والبرلمان الشعبي، يكن محل خلاف بين الأحزاب وبالتالي يتم تأجيل الإعلان عنه لحين الاتفاق بشأنه.