صدر عن دار السلام للطباعة والنشر والتوزيع والترجمة في القاهرة، كتاب جديد للدكتور عبد العزيز بن عثمان التويجري، المدير العام للمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة " إيسيسكو "، الأمين العام لاتحاد جامعات العالم الإسلامي، بعنوان : (في الفكر والحضارة). ويتناول الكتاب : (مرحلة جديدة في التحالف بين الحضارات)، و(دولة الإرهاب والإجرام، إلى متى تتحدى العالم؟)، و(صحوة الضمير العالمي وضرورة مقاطعة إسرائيل)، و(الكونجرس وحملات التنصير في المجتمعات الإسلامية)، و(الدبلوماسية الثقافية والدبلوماسية التقليدية)، و(دور الأديان في تعزيز التعاون الدولي)، و(التنوع الثقافي الخلاَّق مصدر ثراء إنساني)، و(الوئام بين أتباع الأديان لتعزيز السلام العالمي)، و(الفاتيكان والمواقف الغامضة)، و(تهديد أمن العالم الإسلامي لحماية أمن أسرائيل)، و(التواصل الحضاري وتدعيم التفاهم بين الشعوب)، و(هل يمكن أن يصدر عن الكونجرس قرار بحماية الأديان من الإساءة إليها)، و(الحاخامات يكشفون عنصرية الدولة العبرية)، و(تطوير التعليم بوابة المستقبل)، و(صوت الحكمة ونداء العقل في الزمن الصعب)، و(القيادات الدينية الإسلامية ورسالة الإصلاح)، و(تعزيز ثقافة المواطنة للخروج من الأزمة)، وغيرها من الموضوعات التي تتصل بقضايا العصر وأزماته والتي عالجها المؤلف برؤية شمولية وبفكر مستنير وبفهم عميق للمتغيرات على الساحة الدولية. وجاء في مقدمة الكتاب : « للفكر رسالة في الحياة، وعلى الكاتب مسؤولية ٌ يتحملها وأمانة ينهض بها للحفاظ على مقومات الحياة الحرة الكريمة للإنسان، والعمل على تطويرها نحو الأحسن والأجمل والأفضل والأقوم. وللفكر اتجاهات ومسارات ومآلات؛ فليس كل فكر يسير في الاتجاه الصحيح، ويهدف إلى تحقيق غاياتٍ تزدهر في ظلها الحياة الإنسانية، وليس كل فكر مبدعًا للحلول الواقعية للمشاكل التي تعاني منها المجتمعات البشرية، وليس كل فكر بانيًا للنهضة، صانعًا للحضارة، راسمًا لخريطة الطريق نحو بناء المستقبل المزدهر الآمن الذي تتوفر فيه شروط الحياة المزدهرة الآمنة الموفورة الكرامة للبشر كافة. ولكن الفكر الباني والمبدع والمنتج هو الفكر الذي يتخلص من قيود الأنانية والتعصّب، والانكفاء على الذات، ومن أوهام الخيال المجنح البعيد عن الواقع بكل تعقيداته ومعضلاته». وأضافت المقدمة « إن الفكر إذا انحرف عن جادة الصلاح والإصلاح، وتجنب الفطرة السوية، وارتكس إلى الوهم، وتجاهل حقائق التاريخ ومعطيات الواقع ومتطلبات الإنسان، وتنكر لأحلامه وأشواقه، كان فكراً سلبياً يهدم ولا يبني، يفسد ولا يصلح، يضل ولا يهدي، فيكون بذلك فكراً بائساً هداماً ضرره وخطره باديان للعيان، وآثاره التدميرية للحياة ملموسة قائمة في الواقع المتخلف عن ركب الحضارة. أما إذا كان الفكر سوياً وواقعياً وعملياً ومرتبطاً بالإنسان ومتجاوباً مع متغيرات الحياة وملبياً لنداء المجتمع وحاجاته، ارتقى درجات في سلم التطور، فاكتسب قوة التغيير والإبداع التي تجعل منه عنصراً فاعلاً مؤثراً في صناعة التقدم وازدهار الحياة». وتحدث المؤلف عن رسالة الكاتب، فقال : « إن الكاتب في هذا العصر، وفي كل عصر، هو الضميرُ الحيُّ للمجتمع الذي يعيش فيه، والمتحدث عنه لحماية الذات ولصون الهوية وللذود عن الحرية والكرامة وعن سيادة الإنسان على الأرض التي خلقه الله تعالى لحمل أمانة تعميرها بالعمل النافع، وبالإصلاح الباني للحضارة وبالإبداع في جميع مجالات الحياة ما ظهر منها وما بطن " . ويقول المؤلف : « إن الكاتب حامل لرسالة التنوير بالمفهوم العميق الدقيق للتنوير، وليس بالمفهوم الوضعي الفلسفي الأوروبي، وشتان ما بين المفهومين. فالتنوير في الحضارة الإسلامية، يكون بالعقل وبالإيمان، فلا يكون بعقل دون إيمان، ولا يكون بإيمان من غير عقل. وذلك هو الفارق الكبير بين الحضارة الإسلامية وبين الحضارات الإنسانية الأخرى، وخصوصاً الحضارة الأوروبية التي يزعم الغرب أنها الحضارة الأسمى. وهذا الزعم غير صحيح، وهو يؤسس لفكرة مركزية الحضارة الغربية التي تتناقض مع حقائق التاريخ الإنساني، والتي هي مصدر للغرور والاستعلاء، بل هي مصدر للكبر وللعتو وللعدوان على الشعوب الأخرى تحت دعاوى عريضة باطلة أصلا ً، من قبيل حمل رسالة الحضارة والمدنية والتنوير إلى تلك الأمم. فالغرب اخترع مسميات تضليلية تحريفية وأطلقها على الاحتلال الإجرامي الذي مارسه ضدّ أمم الأرض، فأطلق على هذا الاحتلال الظالم والعدوان الغاشم (الاِستعمار)، وهي كلمة ذات مدلول .